أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن قلق دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه التأثيرات السلبية لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس، في مستقبل استقرار المنطقة وعملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيراً سموه إلى إمكانية أن تمثل هذه الخطوة طوق نجاة للجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة التي بدأت خسارة قواعدها في المنطقة.
جاء ذلك خلال استقبال سموه، أمس، في قصر الشاطئ، وفداً من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي يزور البلاد حالياً.
ورحّب سموه بوفد المعهد الذي يتكون من 50 باحثاً وخبيراً بشؤون المنطقة، متمنياً لهم زيارة موفقة وناجحة، وبحث سموه معهم القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين وتطويره بما يخدم المصالح المتبادلة.
وقدّم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمحة عامة عن سياسة الإمارات الخارجية ورؤيتها للتطورات والأحداث الجارية في المنطقة.
وشملت القضايا التي تم طرحها في اللقاء قرار الرئيس الأميركي الأخير بشأن القدس الشريف والتداعيات الإقليمية والدولية على خلفية هذا القرار الأحادي المخالف لقرارات الشرعية الدولية.
وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن أمله بأن تراجع الإدارة الأميركية هذه الخطوة، وتعمل بشكل أساسي ومؤثر ومحايد في صياغة مبادئ سلام حقيقي، يخدم الجميع ويحقق التنمية والاستقرار في المنطقة.
وجرى، خلال اللقاء الذي حضره سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومحمد مبارك المزروعي، وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، مناقشة الأوضاع في اليمن والحلول المطروحة لإنهاء الأزمة، إضافة إلى التطورات الأخيرة في العاصمة صنعاء والسياسات الإجرامية والقمعية التي تمارسها الميليشيا المسلحة.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بهذا الصدد، إن دولة الإمارات العربية المتحدة والتحالف العربي أكدا مراراً الحل السياسي في اليمن، لكن ذلك لن يكون على حساب أمن المنطقة واستقرارها، ولن يكون على حساب تمكين ميليشيا عسكرية تعمل خارج نطاق الدولة، وتمثل تهديداً مباشراً على أمن وسلامة المملكة العربية السعودية الشقيقة والمنطقة، مشيراً سموه إلى الصواريخ التي أُطلقت إلى مدن سعودية بدعم واضح من قوى إقليمية تريد نشر الفوضى والخراب في المنطقة، كما تحقق لها مع الأسف في مدن عربية أخرى.
وأكد سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية عملتا وما زالتا على تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق، وقدمتا المساعدات الإنسانية والتنموية للمناطق اليمنية المحررة من التنظيمات الإرهابية، وفتحتا الطرق البرية والجوية والبحرية لإيصال المساعدات إلى المدن المنكوبة التي تقع تحت سيطرة المنظمات والتنظيمات الإرهابية والمسلحة. كما تم التطرق، خلال اللقاء، إلى ملف الإرهاب والعنف والجهود الإقليمية والدولية المبذولة لتخليص المنطقة من مخاطره، وملفات سوريا ولبنان وليبيا، وأهم المبادرات والأفكار المطروحة لمعالجة هذه الملفات.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن دولة الإمارات العربية المتحدة ستواصل نهجها بالتعاون مع المجتمع الدولي في محاربة التطرف والعنف والإرهاب وتجفيف منابعه ومصادر تمويله ومنابر أفكاره وإيديولوجياته.
وأكد الجانبان، في هذا الصدد، أهمية تكثيف الجهود والتعاون بين دول العالم لمحاربة التنظيمات الإرهابية، التي شكّلت في الآونة الأخيرة تهديداً حقيقياً للسلم والأمن العالميين، وضرورة إيجاد تسويات حقيقية لبقية الملفات.
وأشاد أعضاء الوفد بالعلاقات المتميزة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، ومستوى التنسيق والتعاون بينهما في المجالات كافة، لا سيما في مجال محاربة الإرهاب والتطرف، والدور الكبير الذي يقوم به البلدان في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.