أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” النتائج السنوية لأعمال مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للعام 2017 المؤسسة العربية والإقليمية الأكبر من نوعها في شمولية العمل الإنساني والتي تضم تحت مظلتها 33 مؤسسة إنسانية ومجتمعية ومعرفية وتنموية وثقافية، حيث بلغ حجم الإنفاق لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية 1.8 مليار درهم على جميع المبادرات والبرامج والمشاريع الإنسانية والمجتمعية والتنموية استفاد منها أكثر من 69 مليون شخص في 68 دولة.
جاء ذلك أثناء الحفل السنوي الذي أقامه صاحب السمو لفريق عمل مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في أوبرا دبي بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ال مكتوم ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس أمناء مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وسمو الشيخ أحمد بن سعيد ال مكتوم رئيس هيئة الطيران المدني بدبي رئيس مجموعة طيران الامارات ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان وزير التسامح ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل أمين عام مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وأكثر من 550 موظفاً يعملون ضمن فريق المبادرات حيث أطلق سموه تقرير الأعمال السنوي للمؤسسة ترأس خلاله اجتماع مجلس الأمناء.
وبحسب نتائج تقرير الأعمال 2017 بلغت ميزانية المصروفات لجميع المبادرات والبرامج والمشاريع الإنسانية والمجتمعية والتنموية 1.8 مليار درهم موزعة على خمسة محاور رئيسية هي المساعدات الإنسانية والإغاثية والرعاية الصحية ومكافحة المرض ونشر التعليم والمعرفة وابتكار المستقبل والريادة وتمكين المجتمعات. واستفاد من هذه المبادرات والبرامج أكثر من 69 مليون شخص في 68 دولة.
وبلغ حجم الإنفاق الكلي على مبادرات نشر التعليم والمعرفة 634 مليون درهم استفاد منها أكثر من 50 مليون شخص كما بلغ حجم الإنفاق على مبادرات الرعاية الصحية ومكافحة المرض 477 مليون درهم استفاد منها 7.9 ملايين شخص في حين بلغ حجم الإنفاق على المساعدات الإنسانية والإغاثية 194 مليون درهم استفاد منها 11.4 مليون شخص وبلغ حجم الإنفاق على قطاع ابتكار المستقبل والريادة 369 مليون درهم فيما انتزعت المبادرات والمشاريع المنضوية ضمن محور تمكين المجتمعات 129 مليون درهم من إجمالي حجم الإنفاق.
وأثنى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على النتائج التي تحققت على الأرض والجهود التي تقف وراءها حيث قال: “فخور بفريق عملي الإنساني، أكثر من 500 موظف في خدمة الإنسانية و90 ألف متطوع يساعدوننا في مسيرة العطاء في أكثر من 60 دولة” مؤكداً سموه: “نشجع جميع المؤسسات الإنسانية المنضوية تحت مظلة المبادرات على المسابقة والمنافسة في عمل الخير”.
وقال سموه: “لدينا الموارد ولدينا الإرادة ولدينا الإدارة، ولا عذر لنا في ألا نكون الأول في المساعدات الإنسانية” لافتاً بالقول: “على مدى عشرين عاماً من عملنا احتضنا العديد من المبادرات والمشاريع التي نسعى من خلالها إلى إحداث فرق نوعي في حياة الناس والمجتمعات” موضحاً سموه بقوله: “نستثمر في صناعة الإنسان وصناعة الأمل وصناعة حياة أفضل لملايين البشر”.
وأكد سموه بأننا “مستمرون على نهج زايد في ترسيخ مسيرة العطاء وكلما أعطينا أكثر زادنا الله عطاء وراحةً وأمناً وأماناً”، مشيراً سموه بأن “خير الإمارات للإنسانية جمعاء، من دون تمييز بين عرق ولون ودين”. وأضاف سموه: “نؤمن بأن قيمتنا الحقيقية في تغيير حياة الناس للأفضل”.
وختم صاحب السمو: “سنواصل العمل والبناء والعطاء وفق الرؤية التي رسمناها لأنفسنا ولفريقنا في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وهي خدمة الإنسانية أولاً وأخيراً”.
من جهته أعرب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الأمناء عن فخره الكبير إزاء الإنجازات التي حققتها 33 مؤسسة ومبادرة تندرج تحت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، كما يشير إليه “تقرير الأعمال 2017”.
وقال سموه: “نظرة إلى الإنجازات المدعمة بالأرقام والقصص الإنسانية المؤثرة تؤكد أن محمد بن راشد استطاع أن يجعل الأمل عملاً حقيقياً وصناعة مستدامة”.
وأوضح سموه بالقول بأن: “مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية تترجم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الساعية إلى تطوير العمل الإنساني والإغاثي والمجتمعي محلياً وإقليمياً ودولياً في صيغة أكثر تكاملية”، مشيراً سموه إلى أنه من خلال هذه الرؤية فإن “عشرات المبادرات والبرامج التي رعاها محمد بن راشد خلال عشرين عاماً تحولت إلى كيانات راسخة تعمل على مأسسة العمل الإنساني بما يكفل استدامته وتعظيم أثره الإيجابي وتوسيع حجم الاستفادة منه”.
