تتميز الدورة الحالية من مهرجان الشيخ زايد التراثي، بأنه يتزامن مع «عام زايد» الذي يحتفي بمرور 100 عام على ميلاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
والمهرجان المقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، لغاية 27 يناير 2018، في منطقة الوثبة في أبوظبي، ينبض بمفردات التراث الإماراتي، ليجسد قيم التسامح والمحبة التي تتبناها الإمارات من خلال تلاقي الكثير من حضارات العالم على أرضها، استكمالاً لنهج القائد المؤسس الشيخ زايد، بالمحافظة على التراث الإماراتي والعالمي.
ومن هذا المنطلق جاء المهرجان تحت شعار «تراثنا هويتنا… زايد قدوتنا».
تتميز الساحة التي تتوسط المهرجان والأجنحة التي تحيطها، بأنها تجمع التراث الإماراتي إلى جانب التراث العالمي، إذ شاركت في دورة هذا العام 24 دولة عكست عبر معروضاتها ملامح من موروثها الشعبي عبر أسواق تزخر بالبضائع والمنتجات التراثية، إلى جانب العروض والأهازيج الفلوكلورية.
وتتميز الأركان الإماراتية في الدورة الحالية من المهرجان، بأنها تعرض مكوناتها بطريقة مميزة تبدو وكأنها متحف حي، تجعل الزوار يبتعدون عن مشاهداتهم اليومية، وتدعوهم للتفاعل مع أجواء التراث الإماراتي من خلال العديد من الأنشطة الحية والتفاعلية التي تستخدم العديد من التقنيات. وتعكس المشاركات مشاهد للكثير من الممارسات اليومية التي كونت الحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة في الماضي، بما تفرضه البيئات المختلفة.
وهي (البرية، الزراعية، البحرية والجبلية)، إضافة إلى ذلك يشمل المهرجان جناح (ذاكرة الوطن) الذي يقيمه الأرشيف الوطني، ويستعرض فيه وثائق وصوراً نادرة وأخرى تُعرض للمرة الأولى عن تاريخ الإمارات، وعن الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ومن معالم المهرجان الأخرى التي تعتبر تقليداً سنوياً يستقطب العديد من الزوّار معرض (زايد والخيل) ومعرض (زايد والهجن) إلى جانب الحي الإماراتي الذي يجمع في مساحته العديد من الفعاليات التراثية والأسواق الشعبية التي تعكس بأجوائها وتصاميمها التقليدية الحياة الإماراتية قديماً.
يعكس الحي الإماراتي في مهرجان الشيخ زايد التراثي، حياة الناس على أرض الإمارات، ويبين من خلال العديد من المشاركات التقاليد والممارسات اليومية، والصناعات التي مارسها الناس في الماضي القريب في بيئات الإمارات المتنوعة البحرية والبرية والزراعية، من خلال عدد من الأقسام التي أظهرت ممارسة الناس في كل بيئة من هذه البيئات، متجاورة مع بعضها البعض.
ومن بينها الممارسات في البيئة البحرية، حيث يجلس الصيادون ليصنعوا شباك الصيد التي تعتبر أحد مصادر رزقهم، وفي جوارهم يتساعد العديد من الحرفيين على صناعة السفن التقليدية، وهي الحرفة التي أبدع فيها الآباء والأجداد، فصنعوا سفناً جابهت قساوة الأمواج وشكلت أساساً لكسب العيش.
صممت قرية الأطفال في المهرجان، لتقدم التراث في قالب ترفيهي متمثلة في المسرح الشعبي، وسينما مفتوحة لقناة ماجد، وألعاب شعبية قديمة، بينما تتيح فعالية تاجر المستقبل فرصة التنافس بين الأطفال في إدارة محلات مصغرة لبيع منتوجات متنوعة.