نجحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في حل إشكالية ضعف مصادر الطاقة الكهربائية وصعوبة وصول المساعدات الطبية إلى المناطق البعيدة عن مراكز المحافظات باللجوء إلى معدات تعمل بالطاقة البديلة.
وشكل ضعف شبكة الكهرباء التي تعرضت إلى أعمال تخريب ونهب من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية إضافة إلى انتشار العديد من الأوبئة في مناطق جغرافية ذات طبيعة وعرة تحديا حقيقيا أمام إيصال تلك المساعدات.
وأكدت الهلال الأحمر الاماراتي بذلك حرصها والتزامها بتوفير كل ما يلزم لإنقاذ حياة اليمنيين رغم الصعوبات خصوصا مع انتشار مرض الكوليرا في العديد من المحافظات اليمنية.
ورفدت الهيئة العديد من المستشفيات في حضرموت وعدن والساحل الغربي بمعدات “ثلاجات” تعمل بالطاقة الشمسية في ظل صعوبة تأمين الطاقة الكهربائية.. مما ساهم في توفير لقاحات التطعيم ضد الأوبئة والأمراض السارية وإنقاذ حياة عشرات ألاف الأطفال والنساء.
وقدمت الثلاجات الشمسية المتطورة حلا عمليا لمعضلة المحافظة على الأدوية والأمصال اللازمة لحملات التلقيح في ظل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في العديد من المناطق اليمنية بعد التدمير الممنهج الذي طال محطات التوليد وشبكات التغذية من قبل الميلشيات الحوثية.
وساعدت الثلاجات الشمسية في امتداد حملات التلقيح ووصولها لأوسع نطاق جغرافي ضمن المناطق المحررة خاصة المناطق الجبلية الوعرة التي تفتقر لوجود المراكز والمستوصفات الطبية.
وخلال عام 2017 سلمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن إلى مكتب الصحة العامة والسكان في ساحل حضرموت ثلاجات طبية تعمل بالطاقة الشمسية لتنفيذ حملات التحصين الأربع التي شملت 11 محافظة واستفاد منها 513 ألفا و489 من الأطفال دون الخامسة والفئات في سن الإنجاب والحوامل.
وأشاد الدكتور رياض الجريري مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بساحل حضرموت بالدعم الكبير الذي تقدمه الهيئة لمختلف القطاعات الخدمية بالمحافظة ومنها القطاع الصحي.
وأشار إلى مساهمات الهيئة الملموسة والواضحة لتحسين وإنعاش الخدمات الصحية وتأهيل البنية التحتية في عدد من المراكز الصحية إلى جانب توفير معدات وأجهزة طبية.
واعتبر أن دعم حملات تحصين أطفال اليمن من خلال هذه الثلاجات الحديثة مبادرة تحمل في طياتها رسالة حب وسلام للأجيال الجديدة خاصة الأطفال الذين هم الشريحة الأضعف في المجتمع في ظل الأحداث التي تشهدها البلاد.
من جانبه أكد فريق الهلال الأحمر الإماراتي أن هذه المساعدات تأتي ضمن سلسلة المساعدات التي تقدمها دولة الإمارات لليمن في مختلف المجالات..موضحا أن ما يميز هذه الثلاجات هو عملها باستخدام تقنية “Sure chill ” التي تعد من التقنيات الرائدة والتي تم اعتبارها من التقنيات الأربع الخاصة بالتحصين المنقذ لحياة الأطفال في أسبوع الصحة العالمي..
وتعمل هذه الثلاجات لمدة تزيد عن 10 أيام في الطقس الغائم ولمدة 170 ساعة باستخدام اللوائح الشمسية وهي أطول فترة استهلاكية دون الحاجة للكهرباء حيث يساعد توريد هذه الثلاجات في الحفاظ على فاعلية اللقاحات ضمن معايير سلسلة التبريد.