نجح مشروع “كتب – صُنعت في الإمارات”، الذي ينفذه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ومعهد جوته – منطقة الخليج، بهدف بناء قدرات ومهارات الكتّاب والرسامين الإماراتيين الشباب، في إلهام 10 كاتبات إماراتيات لتأليف 18 قصة تراثية للأطفال واليافعين، وذلك في ختام المرحلة الثانية من النسخة السادسة للبرنامج، التي أقيمت مؤخرا في مركز مرايا للفنون بالشارقة.
ويهدف مشروع “كتب – صُنعت في الإمارات” إلى استدامة صناعة كتب الأطفال في الدولة، من خلال دعم الكتّاب والرسامين الشباب، وتدريبهم على جميع مراحل العملية الإبداعية لإنتاج الكتب الإماراتية المخصصة للأطفال.
وركزت نسخة هذا العام على فن الحكايات التراثية، انطلاقاً من حرص المشروع على إحياء الموروث الشعبي الإماراتي، وإبراز ثراء الهوية الوطنية، وتقديراً لما يحفل به هذا الموروث الغني من عادات وتقاليد أصيلة، وقصص وحكايات تستحق أن تروى. وتمت استضافة المرحلة الأولى من هذه النسخة في معهد الشارقة للتراث، برعاية “ثقافة بلا حدود”، المبادرة الثقافية التي تتخذ من إمارة الشارقة مقراً لها.
وشهدت هذه النسخة مشاركة 10 مؤلفات إماراتيات، قمن بتأليف 18 قصة من وحي الموروث الإماراتي والفلكلور الشعبي، بعد أن عملت الكاتبة الألمانية أوته كراوس، إحدى أشهر الكاتبات والرسامات المتخصصات في كتب الأطفال، على تدريبهم وتطوير قدراتهم الكتابية في سرد القصص والحكايات التراثية، في ورشة عمل نُظّمت لمساعدتهم على إعادة كتابة قصصهم بطريقة إبداعية ومبتكرة.
وخلال المرحلة الثانية من النسخة السادسة للمشروع، التقت الكاتبة والمدربة أوته كراوس الكاتبات الإماراتيات العشر، لمتابعة الأعمال والنصوص التي قمن بتأليفها، ومراجعتها، وتميزت هذه اللقاءات بكونها مباشرة، مع كل كاتبة على حدة، بهدف تزويدهن بالنصائح والإرشادات والتوجيهات الخاصة بالعمل الذي قمن بتأليفه.
والتقت الكاتبة كراوس بالرسام عبدالله الشرهان ، في ورشة أخرى، أقيمت يومي الثامن والتاسع من نوفمبر، بهدف مناقشة الأفكار ووضع التصورات الخاصة بتنفيذ رسومات الكتب التي تم تأليفها ضمن المشروع، بالاستفادة من الخبرة الطويلة للشرهان في هذا المجال، وبما يسهم في تحقيق التكامل بين جودة وتميز الشكل والمضمون، لجذب الشريحة المستهدفة من القراء الصغار إلى هذه الكتب.
وسبق هذه الورشة، تنظيم عدة جلسات قرائية للنصوص التي تم تأليفها، في جناح المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وذلك يوم السادس من نوفمبر، وشهدت هذه الجلسات تفاعلاً كبيراً بين المؤلفات والأطفال، وأتاحت لهن فرصة التعرف على آراء القراء الصغار قبل صدور الكتب بشكل فعلي، لوضع التعديلات الأخيرة عليها في حال الضرورة، قبل طباعتها.
وحملت الكتب التي ألفتها الكاتبات المشاركات في النسخة السادسة، عناوين مشوقة للقراء الصغار و التي سيعلن عنها بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب2018. وسيقوم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومركز جوته – منطقة الخليج بالترويج لهذه الكتب بين دور النشر المحلية والعربية لتسهيل عملية إصدارها.
ويعود إطلاق مشروع “كتب – صُنعت في الإمارات” إلى العام 2011 بهدف تشجيع الكتّاب والرسامين الإماراتيين على تطوير مهاراتهم في مجال كتابة ورسم كتب الأطفال واليافعين، والعمل على ترويج أعمالهم في دولة الإمارات وخارجها. ويعمل المشروع على إلهام هؤلاء الكتّاب والرسامين على إنتاج كتب تعكس القيم الثقافية والهوية الوطنية الإماراتية، وتحتوي على نصوص قيّمة ورسومات جاذبة تستحوذ على اهتمام الطفل وتداعب خياله.