وشدد سموه بالقول: “من المهم تكريس ثقافة العمل الإنساني كمنظومة عمل تتخطى الإحسان العابر إلى التغيير الشامل في التفكير والتخطيط والمنهجية”.
وشكل العام 2017 عاماً مفصلياً في مسيرة العمل الإنساني، متعدد المستويات والآفاق، لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، تم فيه تطوير منظومة عملها بصورة أوسع وأشمل وفي إطار أكثر تكاملية، على نحو يعكس رسالة المؤسسة الأعم لجهة صناعة الأمل وبناء مستقبل أفضل للإنسانية، بما يحقق الاستقرار والازدهار والسلم المجتمعي.
ونجحت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في العام 2017 في البناء على سجل إنجازاتها النوعية وترسيخ مكانتها وسط المنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية، من خلال تصدرها العديد من البرامج والأنشطة والحملات الإغاثية، وتفعيل العديد من مبادراتها ومشاريعها كما واصلت لعب دورها الرائد في المنطقة كأكبر مؤسسة من نوعها تسعى إلى تغيير واقع المجتمعات وتمكينها والاستثمار في الأجيال الشابة، من خلال مبادرات خلاقة تسعى إلى تعزيز قيم التسامح والتكافل والتعاضد الإنساني والمجتمعي والارتقاء بالمنظومة الثقافية والمعرفية في الوطن العربي والتصدي للسلبية والتطرف وغرس ثقافة الأمل والتغيير الإيجابي والبناء.
وبحسب تقرير الأعمال للعام 2017 بلغ إجمالي حجم الإنفاق الكلي لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية من خلال كافة مؤسساتها ومبادراتها 1.8 مليار درهم إماراتي وهو أكثر من إجمالي الإنفاق في العام 2016 والبالغ 1.5 مليار درهم. وتم إنفاق 961 مليون درهم على مختلف المبادرات والمشاريع والبرامج ضمن قطاعات عمل المؤسسة حيث استفاد منها أكثر من 69 مليون شخص في 68 دولة حول العالم فيما تم تخصيص 869 مليون درهم للاستثمار في صروح معرفية وريادية مستدامة. إلى ذلك بلغ إجمالي الإنفاق على الجوائز التي ترعاها مختلف المبادرات والبرامج التابعة للمؤسسة في العام 2017 أكثر من 84 مليون درهم إماراتي.
وشهد العام 2017 انضمام مبادرتين أو مؤسستين جديدتين إلى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية تشكلان محطتين فارقتين في مسيرة عمل المؤسسة؛ الأولى: إنشاء المعهد الدولي للتسامح من خلال قانون أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في يونيو 2017 بالإضافة إلى إطلاق جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح. ويهدف المعهد الدولي للتسامح، الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، إلى إرساء التسامح كقيمة إنسانية من خلال دعم وتشجيع المبادرات والبرامج والمشاريع التي تعزز الحوار والانفتاح وقبول الآخر.
أما المبادرة الثانية فهي إطلاق مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي في سبتمبر 2017 الذي يهدف إلى المساهمة في تطوير منظومة التعليم في الوطن العربي من خلال إعداد وتأهيل أجيال جديدة من العلماء والمخترعين والباحثين والأكاديميين العرب، عبر توفير منصة تعليمية إلكترونية متطورة توفر لهم أحدث العلوم والمعارف. في إطار المشروع، تم إطلاق “تحدي الترجمة” كأكبر مبادرة من نوعها في العالم العربي تهدف إلى توفير آلاف الفيديوهات التعليمية المعرّبة في مواد العلوم والرياضيات وتوفيرها مجاناً لملايين الطلبة العرب.
ويشمل نطاق عمل مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية خمسة محاور أو قطاعات عمل رئيسية هي: المساعدات الإغاثية والإنسانية، والرعاية الصحية ومكافحة المرض، ونشر التعليم والمعرفة، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات.
وبحسب تقرير الأعمال للعام 2017، بلغ حجم الإنفاق على مختلف المبادرات والبرامج الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية 194 مليون درهم؛ في حين سجلت مبادرات وبرامج الرعاية الصحية ومكافحة المرض في مختلف أنحاء العالم حجم إنفاق يصل إلى 477 مليون درهم. أما مبادرات ومشاريع التعليم والمعرفة فسجلت 634 مليون درهم الثالث؛ في حين تم تخصيص محور ابتكار المستقبل والريادة الذي تم تخصيص 369 مليون درهم على مبادرات ابتكار المستقبل والريادة. وأخيراً، انتزعت المبادرات والبرامج والمشاريع المتعلقة بتمكين المجتمعات الذي 129 مليون درهم.
