تنطلق صباح اليوم التصفيات النهائية للدورة الثالثة من تحدي القراءة العربي في الامارات ، حيث تبدأ وفود الطلبة المشاركين ، بالتوافد إلى مقر مدرسة البحث العلمي، الواقعة في منطقة الورقاء بدبي، تمهيداً لانطلاق التصفيات النهائية في ما بينهم، وعيونهم معلقة على المركز الأول، حيث يتوقع أن تبلغ المنافسة في ما بين الطلبة المتبارين في التحدي على أشدها، للوصول إلى المراكز العشرة الأولى في الإمارات.
ووفق الإحصائيات التي كشفت عنها الأمانة العامة لتحدي القراءة العربي، أخيراً، تبين وصول إجمالي المشاركات في الدورة الثالثة لتحدي القراءة العربي في الإمارات إلى 351.976 طالباً، يمثلون جميعاً 1245 مدرسة على مستوى الدولة، في حين وصل عدد المشرفين عليهم إلى 2300 مشرف مشارك، وهو ما يؤكد المكانة التي بات تحدي القراءة العربي يحظى بها على مستوى الدولة.
فعيون المئات من الطلبو العرب ترنو الى لقب «بطل تحدي القراءة العربي 3» ، من المحيط إلى الخليج، في وقت أضحى فيه تحدي القراءة العربي المبادرة الأكبر لغرس ثقافة القراءة لدى النشء، والمندرجة تحت «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، إذ مثَّل منذ انطلاقته في 2015، أضخم مسابقة معرفية، تهدف إلى تربية الأجيال العربية الصاعدة على حب القراءة، وزرعها في نفوسهم كقيمة حضارية وفكرية، تمهيداً لأن تتحول إلى عادة يومية، قادرة على بناء عقلية متفتحة.
محمد بن راشد مكرماً الطالبة عفاف شريف بطلةً للتحدي في دورته الثانية | أرشيفية
ولأن القراءة تحدث أثراً جميلاً في نفوس الأجيال الجديدة، فقد استطاع تحدي القراءة العربي أن يحدث أثراً طيباً على الساحة المحلية والعربية والعالمية على حد سواء، الأمر الذي يبعث على الأمل في المجتمعات العربية على اختلاف مشاربها، وهو ما انعكس جلياً في طبيعة النماذج العربية التي خلفها التحدي، والتي تجاوزت في معرفتها كل الاهتمامات السطحية التي أسست لها العديد من المسابقات الأخرى.
ومع اقترابنا من تصفيات الدورة الثالثة من التحدي، وإعلان نتائجه في أكتوبر المقبل، خلال حفل ضخم سيقام في دبي، بدأت ملامح نتائج التحدي بالتجلي في عيون الطلبة الذين قبلوه، ليبدو أن التحدي قد حقق خلال السنوات الماضية إنجازات لافتة، حيث تكشف الإحصائيات عن بلوغ عدد المشاركين في دورة التحدي الثالثة 10 ملايين طالب وطالبة، يمثلون 52 ألف مدرسة، ويشرف عليهم 86 ألف مشرف قراءة، فيما يتوزع الطلبة على 44 دولة من أنحاء العالم، من بينها 14 دولة عربية، و30 دولة أجنبية، وذلك في أول مشاركة رسمية للطلبة العرب المقيمين في دول المهجر، تطبيقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في ختام الدورة الثانية من تحدي القراءة العربي، الذي أقيم في أكتوبر الماضي، لتحويل التحدي إلى العالمية، بهدف تلبية شغف الشباب العرب خارج منطقتهم، ليكونوا جزءاً من السباق المعرفي.
