|  آخر تحديث فبراير 20, 2018 , 14:11 م

تفاصيل أول عمليتين جراحيتين لزرع الكبد والرئة من متبرع متوفى في الإمارات


كليفلاند كلينك أبو ظبي يؤسس أول برنامج شامل لزراعة الأعضاء

تفاصيل أول عمليتين جراحيتين لزرع الكبد والرئة من متبرع متوفى في الإمارات



نجح الأطباء في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”، أحد مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، في تحقيق إنجاز تاريخي مهم من خلال تطوير برنامج شامل لزرع الأعضاء المتعددة لإنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من حالات صعبة.

وبدعم من وزارة الصحة، أجرى المستشفى متعدد التخصصات خلال شهر فبراير الحالي أول جراحتين لزرع الكبد والرئة من متبرع متوفى في دولة الإمارات. وبذلك يكون قد أكمل جراحات زرع الأعضاء الرئيسية، وهي الكلية والقلب والكبد والرئة، من متبرعين متوفين، بعد أن شهد أول عملية لزرع القلب في ديسمبر الماضي سبقتها في سبتمبر أول عملية لزرع الكلية من متبرع متوفى. ويعد مستشفى “كليفلاند كلينك أبو ظبي” حالياً المستشفى الأول والوحيد لزرع الأعضاء المتعددة في دولة الإمارات، وذلك عقب صدور المرسوم الحكومي الذي يجيز عمليات زرع الأعضاء من متبرعين متوفين في العام الماضي.

وتمت عملية زرع الكبد في الأول من فبراير الحالي على يد فريق مكون من خمسة أطباء برئاسة د. أنطونيو بينا، أخصائي جراحة الزرع، فيما تمت عملية زرع الرئة في 11 فبراير برئاسة د. رضا سويلاماس، رئيس قسم جراحة الصدر.

وصرح معالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة: “نحن فخورون جداً لتوالي هذه الإنجازات الطبية الجديدة في دولة الإمارات. تأتي هذه الخطوة بعد أسابيع فقط من نجاح مستشفى “كليفلاند كلينك أبو ظبي” في إجراء أول جراحة لزراعة القلب في الدولة، وهذا يبرز سرعة التقدم الذي تحرزه الإمارات على صعيد تزويد المرضى بالخدمات الطبية المتطورة والرعاية الصحة المتميزة داخل الدولة دون الحاجة للسفر إلى الخارج“.

وبهذا الشأن، قال وليد المقرب المهيري، رئيس مجلس إدارة مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي” ونائب الرئيس التنفيذي للمجموعة والرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمارات البديلة والبنية التحتية في مبادلة: “تأتي هذه الإنجازات التاريخية ثمرة التعاون الوثيق والمستمر بين عدد من المؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية. فقد شارك فيها أطباء من أبوظبي وعجمان والفجيرة، هذا بالإضافة إلى الدعم الذي قدمته اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء في عملية النقل والتعاون مع مركز زرع الأعضاء في كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة“.

من جانبه، لفت الدكتور علي عبد الكريم العبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء، إلى الدعم الشعبي القوي الذي يحظى به التبرع بالأعضاء في المجتمع الإماراتي، وقال: “هذا ليس مستغرباً في دولة الإمارات المعروفة بكرمها في دعم الدول والمجتمعات الأخرى وثقافتها الراسخة في مجال التبرع بشكل عام. نحن نعمل حالياً على خطط لتوسيع جهودنا من خلال برنامج مجتمعي يهدف إلى تعزيز هذه الثقافة. وقد تواصل معنا الكثيرون ليعربوا عن رغبتهم بالتبرع بأعضائهم بعد الوفاة، ونود فتح باب سجل المتبرعين في الإمارات للجميع في المستقبل القريب“.

وأجريت أول عملية زرع كبد كامل في دولة الإمارات في الأول من فبراير الحالي على يد فريق طبي يضم خمسة من الجراحين في “كليفلاند كلينك أبو ظبي”، وهم: الدكتور أنطونيو بينا، أخصائي جراحة زرع أعضاء، الدكتور ياسر أكمل، أخصائي جراحة كبد، الدكتور نفيد أحمد، أخصائي جراحة كبد، الدكتور أحمد مطالقة، أخصائي مساعد ود. شيفا كومار، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد.

كان المريض، وهو مواطن إماراتي يبلغ من العمر 60 عاماً، يعاني من تليف وفشل الكبد، وتفاقمت حالته بسبب استسقاء السوائل في البطن، والتهاب الصفاق (وهو عدوى تصيب الغشاء المبطن للجدار الداخلي للبطن)، هذا بالإضافة إلى حدوث نزيف في المعدة والأمعاء لديه بسبب تليف الكبد، مما استلزم اللجوء إلى إجراء زراعة الكبد.