وكانت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية قد تأسست في العام 2015 لتكون مظلة جامعة لكل المؤسسات والمبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ورعاها خلال أكثر من عشرين عاماً، وذلك بغية تنسيق مختلف الجهود وتعزيزها وتفعيل العمل الإنساني وتطويره ومأسسته بما يسهم في التصدي لأبرز التحديات المجتمعية والتنموية، محلياً وإقليمياً ودولياً، وإيجاد حلول مبتكرة لها، والمساهمة في خلق واقع أفضل للبشرية في شتى مناحي الحياة.
وتضم مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية تحت مظلتها 33 مبادرة تنفذ أكثر من 1400 مشروع وبرنامج في 116 دولة، حيث تساهم في توفير الدعم والارتقاء بواقع المجتمعات المحلية، ويستفيد منها أكثر من 130 مليون شخص.
وفي ما يلي نظرة تفصيلية على أهم الإنجازات التي حققتها مختلف المؤسسات والمبادرات المنضوية تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في العام 2017 ضمن محاور عمل المؤسسة الخمسة:
المساعدات الإنسانية والإغاثية
يشكّل محور المساعدات الإنسانية والإغاثية دعامة رئيسية ضمن محاور عمل مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، من خلال العديد من المبادرات والمشاريع والبرامج والأنشطة والفعاليات التي تجسد جوهر رسالة المؤسسة الساعية إلى مكافحة الفقر ومساعدة المحتاجين ونجدة المنكوبين والوقوف إلى جانب المجتمعات المستضعفة والمهمشة والسعي إلى تحسين جودة الحياة في المجتمعات الأقل حظاً؛ سواء من خلال المساعدات الإنسانية والإغاثية الطارئة في حالة الكوارث الطبيعية أو الحروب والصراعات والأزمات، أو من خلال مساعدات وبرامج تنموية وتطويرية مستدامة، ضمن خطط طويلة المدى، بهدف المساهمة في بناء مستقبل أكثر استقراراً ونماءً للبشرية، دون رهن هذه المساعدات بأي شكل من أشكال التمييز على أساس الجنس أو العرق أو اللون أو الدين.
وبلغ إجمالي حجم الإنفاق على هذا المحور في العام 2017 من خلال العديد من المبادرات والمشاريع والبرامج والحملات ذات الصلة 194 مليون درهم، استفاد منها أكثر من 11.4 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم.
تحت هذا المحور، تواصل المدينة العالمية للخدمات الإنسانية القيام بدور فاعل، من خلال تقديم التسهيلات اللوجستية والميدانية والدعم الفني وتنسيق العمليات الإنسانية والجهود الإغاثية، خاصة في حالات الطوارئ والكوارث، حيث تستطيع المدينة، التي تعد أكبر تجمع للخدمات الإنسانية في العالم، الوصول إلى المناطق التي تحتاج إلى تدخل بسرعة. في سياق أنشطتها وبرامجها في العام 2017، أظهرت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية استجابة فعالة لأزمة لاجئي مسلمي الروهينغا في بنغلاديش من خلال إنشاء جسر جوي من دبي إلى العاصمة البنغلاديشية دكا، شمل 13 رحلة على مدى شهرين نقلت نحو 1.8 مليون طن من المساعدات والمواد الأساسية الإغاثية، من أغذية وملابس ومستلزمات طبية، إلى 583 ألف لاجئ. كما أقامت المدينة جسوراً جوية لتوفير المساعدات للمنكوبين جراء الصراعات والكوارث الطبيعية في العديد من مناطق العالم، كالعراق، وجنوب السودان، وهايتي.
وضمن محور المساعدات الإنسانية والإغاثية، شكل 2017 عاماً حافلاً بالإنجاز لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية من خلال مشاريعها وبرامجها المتنوعة داخل دولة الإمارات وخارجها، التي استهدفت الفقراء والمحتاجين والمنكوبين عبر تقديم العديد من المساعدات الإغاثية لرفع المعاناة عن الناس وتحسين جودة الحياة، بموازاة برامجها ومشاريعها ذات الطابع المستدام في قطاعات حيوية كالتعليم والصحة والبنية التحتية. وبلغ عدد المستفيدين من مختلف مشاريع وبرامج وحملات وأنشطة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية 1.6 مليون شخص يمثلون الفئات الهشة والمحرومة في 53 دولة. من أنشطتها الإنسانية المتنوعة، نفذت المؤسسة عدداً من المشاريع الرمضانية الخيرية للمحتاجين في مناطق عدة من العالم، من بينها مشروع “مفاطر رمضان” استفاد منها أكثر من 56 ألف أسرة، في دول عربية وأخرى آسيوية وأفريقية وفي هايتي وأمريكا وكندا.
