استضافت ندوة “حيوية الفن المسرحي” التي تأتي ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، كلاً من المؤلفة والمخرجة لبنانية لينا خوري، والممثل والمخرج د. حبيب غلوم، والممثل والمسرحي أحمد الجسمي، للحديث حول أهمية المسرح في دول العالم، ودوره التربوي والأخلاقي في تدريب النفس الإنسانية على إعادة تقدير مواقفها واعتماد العقل والمنطق أساساً لتشكيل الآراء والمواقف.
واستعرض المتحدثون خلال الندوة التي أدارها المسرحي محمد غباشي، جانباً من تجاربهم الشخصية في علاقتهم مع المسرح، وأهم الركائز التي يقوم عليها العمل المسرحي في صناعة الرأي العام، وتشكيل وعي المجتمعات.
بدورها أكدت خوري على ضرورة تعميم التجارب المسرحية الناجحة على طلاب المدارس، بهدف إكسابهم أساليب السلوك والاتجاهات الإيجابية، نحو الذات والمجتمع والأمة، تبعا للتوجهات الثقافية العامة، من دون إغفال الاختيار الجيد للنص المناسب الذي يمكنه من تحقيق هذا الهدف وغيره من أهداف التنمية الاجتماعية، والانتماء للوطن.
من جانبه قال المستشار الثقافي بوزارة الثقافة وتنمية المعرفة، د. حبيب غلوم: “إن المسرح هو الذي شكل البدايات الأولى للفنون، ولعب دوراً كبيراُ في حياة الشعوب، وظل طوال تاريخه يرفد الجمهور معرفياً وثقافياً، فضلاً عن دوره في ترسيخ الهوية الوطنية، وتوفير حلول لمشكلات المجتمع فالمسرح مرآة واضحة لملامح الواقع”.
وأضاف غلوم أن الفنان الإماراتي ولأسباب كثيرة، منها حب الوطن والانتماء لقيادته وشعبه، أوجد رقابة ذاتية على ما يُقدم من أعمال فنية ونصوص مسرحية، حرصاُ منه على المجتمع، خاصة إذا ما تعلقت النصوص المقدمة بالأطفال، مشيراً إلى رفض لبعض النصوص التي لا يتم إرسالها إلى وزارة الثقافة لأنها لا تتناسب مع ثقافتنا أو أنها رديئة الحوار والفكرة.
من جانبه أكد ممثل الدراما الشهير أحمد الجسمي أن الرقابة الذاتية مطلوبة، ولكن دون أن تؤثر على جودة المنتج، لافتة إلى أنه لا يجب أن نتركها تدفعنا إلى تقديم أعمال رديئة، لا يخدم التوجهات التي من أجلها أوجد المسرح، خاصة وأن الجمهور المتابع جمهوراً ذكياً يستطيع الحكم المباشر على جودة العمل أو ردائته.
واعتبر الجسمي المسرح إحدى الدعامات الأساسية في بناء نهضة المجتمعات لاشتماله على مختلف الفنون وبالتالي لا بد من إعطائه حقه من خلال الصدق والجرأة في طرح القضايا من دون تجاوزات، مؤكداً أن المسرحية تتجاوز تجربة الفرد في القصيدة والشعر إلى تجربة الجماعة كذوات متواصلة متأثرة ببعضها، وتتعدى القصة من نثر خيالي للقراءة إلى حياة تدب على الخشبة لكافة الشخوص.