استضاف اليوم الثالث والأخير من القمة العالمية للحكومات نخبة من أبرز الخبراء ومستشرفي المستقبل في العالم في جلسات تمحورت حول عنوان «الابتكار من أجل مستقبل أفضل».
وشهدت الجلسة الأولى التي حملت عنوان «موارد غير محدودة لمستقبل لا يعرف الحدود» مشاركة رامز نام، المؤلف ومستشرف المستقبل من جامعة سينغيولاريتي. أما الجلسة الثانية فحملت عنوان «صناعة مدن تحاكي المستقبل»، فشارك فيها كل من البروفسور عمر ياغي، مدير ومؤسس معهد بيركلي العلمي العالمي، والدكتور إيان بيرسون، مستشرف المستقبل في فيوتشرايزون.
وأكد المتحدثون أن تقنيات البناء الجديدة ستساعد على بناء أبراج بطول 30 كيلومتراً بحلول عام 2050.
تحسين
وتحدث نام عن قوة التفكير والموارد اللامحدودة التي يمكن للعقل أن يوفرها، والتي قد تضاهي في حجمها الموارد الطبيعية المتوافرة أصلاً، إضافة إلى إمكانية استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لتحسين حياة الملايين من البشر.
وقال نام: «كوني كاتباً لروايات الخيال العلمي، أعتقد بأن الخيال العلمي غير قادر على توقع المستقبل بقدر ما هو مفيد لتحفيز البشر إلى التفكير في ماهية المستقبل»، مشيراً إلى أن «السيارات الذاتية القيادة ستحل محل السائقين البشر بكل تأكيد، خاصة أنها أصبحت متوافرة حالياً، وتسهم في تخفيض استهلاك الوقود بنسبة 25%».
واستعرض نام قدرات الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، منوهاً بأن تقنيات هذا القطاع الواعد ستتفوق على قدرات البشر، فضلاً عن أن البرمجيات أصبحت هي السائدة في قطاعات عديدة مثل الطب والتشخيص والفضاء والتصنيع بتقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد والطاقة.
وتابع نام: «بإمكان الطباعة الثلاثية الأبعاد أن تصنع أبنية كاملة خلال ساعات في موقع البناء بدلاً من الوسائل التقليدية التي تستغرق وقتاً طويلاً، كما هبطت تكاليف قطاع الطاقة الشمسية بشكل هائل، إذ انخفض سعر توليد واط واحد من الطاقة خلال أربعين عاماً من 77 دولاراً إلى 30 سنتاً.
وانخفضت أسعار بطاريات تخزين الطاقة أيضاً بمقدار خمسة أضعاف خلال سنوات قليلة، وسوف تواصل أسعارها في الهبوط». وقدّم نام عدداً من النصائح للدول كي تتمكن من تحقيق نمو سريع ومضاعف، فقال: «على الدول أن تطبق أربع خطوات: هي تعزيز الابتكار، وتقبل الفشل، وتنفيذ المشاريع المبتكرة بدون انتظار موافقات مسبقة، وتبني شبكات البيانات والمنصات».
أما الجلسة الثانية فتناولت موضوع «صناعة مدن تحاكي المستقبل»، وتحدث فيها البروفسور عمر ياغي، مدير ومؤسس معهد بيركلي العلمي العالمي، عن المواد التي يمكن صناعتها في المستقبل.
والتي تحتوي على مكونات عضوية وغير عضوية من شأنها إذا تم دمجها أن تخلق مادة شديدة الصلابة أو مواد أخرى يمكن استخدامها لاستخراج المياه من الهواء، خاصة أن 11 مدينة حالياً تعاني شحاً في المياه، ويمكن لهذه المواد أن تستخدم في جميع المنازل من قِبل جميع الأشخاص لاستخراج مياه الشرب النقية، حتى لو كانت الرطوبة منخفضة للغاية.
بدوره، أشار الدكتور إيان بيرسون إلى أن تقنيات البناء الجديدة ستساعد على بناء أبراج بطول 30 كيلومتراً بحلول عام 2050، وتوقع أن يتعاظم دور الروبوتات والذكاء الاصطناعي داخل المدن والبيئات الحضرية، وأن تتمكن تقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد من طباعة جميع أنواع الأبنية والمنشآت، بحيث تكون هذه الأبنية متناسبة مع الاحتياجات والمتطلبات الشخصية، وتتأقلم مع مزاج السكان لتوفير بيئة معيشية مثالية. وأكد بيرسون، في ختام حديثه، أن التكنولوجيا قادرة على جعل العالم أفضل بشرط أن تتوافر القيادات الحكيمة التي بإمكانها أن توجه هذه التقنيات.