وفي إطار المحور ذاته، نفذت مؤسسة سقيا الإمارات العديد من البرامج والمشاريع بما يخدم رسالتها الساعية إلى توفير مياه الشرب النظيفة للمجتمعات والمناطق التي تعاني شحاً في مصادر المياه بالإضافة إلى تعزيز الوعي بقضايا المياه في المجتمع. وخلال العام 2017، نفذت المؤسسة العديد من المشاريع والبرامج استفاد منها أكثر من 8.3 ملايين شخص في 22 دولة، من بينها حفر 82 بئراً في مناطق محرومة من المياه النظيفة بدول مثل الصين ومصر وبنغلاديش وغيرها.
كذلك، كانت لمؤسسة بنك الإمارات للطعام مساهمة لافتة في مكافحة الجوع، كأحد التحديات المجتمعية الملحة، من خلال جمع فائض الطعام من مختلف المنشآت ذات الصلة كالمؤسسات الفندقية والمطاعم والمزارع ومصانع الأغذية وإعادة توزيعها على الفئات المحتاجة. وجمع البنك في 2017 أكثر من 709 أطنان من الأطعمة تم توزيعها على الجمعيات الخيرية في الإمارات، حيث استفاد منها 354 ألف شخص.
إلى ذلك، أطلق مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة في العام 2017 عدداً من المبادرات لترسيخ دور الوقف كأداة تنموية لتطوير المجتمعات. وأعلن المركز عن أول مزرعة خيرية للوقف الجماعي بكلفة 10 ملايين درهم، حيث سيتم تنفيذها بدبي على مساحة تزيد على 15 هكتاراً، وستتاح الفرصة لأفراد المجتمع للمشاركة في إنشاء المزرعة الجديدة من خلال أشجار النخيل التي يتبرعون بها لتكون وقفاً خيرياً باسم مجتمع الإمارات، بحيث يعود ريع ثمارها للمحتاجين.
الرعاية الصحية ومكافحة المرض
تنضوي تحت محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض عشرات المبادرات والبرامج والحملات التي تسعى إلى تأمين الخدمات الطبية الملحة في المجتمعات الأقل حظاً، بالإضافة إلى احتضان مبادرات ومشاريع مستدامة لمكافحة الأمراض ودعم برامج التوعية وتمويل الأبحاث الطبية وتمكين الكوادر العاملة في القطاع الصحي، خاصة في لمناطق التي ترزح تحت الفقر وتعاني شحّاً في توفر مقومات العلاج الأساسية.
وتولي مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية أهمية خاصة لهذا المحور لدوره الحيوي في التصدي للمشكلات الصحية ذات الآثار بعيدة المدى، كالأمراض المعدية والأوبئة، التي تعوق حركة التنمية في المجتمعات وتعمل على تآكل الموارد البشرية وهدر القدرات، وبلغ إجمالي حجم الإنفاق على كافة المبادرات والبرامج والحملات الصحية والعلاجية والوقائية تحت هذا المحور 477 مليون درهم، استفاد منها 7.9 ملايين شخص.
في هذا السياق، واصلت كل من مؤسسة نور دبي ومؤسسة الجليلة ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، برامجهما وحملاتهما الصحية العلاجية والتوعوية من الأمراض الأكثر شيوعاً والتدخل لإنقاذ حياة الآلاف من البشر من خلال توفير العلاجات اللازمة.
وخلال العام 2017، كرست مؤسسة نور دبي جهودها لمكافحة العمى والإعاقة البصرية، من خلال إطلاق العديد من البرامج العلاجية وإجراء العمليات الجراحية وتنظيم حملات توعية في المجتمعات المعنية حول السبل الفعالة للوقاية من الأمراض التي تسبب العمى. من بين الأنشطة التي تولتها إجراء 91,779 عملية جراحية لمرضى يعانون من التراخوما (الرمد الحبيبي)، كما وزعت نحو 5.9 ملايين جرعة دواء ضد التراخوما. كذلك، وفّرت عيادات العيون المتنقلة التابعة لمؤسسة نور دبي خدمات المعاينة والتشخيص لـ 13,663 مريضاً، وأجرت 1,423 عملية جراحية، ووزعت 4,064 زوج نظارات في بنغلاديش وإريتريا ونيجيريا.
من جانبها، رعت مؤسسة الجليلة عدداً من البرامج الطبية للمحتاجين؛ فشاركت مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في توفير 1.7 مليون لقاح ضد الكزاز (التيتانوس) لحماية الأمهات والمواليد من المرض، وذلك في 19 دولة. كما شاركت المؤسسة في توفير مياه شرب نظيفة وشبكات الصرف الصحي لـ 5,625 أسرة.
من المبادرات الطبية ذات الأثر التي تنفذها مؤسسة الجليلة مبادرة “نبضات” المعنية بعلاج أكبر عدد من الأطفال المصابين بالتشوهات القلبية منذ الولادة داخل الإمارات وخارجها. وتمكنت “نبضات” في 2017 من إجراء عمليات جراحية وقسطرة طبية لأكثر من 120 طفلاً، بالإضافة إلى تشخيص 150 طفلاً مريضاً.
