تشهد الفترة الحالية، منافسة قوية بين شركات الطيران، للاستحواذ على الحصة الأكبر من المسافرين، من خلال طرح عروض سعرية تتضمن خصومات على أسعار التذاكر تتراوح نسبتها بين 10 ـ20 %، تستمر معظمها حتى قبيل انطلاق موسم إجازات الربيع المدرسية.
وقالت مصادر عاملة في قطاع السياحة والسفر، إن أسعار التذاكر تعتمد بشكل أساسي على حجم الطلب، مشيرين إلى وجود تراجع في القيم السعرية، نتيجة زيادة حجم السعة المقعدية لشركات الطيران العاملة في الدولة، الناتجة عن زيادة حجم الأساطيل، واستخدام طائرات ذات سعة أكبر.
وأوضحت المصادر، أن نسب إشغال الرحلات تشهد تبايناً كبيراً من وجهة إلى أخرى، ومن وقت لآخر، تبعاً لحجم الطلب، وعلى سبيل المثال، قد تصل نسب الإشغال إلى 60 % على رحلات بيروت خلال الأيام العادية، لكنها تقفز إلى ما بين 80 و90 % خلال نهاية الأسبوع، لذلك، من الصعب تحديد متوسط نسب الإشغال لجميع الوجهات في جميع الأوقات.
وطرحت شركة طيران الإمارات، عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، عروضاً، شملت العديد من الوجهات في أوروبا والشرق الأوسط، والشرق الأقصى والهند، ووجهات في الولايات المتحدة، ضمن أحكام وشروط محددة، فيما أعلنت فلاي دبي، عن إطلاق عروض خاص للعائلات الراغبة بزيارة دبي من البحرين، بينما يحصل عملاء برنامج OPEN، على 5 % حسماً إضافياً، سواء ذهاباً أو إياباً على الدرجة الاقتصادية ودرجة الأعمال، عندما يدخلون إلى البرنامج قبل إجراء الحجز.
وقال الدكتور علي أبو منصر مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «فيجن لإدارة الوجـهات للسياحة»، إن زيادة السعة المقعدية التي توفرها شركات الطيران، بالإضافة إلى زيادة الغرف الفندقية، ساهمت في زيادة المعروض، مقارنة مع حجم الطلب، وهو الأمر الذي انعكس على إيرادات شركات السياحة والطيران والفنادق، مشيراً إلى أن نمو الطاقة الاستيعابية والسعة المقعدية، أكبر من حجم النمو في الطلب.
وأضاف أن شركات الطيران، تقدم عروضاً سعرية وتخفيضات تتراوح نسبتها بين 10 –20 %، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، مشيراً إلى أن هذه النسبة قد تزيد أو تقل عن هذا المعدل، تبعاً للوجهة أو لشركات الطيران وحجم الطلب.
وأوضح أن التباطؤ في الطلب على السفر، هو حالة عالمية، في ظل قيام معظم الشركات بتخفيض النفقات المخصصة للسفر، الأمر الذي انعكس على السوق، لذلك، نلاحظ أن النسبة الأكبر من الطلب على السفر خلال الفترة الحالية، تتركز على الأفراد والعائلات، على عكس ما كان عليه الوضع في السابق.
وقال سعيد العابدي رئيس العابدي القابضة، إن العديد من شركات الطيران، بدأت في تقديم العروض، بهدف تنشيط الحركة من الدولة إلى وجهات أخرى، ولا شك أن الأسعار المطروحة حالياً، أقل من غيرها، إلا أن التخفيض يظل محدوداً، وعلى عدد محدود من المقاعد في كل رحلة. وأوضح العابدي: إن العروض التي طرحتها شركات الطيران، تبقى سارية حتى مايو المقبل، مع بعض التقييد على المقاعد بالنسبة للرحلات خلال عطلة الربيع في منتصف مارس المقبل، لافتاً إلى أن أسعار تذاكر السفر المتاحة في السوق المحلية، أقل بنسبة تزيد على 20 %، مقارنة بمستوياتها في فبراير الماضي، مشيراً إلى أن العروض الترويجية، عادة ما تكون ملحقة بشروط وأحكام ينبغي الانتباه لها بدقة قبل إجراء الحجز، لا سيما الرسوم التي سيدفعها المتعاملون، جراء عملية تعديل أو تغيير التذكرة.
ومن جهته، قال سامر عشا مدير عام شركة «سكاي لاين للسياحة والسفر»: إن العروض التي تطرحها شركات الطيران، تأتي في إطار رفع مستويات الطلب على السفر، وزيادة معدل إشغال الرحلات الجوية على مختلف الوجهات، لا سيما تلك التي تشهد تراجعاً خلال هذه الفترة من السنة، مشيراً إلى أن العروض تختلف من وجهة لأخرى، وفقاً لحجم الطلب على الوجهة، ومدى توافر المقاعد الشاغرة.
وأضاف سامر عشا: إن أسعار التذاكر خلال الفترة الحالية، تشهد تراجعاً بنسبة تصل إلى 10 %، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، متوقعاً أن تستمر حالة الهدوء في الطلب على السفر حتى النصف من مارس، حيث تبدأ حجوزات عطلة الربيع، التي تعتبر من مواسم السفر النشطة خلال العام. وعن نسب الإشغال على الرحلات، قال عشا إنه لا يمكن تحديد نسب معينة لإشغال الرحلات، لأنها تختلف من وجهة إلى أخرى بشكل كبير، كما أنها تختلف من وقت لآخر على نفس الوجهة