|  آخر تحديث مايو 24, 2018 , 4:44 ص

محمد بن زايد يشهد محاضرة «العزيمة الصادقة.. الإلهام الحقيقي في علم النجاح»


محمد بن زايد يشهد محاضرة «العزيمة الصادقة.. الإلهام الحقيقي في علم النجاح»



شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة المحاضرة التي استضافها مجلس البطين مساء أمس بعنوان «العزيمة الصادقة: الإلهام الحقيقي في علم النجاح»، والتي ألقتها الدكتورة أنجيلا داكورث أستاذة علم النفس في جامعة بنسلفانيا.

وشهد المحاضرة إلى جانب سموه، سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح وعدد من الشيوخ وسفراء الدول العربية والأجنبية لدى الدولة والشخصيات العامة.

وأفادت المحاضرة بأن دولة الإمارات نجحت في إيجاد بيئة محفزة لذوي الأفكار المتميزة عبر جمعها بين الاختصاصين والمبتكرين تحت سقف واحد والتي ساهمت بدعم من قيادتها الحكيمة في تمهيد الطريق لبناء طلبة المعرفة، مضيفة بأن الإمارات هي الدولة الأولى والوحيدة التي تحرص على تهيئة طلبة المدارس لحصولهم على سمات الفضول والعزيمة على الإنتاج والعمل، نظراً لما لديها من تقاليد ووحدة.

وأشادت داكورث بالفرص والإمكانات المتاحة لتطوير منظومة التعليم في الإمارات، مشيرة إلى أن المظلة الموحدة للمناهج والأنظمة التعليمية في الدولة يمكن أن تشكل عاملاً حاسماً في تسريع وتيرة تطوير التعليم وتعميم التجارب الإيجابية، مؤكدة أن مثل هذا النظام لا يتوافر في العديد من الدول .

حيث يعاني القائمون على المنظومات التعليمية في العديد من دول العالم صعوبة نفاذ التعليمات والأنظمة والقرارات الجديدة بالنظر إلى الاستقلالية المبالغ فيها لكل مؤسسة تعليمية وبالتالي فإن ذلك يؤدي إلى إبطاء عمليات التطوير المرحلية والطويلة المدى.

وشددت على أن دولة الإمارات قادرة على التعامل مع المفاهيم العلمية الحديثة خصوصاً تلك المرتبطة بتداخل الاختصاصات والجمع بينها، مشيرة إلى أن ذلك يبدو قريباً من النمط الذي يدار به القطاع في الإمارات، موضحة أنه «من المهم المواصلة في تبني هذا الفكر، فهو مستقبل العالم».

وحاولت أستاذة علم النفس في جامعة بنسلفانيا الإجابة عن تساؤل مهم هو: من هم الناجحون في الحياة ؟ وذلك انطلاقاً من خبراتها وبحوثها في هذا المجال والتي عرفت فيها «العزيمة» بالميل إلى تحقيق أهداف طويلة المدى مع المثابرة والشغف.

في موازاة ذلك، تحدثت داكورث عن عدد من المفاهيم التي ترى أنها كفيلة بتحقيق النجاح في مختلف المجالات، ومنها العزيمة والثبات والمثابرة التي تعد من أهم المفاهيم التي يؤدي تبنيها وفق وعي تام إلى تحقيق إنجازات عظيمة على المستوى الفردي والمؤسسي.

وأوضحت أن تبني المشاريع بعيدة المدى يعد أمراً مهماً إذا ما استطاع القائمون على متابعة تلك الخطط من المحافظة على الثبات والبعد عن التشتيت الذي يمكن أن تحدثه التحديات الطارئة، مضيفة أن السبيل إلى ذلك لابد أن يكون عبر الجمع بين المثابرة والشغف إضافة إلى الارتباط الوجداني بالمهام والمسؤوليات بمعنى أن يحب كل فرد من أفراد المنظومة ما يعمل.

وحول تأثير المهارات الفردية أو ما يعرف بالمواهب في تحديد مستويات النجاح بين الأشخاص، أكدت المحاضرة أن علينا في البداية أن نعي أهمية تطوير ما يعرف بالفضول لدى الأطفال، مشيرة إلى أن الفضول هو أساس النجاح وتعلم الأشياء الجديدة.

وأوضحت أن الفضول هو بوابة المعرفة الأولى وأن الاهتمامات المبكرة تعد انعكاسات طبيعية لما سيكون عليه الأبناء في المستقبل، محذرة من محاربة فضول الأطفال أو تقنين ذلك الفضول أو تجاهله.

 

وحددت المحاضرة 4 معايير اعتبرتها مفاتيح النجاح، وهي الشغف وتحديد الأهداف والمثابرة ثم النمو الفعلي والعقلي.. معتبرة أن تلك المفاهيم مشتركة بين الإناث والذكور.. ثم عادت لتؤكد أهمية وضع أهداف أو وظائف محددة للأطفال منذ سن السادسة مع ضرورة إفساح المجال أمام الأطفال للاختيار والتفضيل.

ونوهت داكورث إلى دراسات كانت قد أجرتها على الأشخاص ذوي الأداء العالي في بيئات عمل عالية التوتر لفهم تأثير العزيمة على إمكانية التنبؤ بالأداء، مشيرة إلى أنها عكفت على تحليل الأداء في العديد من السياقات المتنوعة لمعرفة العلاقة المتبادلة بين العزيمة والإنجاز.

