قال خليل عيلبوني مدير مكتب المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس الدولة، الدكتور مانع سعيد العتيبة، إن الشيخ زايد، يرحمه الله، كان جامعة تعلم فيها كثيرون، مشيراً إلى مقولة الشيخ زايد التي ذكر فيها: «إذا كان الله قد مَنَّ علينا بالثروة فإن الواجب علينا أن نسخر هذه الثروة لصالح الشعب.
حيث رأى أن النفط كان عبارة عن وسيلة من الوسائل لبناء الدولة، وكان يعرف أن هذه الثروة ستنضب في وقت ما، لذلك أكد أن الاستمرار في مجرد إنتاج النفط وبيعه ليس أمراً مفيداً ولابد من البحث عن وسائل أخرى للاستفادة منه بشكل كامل، كما كان سموه حريصاً أيضاً على أن يكون للنفط سعر عادل يُستخدم جزء منه في بناء الدولة والجزء الآخر يستثمر لصالح الأجيال القادمة».
وأكد عيلبوني في محاضرة نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية أول من أمس حول «زايد والنفط» أن الشيخ زايد رأى أنه ينبغي الاستفادة من النفط في إنشاء قطاع صناعي متطور، وذلك على اعتبار أن الصناعة مصدر آخر من مصادر الدخل، وقد تجسد هذا التزامن بين النفط والصناعة في أن أول وزارة للنفط تم تأسيسها بعد قيام دولة الإمارات حملت مسمى «وزارة النفط والصناعة».
كما رأى الشيخ زايد أنه ينبغي الاستفادة من الغاز المصاحب للنفط والذي كان يتم حرقه، إذ رأى المغفور له بإذن الله ضرورة تسييله واستخدامه، الأمر الذي كان يعكس وعياً كبيراً بضرورة الاستفادة من ثروة النفط بصورة كاملة وعدم إهدار أي جزء منها. وأشار المحاضر إلى حرص الشيخ زايد على ترشيد إنتاج النفط بهدف الحفاظ على هذه الثروة.
حيث كان يؤكد دائماً ضرورة عدم إرهاق حقول النفط من خلال إنتاج كميات كبيرة، ليؤكد بذلك رؤية ثاقبة وإستراتيجية في كيفية التعامل مع الثروة النفطية، فالهدف هو الحفاظ عليها واستثمارها بشكل صحيح يفيد في بناء الدولة من دون أن يضيع حق الأجيال القادمة.
وتحدث عيلبوني عن الموقف العظيم الذي اتخذه الشيخ زايد في حرب أكتوبر عام 1973، إذ أصر على قطع كامل للنفط عن الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية التي تدعم إسرائيل في مواجهة مصر وسوريا، فلم يوافق على اقتراحات بقطع نسبة 5% أو 10% من إنتاج النفط وإنما أصر على أن يكون قطعاً كاملاً، حيث تم الإعلان في 17 أكتوبر عام 1973 أن أبوظبي تقطع النفط عن أميركا والدول الغربية.
وحضر المحاضرة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ونخبة من المفكرين والمثقفين، ولفيف من الكتاب والصحافيين، وعدد من الدبلوماسيين المعتمدين لدى الدولة.