|  آخر تحديث يونيو 4, 2018 , 18:30 م

#سمر_الديب | تكتب: “يا أصحاب الهمم!”


#سمر_الديب | تكتب: “يا أصحاب الهمم!”



بقلم: سمر الديب – (مصر)

 

يا أصحاب السر الوجداني في الحياة،يا أصحاب الكنوز والتمُّيز والكبرياء،من أين أتيتم بهذا العصب القوي المتين،من أين أتيتم بنقاء الروح وجلدها الدؤوب،من أين لكم بالعزيمة والصبر واليقين،من أين لكم بهذا النور المشع من قلوبكم مسيطرًا وقابضًا علي كل لفتة ضعيفة تمر داخل نفوسكم ونفوس من يقربونكم.

كيف لكم أن تتحكمون في هوي القدر والمجهول إلي أن يُصبح مالك شراعكم،كيف تستقطبون الحب والورود لتكون حصريًا علي نوافذكم توزعونها علي البشر ذهابًا وإيابًا بلا كلل أو إستماءه بحدود البشر العادية،كيف تخلقون الكنز من حياتكم وحياة من حولكم،كيف تنثرون الإيثار والحب بلغة عيونكم ورسائل أرواحكم ،كيف تستقبلون الدنيا وما فيها من وجع وضغائن النفوس تحت أقدامكم،تصعدون منها للأعلي لآفاقٍ أبعد من الخيال.
الطريق بأعينكم دائمًا منيرًا حتي وإن كان قاتمًا!!

و تظهر حجارة الأنفس الضعيفة في طرائقكم، ويُفجَعون من صدّها بدون لفتة أو هزَّة في وجدانكم،لا يعلمون أنكم داخل هالة نورانية مصاحبة لكل خطواتكم،مصاحبة لكم للنهاية..مصاحبة لكم لبرّ الأمان.
خلقتم الفارق في الدنيا مؤديين رسائل ربنا في دأب وخشوع كالصلاة،النجاح مغروس داخلكم وثابت كجذع الشجرة في أقدم وأعتق الغابات التاريخية، مؤمنين بحُلو الحياة وقوة التسامح والحسني في تناولات زلاَّت دنيا البشر.
رسائلكم محفوظة داخل قلوبنا علي دربها نري النور والسكينة..

نستفيق كل يوم من أحزاننا وماضينا نلحق بكم جريًا تارة ومشيًا تارة وبأعيننا تارة..
أنتم الأقربون والأعلون في قصتنا.. أنتم الولع والدفئ في شدَّتنا..
أنتم العقل والحكمة في جنوننا. أنتم.. الحب!!

في دنيا فائتة أنتم بها الرابحون، خالقون البدائل في كل خطوة،فاتحون السبل مزّيَّنة وبأروقة ملوَّنة…كل الأبواب الموصودة تُفتح لكم فقط بمرورِكم..بعطركم الذكيَّ..بلمساتكم الوردية.
تمر بكم الأيام في هدوء وطمأنينة في عزة وكرامة…

مسكين من يفكر بإثارة مشاعركم وتوقع ردودكم.. مسكين من يلوِّح لكم بالأذي وميل إستقامتكم.. إنه لا يعلم أنكم ذاهبون إلي أقصي طريق في محوهم وتجاوزهم لأبعد حد.
مسكين من يفكر أنكم مثل باقي البشر.
يا أصحاب الهمم.. دُمتم لنا عزًا وفخرًا وأرضًا..
دُمتم لنا الملجأ والطاقة والأمل..

دُمتم في حب ودفئ،علوًا في كبرياء شامخون بالرضا والسكينة …
دُمتم لنا نعمة من الخالق وماسًا في الدنيا .


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com