وقالت: إنها استطاعت من خلال تلك الأبحاث والدراسات أن تخرج بتفسير لسبب اختلاف الأشخاص ذوي العزيمة عن غيرهم مستنتجة أن العزيمة يمكن غرسها وتنميتها لدى كل إنسان في أي مكان وزمان في حياتنا.

ورأت أستاذة علم النفس في جامعة بنسلفانيا أن التحلي بسماتٍ شخصية مثل ضبط النفس ربما ينبئ بمدى نجاح الأطفال في المدرسة وخارجها كما تظهر الأدلة العلمية بأن قوة الشخصية لا تقل أهمية عن معدل الذكاء والحالة الاجتماعية والاقتصادية في تحقيق الإنجاز والنجاح.

واستشهدت المحاضرة بنتائج دراسة أجريت في سنة 2011 على أكثر من 200 برنامج مدرسي والتي أكدت أن تعليم المهارات الاجتماعية والعاطفية يمكن أن يحسن السلوك ويرفع من مستوى التحصيل الدراسي ما يعني أن المدرسة بيئة مهمة لتنمية الشخصية.. وبناءً على ذلك، تعتقد أنجيلا أيضاً أنه يمكن تعليم أو غرس سمة العزيمة.

وأردفت أن «الشخصية كيان مركَّب يضم العديد من نقاط القوة والتي يمكن تصنيفها في ثلاثة أبعاد هي«نقاط القوة الشخصية في التفاعل مع المجتمع المحيط » مثل إظهار الامتنان وبناء علاقات متناغمة مع الآخرين و«نقاط القوة الشخصية الداخلية» مثل العزيمة وضبط النفس والتي تمكّن الإنسان من الإنجاز وثالثاً «نقاط القوة الفكرية» ومنه الفضول والذي يمكّن الإنسان من عيش حياة فكرية خصبة.

وركزت اهتمامها على تنمية خصال العطاء والعمل والتفكير لدى الطلبة، موضحة أن هناك نقاط قوة عاطفية وقوة إرادة وقوة عقل.. ومن خلال هذه الرؤية أشارت إلى أنها عملت مع المعلمين لتمكّنهم من بناء شخصيات طلبتهم بطريقة متوازنة.

وأكدت داكورث أن هناك طلباً هائلاً بين المعلمين على الاستفادة من البحوث العلمية حول الشخصية بشكل عملي في الفصول الدراسية اليومية.. لذا فهي تعمل مع العلماء والخبراء التربويين لاكتشاف طرق أكثر فاعلية لغرس السمات الشخصية من خلال الملاحظات التي تعطى للطلبة وتأليف كتب إرشادية تترجم الأبحاث العلمية حول تنمية الشخصية إلى ممارسة عملية في الفصول الدراسية اليومية.

وشددت على أهمية أن تقدّم هذه الكتب الإرشادية الحقائق العلمية الأساسية والاستراتيجيات التي تجعل ممارسة نقاط القوة أسهل وأكثر جدوى وتنظم فرص ممارسة الاستراتيجيات مع الملاحظات الراجعة، داعية المعلمين للانضمام إلى مجتمع ممارسة يمكنهم من طرح الأسئلة والإجابة عنها والاستفادة بأنفسهم قبل مساعدة طلابهم.

ونوهت بمساعيها لتسهيل التبادل الرقمي للبحوث العلمية حول تطوير الشخصية.. حيث يتوقع أن تسهم الكتب الإرشادية ومنصة التبادل الرقمي في توفير الوقت وتكاليف إجراء البحوث على الشخصية في المدارس بما لا يقل عن 10 أضعاف.

 

وفي ختام المحاضرة، وجّهت معالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، سؤالاً لداكورث، بشأن سبل تطبيق بحوث ودراسات العزيمة على طلبة دولة الإمارات، فقالت المحاضِرة: «إذا أردتم تهيئة أطفال الإمارات يجب طرح سؤالين مهمين هما ماذا يمتلكون من الفضول وماذا نقدم لتهيئتهم للفضول؟».

وأضافت: «ما رأيته في دولة الإمارات خلال زيارتي هذه يجعلني أقول إن هذا البلد الوحيد الذي يهيئ طلبة المدارس للفضول والعزيمة، وأرى بوضوح أن الإمارات لديها فرص لنشر العزيمة بين أبنائها أفضل من دول كثيرة ومنها الولايات المتحدة الأميركية، نظراً لما لديها من تقاليد ووحدة، ومن ثم إذا قررت الإمارات أن يكون الذكاء الاجتماعي أولوية، سيكون لديها الفرصة الكاملة للنجاح».

 

حازت الدكتورة أنجيلا داكورث على جائزة ماك آرثر للعبقرية في العام 2013 وهي أحد مؤسسي مختبر الشخصية، فيما صنف كتابها الأول «العزيمة.. قوة الشغف والمثابرة» أحد أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة الأميركية.

وتقدم داكورث استشارات للعديد من الجهات الحكومية والرياضية والتجارية الرائدة حول العالم ولها العديد من المقالات المؤثرة. وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في علم الأعصاب من جامعة هارفارد والماجيستير في البيولوجيا العصبية من جامعة أكسفورد والدكتوراه في علم النفس من جامعة بنسلفانيا.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com