نشر التعليم والمعرفة
يقع محور نشر التعليم والمعرفة أعلى سلم أولويات مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، منتزعاً الحصة الأكبر من حجم الاستثمار الكلي للمؤسسة في مبادراتها وبرامجها ومشاريعها؛ إذ بلغ إجمالي الإنفاق لمختلف المبادرات والمشاريع التعليمية والمعرفية والثقافية في هذا القطاع 634 مليون درهم، استفاد منها أكثر من 50 مليون شخص. هذه الحقيقة المعززة بالأرقام تترجم إيمان مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بأهمية التعليم في إعداد وتمكين الأجيال الشابة وتحقيق التنمية البشرية المستدامة وبناء اقتصادات معرفية متينة مؤهلة لمواجهة تحديات المستقبل.
وشهد العام 2017 ولادة مؤسسة جديدة تشكل إضافة نوعية لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ضمن محور نشر التعليم والمعرفة، هي مشروع محمد بن راشد آل مكتوم للتعليم الإلكتروني العربي، الذي يهدف إلى تأهيل أجيال جديد من العلماء والباحثين والمخترعين العرب عبر توفير منصة تعليمية ومعرفية متطورة. وتحت هذا المشروع، تم إطلاق “تحدي الترجمة” كأول وأكبر مبادرة من نوعها للمساهمة في تطوير المنظومة التعليمية في الوطن العربي، حيث تشمل المبادرة تعريب 5,000 فيديو تعليمي في مواد العلوم والرياضيات، بواقع 11 مليون كلمة خلال عام، تغطي المراحل الدراسية من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، وذلك بالاستناد إلى أحدث المناهج العالمية في هذا المجال، بحيث تكون هذه الفيديوهات متاحة مجاناً لأكثر من 50 مليون طالب عربي.
وفي العام 2017، وللعام العاشر على التوالي، واصلت مؤسسة دبي العطاء، المندرجة تحت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، دعم برامجها ومشاريعها الهادفة إلى تحسين فرص حصول الأطفال في البلدان النامية على التعليم الأساسي الجيد، حيث بلغ عدد المستفيدين من برامجها أكثر من 39 مليون شخص. ضمن هذا التوجه، بدأت مبادرة “تبني مدرسة”، التي تنفذها دبي العطاء، ببناء 15 مدرسة في عدد من الدول حول العالم في العام 2017. ومن خلال مبادرة “التطوع حول العالم”، زار متطوعون من دبي العطاء إحدى القرى في نيبال حيث شاركوا في بناء مدرسة ستساهم في تعليم 150 طالباً و60 امرأة أمية.
في سياق متصل، أطلقت دبي العطاء بالتعاون مع مؤسسات دولية برنامج “التعليم في حالات الطوارئ، دليل العمل (3EA)”، وهي مبادرة رائدة تهدف إلى تحسين طرق ومنهجيات التعليم في الأزمات والطوارئ. وتدعم المبادرة ثلاثة برامج في لبنان والنيجر وسيراليون، حيث استفاد منها 18,788 شخصاً من الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور في 2017.
كذلك، وبما يلبي أهداف محور نشر التعليم والمعرفة، تواصل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية جهودها الساعية إلى تسليح الشباب في الوطن العربي بالمعرفة وتمكينهم من التكنولوجيا الحديثة كي يساهموا في الدفع بالمسيرة التنموية في بلدانهم.
ونظمت المؤسسة قمة المعرفة في دورتها الرابعة تحت شعار “المعرفة والثورة الصناعية الرابعة” بمشاركة أكثر من 100 متحدث من 23 دولة. وشهدت القمة أيضاً إطلاق “تحدي محو الأمية”، بهدف سد فجوة الأمية في منطقتنا العربية. في السياق ذاته، كرمت جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في دورة العام 2017 ثلاثة فائزين تقديراً لإسهاماتهم في تطوير آليات تعزيز المعرفة ونشرها.
كذلك نفذت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة العديد من المبادرات في العام 2017 من بينها مبادرة “حقيبة القراءة الذكية” التي وزعت من خلالها 1000 حقيبة على الأطفال السوريين في مخيمات اللاجئين في الأردن.
على صعيد آخر، نجح تحدي القراءة العربي تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في التحول إلى تظاهرة معرفية سنوية هي الأكبر من نوعها لترسيخ ثقافة القراءة لدى النشء في الوطن العربي. واستقطب التحدي في دورته الثالثة (العام الدراسي 2017/2018) أكثر من 10.1 ملايين طالب وطالبة من 52 ألف مدرسة من جميع أرجاء الوطن العربي. وكانت الطالبة عفاف شريف، من فلسطين، قد تُوجت بطلةً لتحدي القراءة العربي في دورته الثانية (2016/2017)، كما حصلت “مدارس الإيمان” من البحرين على لقب المدرسة الأولى في التحدي، فيما نالت الدكتورة حورية الظل من المغرب جائزة “المشرف المتميز”. ويبلغ إجمالي جوائز تحدي القراءة العربي 3 ملايين درهم.
