شارك العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة في رمضان مسؤولي الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ووعاظها في فعاليات «وصية زايد» التي زاروا خلالها عدداً من المستشفيات، ومراكز رعاية المسنين، وأصحاب الهمم، وتم توزيع الهدايا على هذه الفئات لإدخال البهجة والتفاؤل عليهم وعلى ذويهم، وقد كان لهذه المبادرة بالغ التأثير وخاصة بما سمعوا من العلماء من المواعظ والحكم عن جزاء الصابرين وابتلاء الصالحين وبما أضافه العلماء من الدعاء لهم بالرضا بقضاء الله وقدره.
جاء ذلك بمناسبة عام زايد وتماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة في ترسيخ قيم الإيجابية والسعادة باعتبارها أسلوب حياة، وهذا هو مفهوم وصية زايد تعزيزاً لهذا النهج وتفعيلاً لرسالة الهيئة في ابتكار منظومات ذكية لإسعاد المجتمع وترسيخ روح التطور والعمل الخيري على النهج الذي تبنته دولة الإمارات منذ تأسيسها.
كما قام العلماء الضيوف بمحاضرة عنوانها «ميزان الأعمال» توزعت على المساجد والمجالس في الدولة والمركز الوطني للتأهيل ونادي تراث الإمارات، وشرح العلماء المفهوم العام لميزان الأعمال، مع نماذج أخرى عملية جرت في عهد النبي عليه الصلاة والسلام كمثل الشباب الثلاثة الذين أتوا إلى بيوت النبي يسألون عن عبادته، فلما أخبروا كأنهم تقالوها -أي وجدوها قليلة ـ فخرج عليهم رسول الله وعلمهم التوازن في العبادة والاعتدال فقال: «أما أنا فأصوم وأفطر، وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني».
وشرح العلماء في هذا السياق ثمرات ثقافة الوسطية والاعتدال من خلال موازين الأعمال واثرها في إصلاح الظاهر والباطن ودور الأسرة في تنشئة الأبناء على تحري التوازن والاعتدال في العبادات وعدم التسرع في الحكم على ظواهر الناس بما أوردوه من حكم وأقوال مأثورة عززت في المجتمع ثقافة التوازن والاعتدال لتجنيب الأجيال الأفكار المتطرفة والتشدد والانزياحات السلبية الأخرى.