المتابع لنتائج تحدي القراءة العربي، يكشف طبيعة وحجم الحراك الشعبي والثقافي الجذري الذي أحدثه في ثنايا المجتمعات العربية، ليبشر بولادة أجيال عربية مثقفة، تتخذ من الكتاب رفيقاً جميلاً يصاحبها في حلها وترحالها، وخاصة أن عمليات تحكيم التحدي تستند إلى معايير واضحة، حيث يتوجب على كل طالب مشارك، الانتهاء من قراءة 50 كتاباً في شتى أنواع المعارف الأدبية والفكرية والعلمية، وأن يتمتع الطالب بالقدرة على التعبير عن أهم ما يطرحه الكتاب بلغة عربية سليمة، والقدرة على إعادة صياغة المفاهيم الواردة في هذه الكتب، حتى يتمكن من امتلاك القدرة التحليلية والنقدية، الأمر الذي يرفع من مستوى إمكاناته المعرفية.
ولمواكبة هذه المعايير، فقد عمل فريق تحدي القراءة العربي، هذا العام، على طباعة وتوزيع 100 مليون جواز من جوازات التحدي، وذلك ليتمكن الطلبة المشاركون في الدورة الثالثة، من استخدامها في كتابة ملخصات الكتب التي يقرؤونها، تحت إشراف ومتابعة معلمي ومشرفي المدارس المشاركة في التحدي.
وكانت تصفيات تحدي القراءة في الدول العربية والأجنبية، قد انطلقت في مارس الماضي، من خلال تنافس الطلبة في مدارسهم على مستوى المناطق والمديريات التعليمية في كل دولة على حدة، بحيث يتم إثر ذلك اختيار العشرة الأوائل على مستوى دولهم، ثم يتم إخضاعهم لمرحلة التقييم والاختبارات، التي ستفضي إلى اختيار الفائز الأول في كل دولة، تمهيداً لتأهلهم إلى النهائيات، حيث يخوض فيها الطلبة من كافة الدول المشاركة التصفيات النهائية، التي ستقام في دبي، وستفضي في النهاية إلى الإعلان عن بطل تحدي القراءة العربي 2018، الذي سيتوَّج في حفل كبير.
إحدى جلسات التصفيات للدورة السابقة | أرشيفية
وشهدت الفترة الماضية إعلان نتائج تصفيات الدورة الثالثة النهائية، في عدد من الدول العربية، والتي أفضت إلى تتويج بطلين على مستوى المملكة العربية السعودية، وهما الطالب عمر معيض القرني من مدينة مكة على مستوى الطلاب الذكور، والطالبة سديم عبدالعزيز المبدل من مدينة الرياض على مستوى الطالبات، متفوقين بذلك على 20 طالباً وطالبة بلغوا التصفيات النهائية، ممثلين لمختلف مدارس المملكة من بين أكثر من مليون طالب وطالبة خاضوا مختلف مراحل السباق المعرفي الأكبر عربياً على مدار العام الدراسي، فيما تنافست في دورة هذا العام على لقب المدرسة المتميزة 12 ألفاً و420 مدرسة من مختلف مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية و18 ألفاً و254 مشرفاً ومشرفة.
في حين، توجت فلسطين الطالب قسام محمد صبيح بطلاً لتحدي القراءة العربي بعد تقدمه على 13 طالباً وطالبة احتلوا المراكز العشرة الأولى، ممثلين مختلف محافظات ومدن وبلدات فلسطين، وفي الوقت ذاته، انتزعت مدرسة بنات العودة الأساسية – بيت لحم، لقب المدرسة المتميزة على مستوى فلسطين، في حين نال المعلم بسام عبد ربه أحمد العدم، من الخليل، لقب المشرف المتميز على مستوى المنطقة التعليمية.
ووفق التقارير، كانت فلسطين قد شهدت خلال الدورة الثالثة من التحدي، مشاركة متميزة مع تسجيل نحو 402 ألف طالب وطالبة من 2333 مدرسة من القطاعين العام والخاص من مختلف أنحاء فلسطين، تحت إشراف 5080 مشرفاً ومشرفة، حرصوا على متابعة الطلبة في اختيار القراءات المتنوعة، ومساعدتهم على تلخيص الكتب ومراجعتها معهم.