ولما كانت اللغة العربية محور العديد من المبادرات ذات الثقل المعرفي، تحتل جائزة محمد بن راشد للغة العربية مكانة خاصة تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية. وكرّمت الجائزة، التي تسعى إلى النهوض باللغة العربية ودعم المبادرات التي تسهم في تعزيزها، 11 فائزاً في دورتها الرابعة لعام 2017.
هذا وتواصل العمل في 2017 على المرحلة الثالثة من تشييد مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، أحد أبرز الصروح الثقافية المستدامة في الدولة، بكلفة إجمالية تبلغ مليار درهم. وتعد المكتبة المقامة على مساحة مليون قدم مربع أكبر مكتبة ومركز ثقافي في المنطقة، حيث ستضم 4.5 ملايين كتاب، ما بين ورقي ورقمي وصوتي، كما ستكون حاضنة للعديد من الفعاليات الثقافية.
ابتكار المستقبل والريادة
يقع محور ابتكار المستقبل والريادة في بؤرة اهتمام مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، خاصة في ظل السباق نحو المستقبل الذي تخوضه المؤسسة بقدر عال من الكفاءة والتنافسية لتحقيق قفزات عملاقة في المسيرة التنموية الاقتصادية والعلمية والفكرية والمجتمعية، ولمشاركة تجربة الإمارات الرائدة في التخطيط الاستراتيجي المستقبلي مع المجتمعات الأخرى.
ضمن هذا المحور، تهتم مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية على نحو خاص بتعزيز روح الريادة لدى الشباب بدعم المبتكرين والمبدعين في مجالات العمل الحكومي وقطاع الأعمال، ودعم المشاريع الجديدة وتشجيع الابتكار واحتضانه، بوصف الابتكار أداة صناعة المستقبل.
وبلغ إجمالي الإنفاق على مبادرات ابتكار المستقبل والريادة في العام 2017 أكثر من 396 مليون درهم، تم استثمار الشق الأعظم من هذا المبلغ على استكمال بناء صروح مستدامة، مثل متحف المستقبل بدبي. واستفاد من هذه المبادرات 4700 شخص، معظمهم شباب من رواد الابتكار.
من منطلق تعزيز الريادة، عززت مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة دورها في توفير بيئة داعمة لتشجيع الشباب الإماراتي على تأسيس مشاريعهم الخاصة. وفي العام 2017، استثمرت المؤسسة 14 مليون درهم على المشاريع الناشئة للشباب، من خلال دعم إطلاق 888 مشروعاً. وبلغ عدد رواد الأعمال الإماراتيين الذين استفادوا من خدمات المؤسسة 3,372 مواطناً ومواطنة.
وكرمت مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة الفائزين بالدورة العاشرة من جائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، من بينهم 11 مشروعاً داخل الإمارات و11 مشروعاً من البلدان العربية. وتسعى الجائزة إلى رفع مستوى الوعي بأهمية قطاع ريادة الأعمال وإبراز إمكانات المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الدولة وتقديمها للمستثمرين الإقليميين والدوليين.
وهناك جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال، إحدى أبرز جوائز التميز في الأداء المؤسسي في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث كرمت الجائزة في فبراير 2017 إنجازات عدد من المؤسسات الخليجية المتميزة.
من جانب آخر، عززت مؤسسة دبي للمستقبل، العضو في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، دورها المحوري في استشراف مستقبل القطاعات الاستراتيجية بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة. ويتبع المؤسسة متحف المستقبل، الذي يجري بناؤه ليكون صرحاً معمارياً حاضناً للابتكارات ومركزاً لاستكشاف مستقبل العلوم والتكنولوجيا، حيث سيستقطب الباحثين والمخترعين ومراكز الأبحاث من كل أنحاء العالم لاستثمار أفضل العقل في إيجاد حلول تنموية للتحديات التي تواجه مدن المستقبل.
وتحت مؤسسة دبي للمستقبل أيضاً، تعمل مسرعات دبي المستقبل كمنصة عالمية لاحتضان آليات تسريع الأعمال ووضع الحلول التكنولوجية المستقبلية وجذب أفضل العقول لاختبار وتطبيق ابتكاراتها على مستوى إمارة دبي.
وعلى الجانب الإنساني، تم إطلاق برنامج “المسرِّعات الإنسانية” بالتعاون بين مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ومسرّعات دبي للمستقبل لربط الشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم بقطاع الخدمات الإنسانية في دولة الإمارات لمواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية والبيئية في المنطقة العربية.