وتقدم المواطن محمد الكثيري الذي يعد أول إماراتي يجري عملية زراعة الكبد داخل الدولة بالشكر والتقدير إلى قيادة الدولة الرشيدة وعلى راسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ وأخية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ـ رعاه الله ـ وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ىل نهيان ولي عهد أبو ظبي ، نائب القائد العلى للقوات المسلحة على الدعم اللامحدود للقطاع الصحي وتوفير كافة الإمكانات من كوادر طبية عالية المستوى وأحدث الأجهزة والمعدات الطبية التي وضعت دولة الإمارات ضمن أفضل الدول من حيث جودة الرعاية الصحية كما عبر عن شكره إلى جميع العاملين في مستشفى كليفلاند كلينك أبو ظبي.

وتولى ثلاثة جراحين واثنان من كوادر التمريض في مستشفى “كليفلاند كلينك أبو ظبي” مهمة نقل الكبد والأعضاء الأخرى المتبرع بها من مدينة الشيخ خليفة الطبية في عجمان على متن طائرة إسعاف جوي وفرتها اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء. واستخدم الفريق الجراحي تقنية جراحية مبتكرة لإجراء العملية والحفاظ على الوريد الأجوف الذي يمتد من الكبد إلى القلب. وشارك في هذه العملية المعقدة التي استمرت 8 ساعات أكثر من 30 من الكوادر الطبية والجراحية، بما في ذلك الممرضين والأخصائيين في التخدير والعناية المركزة والفنيين وغيرهم.

من جانبه، قال الدكتور شيفا كومار، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”: “يأتي هذا الإنجاز ليكلل جهود التخطيط التي بذلها فريق زراعة الكبد المتعدد التخصصات على مدى أكثر من عامين. ويسرنا أن نعلن الآن أن حالة المريض تتحسن بشكل جيد وأنه سيغادر المستشفى قريباً بعد أن عانى لأشهر من تدهور صحته“.

وفي الوقت نفسه، أجرى الجراحون في مستشفى “كليفلاند كلينك أبو ظبي” أيضاً زراعة كلية من المتبرع ذاته لمريض آخر في المستشفى، فيما زُرعت الكلية الثانية لمريض في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي واستُخدمت الأعضاء الأخرى من قبل الفرق الجراحية في المملكة العربية السعودية.    

كما أجريت أول جراحة لزراعة الرئة من متبرع متوفى في 11 فبراير الحالي على يد فريق مكون من 15 عنصراً من الكوادر المتخصصة برئاسة الدكتور رضا سويلاماس، رئيس قسم جراحة الصدر في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”، الذي أجرى أكثر من 130 عملية زرع رئة مضاعفة خلال نحو 30 عاماً من العمل المهني. وتولى الدكتور غورجيوت باجوا، أخصائي جراحة القلب في معهد القلب والأوعية الدموية، تقييم رئتي المتبرع ونقلهما من الفجيرة جواً بواسطة طائرة الإسعاف الجوي المقدمة أيضاً من اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء.

كان المريض، وهو مواطن إماراتي يبلغ من العمر 53 عاماً، يعاني من مرض الانسداد الرئوي المزمن وقد أدرج اسمه على قائمة الانتظار لتلقي زراعة الرئة منذ ثلاثة أشهر بعد إحالته إلى المستشفى من دبي.  

بعد عامين ونصف من التدريب، تمكن الفريق من زرع الرئة اليمنى عند المريض في عملية جراحية استمرت 3 ساعات و20 دقيقة فقط باستخدام تقنية تتم بأقل قدر ممكن من التدخل الجراحي، والمريض يتعافى حالياً في المستشفى.

وحول هذه الجراحة، قال د. رضا سوليماس: “يكون زرع الرئة عادة أعلى خطورة من الكثير من جراحات زراعة الأعضاء الأخرى بسبب ارتفاع احتمال حدوث العدوى. في هذه الحالة بالذات، كان علينا العمل بسرعة لأن مستوى الخطورة كان أكبر نظراً لأن المتبرع والمتلقي كلاهما في سن يتجاوز الخمسين عاماً. لقد تمكنا بالفعل من إجراء الجراحة في اليوم المحدد، وسارت الأمور كلها على ما يرام، ونجحنا بإتمام المهمة بسرعة، وهذا بالتأكيد دليل على تفاني كل أعضاء الفريق في الاستعداد لهذه العملية“.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com