أكَّدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي، أن المكتسبات التي حصلت عليها المرأة الإماراتية لم تكن لتتحقّق على ارض الواقع إلا بوجود قائد ذي فكر مستنير وسابق عصره كالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس وباني نهضة الاتحاد، طيب الله ثراه، الذي آمن بإمكانيات وقدرات ابنة الإمارات، فمنحها ثقته بلا حدود وهيأ كافة الظروف ووفر الإمكانيات والقدرات من اجل انطلاقتها في كافة جوانب الحياة، وتبوأ أعلى المناصب التي شغلتها بدعم ورعاية من زايد الخير والعطاء.
وقالت إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، انطلق في مساندته للمرأة من قناعة ثابتة بأن المرأة نصف المجتمع.. وأن المجتمع لا يمكن أن يصعد سلم التطور دون المشاركة الفاعلة للمرأة، وأن مجتمع دولة الاتحاد لا يمكن أن ينهض ونصفه معطل، وكان يؤكد رحمه الله، على ذلك بمقولته الشهيرة «بأن المرأة ليست فقط نصف المجتمع من الناحية العددية، بل هي كذلك من حيث مشاركتها في مسؤولية تهيئة الأجيال الصاعدة وتربيتها تربية سليمة متكاملة».
وأضافت، إنها نالت شرف الانضمام الى الحكومة الرشيدة كأول وزيرة إماراتية في آخر تشكيل لمجلس الوزراء أجراه المغفور له الشيخ زايد في الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر 2004، وقبل وفاته في الثاني من شهر نوفمبر من نفس العام، ليؤكد بذلك استمرارية وقوفه ومساندته للمرأة في كافة مواقع العمل والمناصب ليرتقي بها الى منصب الوزيرة.. حيث تم تعيينها بمباركة ودعم من الشيخ زايد في منصب وزيرة الاقتصاد والتخطيط في تلك الفترة وأعيد تعيينها أيضاً في منصب وزيرة التجارة الخارجية، الى أن أسندت لها مهمة وزيرة التنمية والتعاون الدولي، والتي مازالت تتولاها حتى الآن بجانب مناصب أخرى محلية واتحادية. مؤكدة أن غراس سموه .. وذاك النهج القويم استمر في عهد خير خلف لخير سلف ممثلاً في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.
وكذلك في إطار الرعاية الخاصة عملاً بنهج زايد القويم التي تحظى بها كل امرأة إماراتية والجهد الحثيث من قبل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، والرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
وأوضحت معاليها، أن الشيخ زايد قاد ثورة علمية اجتماعية اقتصادية فيما يخص المرأة في الإمارات، فهو صاحب فكرة صندوق الزواج وراعيها خلال سنوات عمله وإنجازات الصندوق واضحة ظاهرة للعيان كإنجاز يدعم خطى الاستقرار المجتمعي،.. كما دعا رحمه الله، إلى عمل المرأة، وإلى اعتبارها مشاركة للرجل في كل مجالات الحياة، ووقف ضد غلاء المهور، ودعا إلى تعليمها، وتوفير العناية الصحية لها وصون حقوقها، والحرص على تأهيلها فكرياً وعلمياً وثقافياً وتربوياً واجتماعياً.
وأشارت الى، أن الشيخ زايد، رحمه الله، وقف بصلابة ضد الأمية، وقد بدأت خطوات تجربة الدولة في مجال محو الأمية مع بداية السبعينات، وقد ساهم الاتحاد النسائي في حملة محو الأمية منذ منتصف السبعينات، وكان له دور فعال في تعليم المرأة، وإقامة الندوات والمؤتمرات والخطط التوعوية الشاملة كما حدث في عام 1988 وتحديد فترة تسع سنوات لمحو الأمية في الدولة.
وقالت إن الجهود التي بذلها الشيخ زايد من أجل دعم مسيرة المرأة، تنطلق من إيمان عميق بأن نجاح الأمم مرتبط بتأهيل أبنائها، ولذلك كان لا يدخر جهداً ولا مالاً إلا ويبذله في سبيل رعايتها فهي طاقة، وعلينا أن نمهد السبيل لتبرز هذه الطاقة بكل فاعليتها إلى الوجود، فهي إنسان ولها كل حقوق الإنسان وما يتوجب عليه.
وأكدت معالي الشيخة لبنى القاسمي، إنَّ دولة الإمارات سبقت الكثير من دول العالم بالإقرار في دستور البلاد على المساواة بين المرأة والرجل وتمتعها بنفس الحقوق والواجبات بما في ذلك حق العلم والعمل والحصول على الأجر المتساوي مع الرجل، وحق التملك وإدارة الأموال والأعمال، إضافة إلى امتيازات الوضع ورعاية الأطفال وغيرها من المكاسب التشريعية.