بينما توجت الطالبة مريم عبدالسلام بلقب بطلة تحدي القراءة العربي على مستوى مصر، التي شهدت هي الأخرى منافسة قوية في التصفيات النهائية، في حين توَّج السودان الطالب عمر النور آدم محمد، بطلاً لتحدي القراءة العربي، حيث شهدت النسخة الثالثة من التحدي في السودان مشاركة 700 ألف طالب يمثلون 3093 مدرسة من بينها 212 مدرسة لأصحاب الهمم، في حين تم تتويج الطالبة مريم لحسن أمجنون من مدرسة الداخلة في منطقة فاس – مكناس التعليمية بطلة للتحدي على مستوى المملكة المغربية.
أما على مستوى دولة الكويت، فقد توجت الطالبة زهرة منصور الشمري بطلة للتحدي على مستوى الكويت، بعد خوضها منافسة شديدة مع الطلبة العشرة الأوائل الذين بلغوا المرحلة النهائية ممثلين عن مختلف المناطق التعليمية في الكويت، فيما بلغ عدد الطلبة الذين شاركوا في تحدي القراءة العربي في دورته الثالثة على مستوى الكويت 41,127 طالباً وطالبة من 432 مدرسة، في القطاعين العام والخاص، في حين بلغ عدد المشرفين على التحدي 1158 مشرفاً ومشرفة.في المقابل، بلغ عدد الطلبة المشاركين في التحدي على مستوى موريتانيا نحو 300 ألف طالب، ليكون المركز الأول من نصيب الطالب محمد الشيخ ولد سيد المين، الذي فاز بلقب بطل تحدي القراءة العربي 2018 على مستوى موريتانيا، أما في لبنان فقد توجت الطالبة رلى حسين بطلة لتحدي القراءة العربي 2018، بعد خوضها لمنافسة شديدة مع مجموعة الطلبة الذين تأهلوا إلى التصفيات النهائية.
أما على مستوى الطلبة العرب المقيمين في دول المهجر، فقد استحقت الطالبة رولا الزهراني المركز الأول على مستوى إيطاليا، كما تم تتويج الطالب معمر الحنتوش بلقب بطل تحدي القراءة العربي على مستوى إسبانيا.
3 دورات ومشاركات بالملايين
يحتفي تحدي القراءة العربي هذا العام، بدورته الثالثة، وسط تحقيقه قفزاتٍ نوعية، وارتفاعاً ملحوظاً في نسب أعداد المشاركين، حققها منذ انطلاقته قبل 3 سنوات، وحتى الآن؛ ففي الوقت الذي شهدت فيه الدورة الأولى مشاركة نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون طالب من مختلف الدول العربية، قفز هذا الرقم في الدورة الثانية ليتجاوز حاجز 7.4 ملايين طالب مشارك، فيما بلغ عدد المشاركين في الدورة الثالثة 10 ملايين طالب، بعد أن اتخذ التحدي صبغته العالمية.
وشهدت الدورة الثانية من التحدي تتويج الطالبة عفاف شريف من فلسطين، بطلةً للمنافسة، فيما انتزعت مدارس الإيمان من البحرين، لقب المدرسة المتميزة، وذهبت جائزة المشرف المتميز للمغرب، من خلال المربية الدكتورة حورية الظل، وتميزت تلك الدورة بمشاركة عربية لافتة، حيث تمكن الطلبة خلالها من قراءة أكثر من 200 مليون كتاب، في حين تجاوز عدد الطلبة الذين خاضوا التحدي حاجز 7.4 ملايين طالب، من مختلف المراحل الدراسية، من 25 دولة عربية وأجنبية، قرأوا ولخصوا أكثر من 200 مليون كتاب، تحت إشراف أكثر من 75 ألف مشرف، من معلمين ومعلمات.
أما الدورة الأولى فقد شهدت تتويج الطالب الجزائري عبدالله جلود، بلقب تحدي القراءة العربي، بينما نالت «طلائع الأمل الثانوية للبنات» في فلسطين جائزة المدرسة المتميزة، وخلالها قام الطلبة بقراءة 150 مليون كتاب خلال عام واحد.