كذلك، أطلقت مؤسسة دبي للمستقبل في العام 2017 أكاديمية دبي للمستقبل، المعنية ببناء القدرات وإعداد المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات والمنطقة لاستشراف مستقبل القطاعات الاستراتيجية وتعزيز قدراتهم على اتخاذ القرارات ووضع الخطط والاستراتيجيات من خلال برامج تدريبية وتعليمية متكاملة مبتكرة في مجال استشراف المستقبل. وبلغ عدد خريجي الأكاديمية من مختلف برامجها في العام الماضي 200 شخص.
وتحت مؤسسة دبي للمستقبل أيضاً، شهد العام 2017 إطلاق مبادرة مليون مبرمج عربي بالشراكة مع مؤسسات عدة في مجال التعليم والتوظيف. ويهدف المشروع، الأكبر من نوعه عربياً، إلى تدريب مليون شاب عربي على البرمجة وتقنياتها، حيث بلغ عدد المتقدمين للمبادرة 1.1 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم.
وأخيراً ضمن محور ابتكار المستقبل والريادة، هناك جائزة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للمياه التي تشرف عليها سقيا الإمارات، حيث تعمل الجائزة على تشجيع الشركات الرائدة ومراكز البحوث والمبدعين للتنافس على إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لمشكلة شح المياه. وفي العام 2017 قدمت الجائزة 2.4 مليون درهم إلى 10 مشاريع.
تمكين المجتمعات
ينسجم محور تمكين المجتمعات مع رؤية مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بضرورة العمل على توطيد المنظومة القيمية في المجتمع، التي تنطلق من تعزيز مفهوم التكافل والتعاضد والتلاحم وغرس ثقافة الأمل ونشر الإيجابية والتفاؤل ومحاربة اليأس ونبذ التطرف بكل أشكاله، بالإضافة إلى توفير بيئات محفزة تحتضن المواهب الإبداعية وتوفر لها آليات الدعم والتوجيه المناسبة، وتطوير خطاب إعلامي راق ومسؤول، وبناء منصات تواصلية تفاعلية تشكل قيمة مضافة لجهة تطوير الوعي وإثراء عملية تبادل الرأي.
وتنضوي تحت محور تمكين المجتمعات العديد من المبادرات والمنتديات والملتقيات والجوائز التي تهدف إلى تكريس مفهوم العمل الإنساني المشترك وتشجيع الحوار الحضاري والتلاقح الفكري والثقافي بين الشعوب، واحترام التعددية الثقافية والدينية، وتعزيز قيم التسامح وقبول الآخر واحترام الاختلاف البناء الذي يثري الطيف المجتمعي ويعزز تماسكه؛ كما يشمل هذا المحور مبادرات وبرامج رائدة لإعداد قيادات متميزة ترفد مجتمعاتها بخبراتها النوعية.
وخلال العام 2017، بلغ إجمالي الإنفاق على المبادرات والمشاريع في هذا المحور 129 مليون درهم استفاد منها أكثر من 66 ألف شخص.
في هذا الخصوص، شكلت مبادرة صناع الأمل، تحت إطار مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، تجسيداً حياً للتمكين المجتمعي، ولجوهر رسالة المؤسسة الساعية إلى تحويل الأمل من قيمة إنسانية بحتة إلى صناعة حقيقية على الأرض، من خلال مشاريع ومبادرات تسعى إلى تغيير واقع المجتمعات.
وشهدت الدورة الثانية من صناع الأمل، المبادرة الأكبر من نوعها لتكريم أصحاب العطاء في الوطن العربي، تتويج محمود وحيد من مصر بلقب صانع الأمل الأول في الوطن العربي من بين أكثر من 87 ألف صانع أمل شاركوا في المبادرة؛ كما تم تكريم صناع الأمل الخمسة الذين بلغوا النهائيات بمنحهم حيث بلغ إجمالي جوائز صناع الأمل 5 ملايين درهم، بواقع مليون درهم لكل مرشح، ما يجعلها جائزة العطاء الأغلى من نوعها عالمياً.
إلى ذلك، شكل العام 2017 منعطفاً لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بانضمام مبادرة جديدة إليها، وهي إنشاء المعهد الدولي للتسامح، الذي يهدف إلى بث روح التسامح في المجتمع وتعزيز مكانة الإمارات كنموذج رائد في المنطقة لجهة استيعاب مختلف الثقافات، وتكريم الجهات التي تسهم في إرساء مبادئ التسامح. وسيعمل المعهد على تقديم المشورة وتبادل الخبرات والتجارب في مجال السياسات والبرامج التي تؤسس لقيم التسامح بين الشعوب، ونشر الدراسات والتقارير حول التسامح وغيرها.
وتعزيزاً لأهداف المعهد، تم إطلاق جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح لبناء ودعم وتكريم رموز وقيادات وكوادر عربية شابة في مجال التسامح ودعم الإنتاجات الفكرية والثقافية والإعلامية المتعلقة بترسيخ قيم التسامح والانفتاح على الآخر في العالم العربي.
