شهد اليوم الثالث لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، إقبالاً كبيراً من الجماهير التي توافدت على مسرح غرفة تجارة وصناعة دبي منذ اللحظات الأولى لبداية المسابقة، حيث اكتظ المكان بالحضور.
ونفدت المقاعد المخصصة للجمهور الذي يحضر للاستمتاع بالتلاوات والأصوات الجميلة، في حين شهدت المسابقة تنافساً قوياً بين المتسابقين الستة، غير أن الارتباك من منصة المسابقة والجمهور، بدا واضحاً على ملامح ونبرات بعض المتسابقين في السؤال الرابع والخامس، ما أجبر لجنة التحكيم على قرع جرس التنبيه مرات عديدة، وذلك بسبب الأخطاء التي وقعوا فيها، واختلفت بين الحفظ والتجويد.
وفي السياق ذاته، كشف المستشار إبراهيم بو ملحة رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، عن استبعاد أربعة متسابقين من مقدونيا وأوكرانيا وتركيا وفنلندا..
وذلك لضعف مستوياتهم في الاختبارات المبدئية، التي يمنح فيها المتسابقون ثلاث فرص لإثبات جدارتهم واجتياز الأسئلة التي وضعتها اللجنة، مشيراً إلى أن المتسابقين يحصلون على مدة يوم كامل بين فرصة، وأخرى لمراجعة الأخطاء التي وقعوا فيها، سواء كانت في الحفظ أم في التجويد.
وأوضح بو ملحة، أن بعض المتسابقين أخفقوا في اجتياز الاختبارات المبدئية في الفرصة الأولى، ولكنهم تمكنوا من تجاوز الأسئلة في الفرصة الثانية أو الثالثة، لافتاً إلى أن اللوم في عدم تجاوز المتسابق للاختبارات المبدئية، يعود في المقام الأول على جهة الإرسال التي تهاونت في الالتزام بالشروط التي حددتها اللجنة المنظمة.
وفي ما يخص الارتباك الذي يشعر به المتسابقون أمام اللجنة والجمهور، أوضح بوملحة أن اللجنة حريصة على تأهيل المتسابقين للحظة الخروج أمام الجمهور، حيث تجرى الأسئلة للمتسابقين في فترة الظهيرة، بنفس الطريقة التي تعقد في المساء، سواء من ناحية الإضاءة والكاميرات والمؤثرات الإخراجية، ولم يلاحظ ارتباك يذكر على المتسابقين في فترة الظهيرة.
وعن أعمار المشاركين في الدورة التاسعة عشر للجائزة، أوضح بوملحة أن هناك مشاركات من مختلف الأعمار، ولكن ما يلفت الانتباه، المشاركة الكبيرة والمنافسة القوية لمن هم ما دون 15 عاماً، والذين يزيد عددهم عن عشرين متسابقاً من دول مختلفة، في حين يبلغ عمر أصغر متسابق 9 أعوام.
وفي اللقاءات مع المتسابقين، قال المتسابق التونسي أنور بن محمد بن سلامة، الذي يدرس في الصف الثاني ثانوي القسم العلمي، إنه أنهى حفظ القرآن في عام ونصف، وذلك بعد أن شجعه والداه وهو في سن الخامسة عشرة، ليبدأ حفظ القرآن الكريم، مشيراً إلى أن الصعوبة كبيرة في بداية الحفظ، ولكنها تلاشت أمام إصراره..
وبعد فترة بسيطة، وقد تم ترشيحه للمشاركة في جائزة دبي الدولية للقرآن، من قبل لجنة تابعة لوزارة الأوقاف التونسية، لاختيار المتسابقين في المسابقات الدولية، وقد سبق له المشاركة في جائزة تونس الدولية للقرآن الكريم، يشعر بالسعادة للمشاركة في هذه الجائزة الكبرى، والتي تعد من أهم منابر القرآن الكريم وحفظه.
ومن جانبه، قال المتسابق القطري عبد العزيز غني، إنه حفظ القرآن في عامين، حيث بدأ في الحفظ في سن الخامسة عشرة، وأنهاه في السابعة عشرة، وذلك ما شجعه على اختيار دراسة أصول الفقه في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، لافتاً إلى أنه تم ترشيحه للمشاركة في جائزة دبي الدولية للقرآن، من قبل وزارة الأوقاف القطرية، حيث لديها قسم خاص لاختيار المتسابقين الدوليين القطريين في المسابقات الدولية.
أما المتسابق العراقي عبد الرحمن مجيد من مدينة سامراء، والذي يدرس أصول الدين في كلية الأمام الأعظم، فقال إنه حفظ القرآن في عامين، حيث كان يستثمر الإجازات الصيفية والعطلات الأسبوعية في حفظ كتاب الله، وقد نبعت الرغبة في حفظ القرآن من تلقاء نفسه، وقد تم ترشيحه للمشاركة في جائزة دبي الدولية للقرآن، عن طريقة اختبارات من قِبل الوقف السني في العراق..
وهذه أول مشاركة له في مسابقة دولية خارج العراق، ويشعر بالسعادة لمشاركته في مسابقة دبي الدولية للقرآن، التي ذاع صيتها في العالم بأسره.
وفي ختام اليوم الثالث، كرم المستشار إبراهيم بوملحة رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، الجهات الراعية لليوم الرابع من الجائزة (يوم السبت)، وهى الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، وجمارك دبي، ومؤسسة ناصر بن عبد اللطيف السركال، كما تم السحب على السيارة الأولى التي قدمت للجمهور.