من جهته، يواصل مركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتواصل الحضاري، كإحدى المؤسسات الرائدة في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، عمله في مد جسور التواصل بين الثقافات والجنسيات داخل دولة الإمارات، إلى جانب تعزيز الوعي بالثقافة والتقاليد المحلية. وقد استفاد أكثر من 59 ألف شخص من مختلف أنشطة وفعاليات المركز في العام 2017.
وفي إطار قطاع تمكين المجتمعات، تنطوي تحت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية برامج ومبادرات مصممة لإعداد قادة المستقبل. من بين المؤسسات الفاعلة في هذا الخصوص مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، الذي يسعى إلى بناء وتطوير قيادات وطنية تلبي احتياجات مختلف القطاعات. وقام المركز في 2017 بتخريج 90 شخصاً من القيادات الشابة التنفيذية والحكومية. كما تم إطلاق “الرؤية الجديدة لمركز محمد بن راشد لإعداد القادة” بما ينسجم مع مستهدفات مئوية الإمارات 2071 لجهة إعداد قيادات رائدة عالمياً. ووفق هذه الرؤية، أطلق مركز محمد بن راشد لإعداد القادة “منظومة محمد بن راشد للقيادة”، التي تسعى إلى تقديم منهجية مدروسة لكفاءات القيادات المطلوبة للمرحلة المقبلة من المسيرة التنموية للدولة.
وهناك كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، وهي أول مؤسسة أكاديمية عربية بحثية متخصصة في الإدارة الحكومية والسياسات العامة، حيث توفر منظومة متكاملة من البرامج التعليمية التي تستقطب الطلبة من كافة أنحاء الوطن العربي. وفي العام 2017، تخرج منها 254 شخصاً من طلاب العمل الحكومي من مختلف البرامج المعتمدة لديها.
وضمن مقاربة استشراف المستقبل، كآلية فكر وعمل رئيسية في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، عُقدت أعمال المنتدى الاستراتيجي العربي، في دورته العاشرة، في ديسمبر 2017 بحضور أكثر من 500 مشارك من أبرز صناع القرار والمفكرين والباحثين في العالم. وشهد المنتدى إطلاق “تحدي المستشرفين العرب” كأول تحد من نوعه يهدف لخلق جيد لجديد من المستشرفين العرب بهدف وضع تحليلات وتنبؤات مستقبلية لأهم الأحداث السياسية والاقتصادية محلياً وعالمياً.
وكجزء من مسعى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في تبني خطاب إعلامي حضاري والعمل على بناء كفاءات إعلامية، انعقد منتدى الإعلام العربي لعام 2017 تحت شعار “الحوار الحضاري”؛ حيث بحث المنتدى، الذي حضر فعالياته 3000 مشارك من نخبة القيادات الإعلامية والمفكرين والكتاب وصناع الرأي في العالم، دور الإعلام في دعم الحوار الحضاري بين الأمم والشعوب.
وواصلت جائزة الصحافة العربية ترسيخ مكانتها كأكبر جائزة عربية تكافئ التميز الإعلامي في مختلف المجالات. وسجلت الجائزة في دورتها الـ 16 أعلى نسبة مشاركة في تاريخها بلغت 6000 مشاركة من 35 دولة، حيث مُنحت الجائزة لعام 2017 لسبعة عشر فائزاً في 14 فئة. وفاق إجمالي قيمة الجوائز مليون درهم.
كذلك، ساهمت مبادرة حوار الشرق الأوسط تحت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في طرح أبرز القضايا والتحديات التي تواجهها المنطقة وإرساء مفاهيم التواصل الحضاري البناء. وواصلت المبادرة، التي تعد أكبر مبادرة مخصصة لتناول القضايا التنموية الملحة في الوطن العربي، العمل خلال العام 2017 مع كبرى الصحف العربية على نشر دراسات ومقالات تحليلية أسبوعية تعالج قضايا المنطقة، يكتبها ويحررها فريق مختص من الكتاب والمحللين والباحثين في العالم.
ولما كانت الرياضة من الأنشطة التي تسهم في تمكين الشباب وترفد الإبداع المجتمعي وتحتفي بالقدرات البشرية على تحدي الصعب وتحقيق التفوق، شهد العام 2017 تكريم الفائزين بالدورة الرابعة من جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي، حيث بلغ عددهم 23 فائزاً، بحضور 850 شخصية من الوجوه الرياضية المحلية والعربية والعالمية. وتعمل الجائزة على ترسيخ الإبداع كنهج في المنظومة الرياضية، ومكافأة الإنجازات الفردية والمؤسسية.
كذلك، عُقد مؤتمر دبي الرياضي الدولي في دورته الثانية عشرة في ديسمبر 2017، تحت شعار “الاستثمار الحديث في كرة القدم” بحضور 1400 مشارك من نخبة نجوم كرة القدم العالميين والإداريين والحكام وكبار المسؤولين من المؤسسات الرياضية العالمية.