أنصت الحاضرون من رواد معرض الشارقة الدولي للكتاب باهتمام إلى محاضرة (الثابت والمتغير في الإعلام الجديد من خلال عالم التحديات الرقمية)، والتي ألقاها د.عمر عبد العزيز، وأدارتها عائشة العاجل، وتناولت موضوعات الأدب والفكر والثقافة والفنون في عصر التحولات الرقمية التي يشهدها العالم، والتحديات التي فرضتها، وإمكانات النجاح في ضوء المستجدات.
استهل د. عمر حديثه بالقول: “شهد الإعلام تحولاً لافتاً في التقنيات المكتشفة منذ عصر الحاسوب لغاية الرقمنة، وفرض هذا التغيير واقعاً جديداً له آثاره الملموسة التي لا يمكن تجنبها، واختزلت بذلك عصوراً مختلفة مرت بها الثقافة، وفرضت عليها تحديات توجب تحديد المفاهيم الجديدة، والتركيز على موضوعات الثابت والمتغير باعتبارها الأساس في انطلاقة ثقافية تواكب المتغير على أرضية الثابت”.
وأضاف:” لا شك أن الرقميات هي المتحول في هذه المعادلة، في حين أن المسائل المهنية والمعايير التي سار عليها العرف الثقافي هي الثابت، وبين هذا وذاك، لا يمكن إنكار انحسار مد العمل الإعلامي أمام التطبيقات وبرامج التواصل الحديثة التي حولت الجميع إلى إعلاميين، وألغت بشكل شبه تام المركزية الإعلامية التي كانت تحدد الإتجاه وتضبط العمل على إيقاع واحد”.
وبين د. عمر أن فوائد الرقمنة “توفير الجهد والوقت وتقليل التكاليف، كما أن توفير الكتاب المسموع أعاد انتاج الثقافة الشفاهية كونها الأساس في التلقي، والعامل المهم في مرحلة التدوين، وقد تجاوبت كبرى الصحف في الولايات المتحدة مع مقتضيات الرقمنة التي فرضت بدورها مفهوم الطباعة حسب الطلب، فألغت الدور الكبير للمطبعة التقليدية، ويمكن القول أن الورق يمكن أن يخبو في ظل هذه المتغيرات، لكنه لن يموت”.
في الإطار ذاته، وضمن الفعاليات الثقافية المقامة على المقهى الثقافي، تحدثت الدكتورة هانم عباس في أمسية (رفوف) التي أدارها فرج الظفيري عن المكتبات، وقدمت نبذة مختصرة عن تاريخها وظروف نشأتها حول العالم، والتطور الذي شهدته في مجالاتها كافة، ثم استعرضت معنى المكتبة، وتطور هذا المفهوم عبر العصور، وقدمت نبذة وافية عن مراحل تطور مكتبة الشارقة كشاهد حي على نموذج ثقافي متفرد في دولة الإمارات العربية المتحدة.
هذا وتستمر الفعاليات الثقافية التي يقدمها معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث ستقام في مساء الثلاثاء 7 من نوفمبر على قاعة ملتقى الكتاب محاضرة(راهن اللغة العربية وقضاياها المعاصرة، يحاضر فيها د. صالح بلعيد، ود. أحمد يوسف، ود. سماح إدريس، وسيناقش أدباء آخرون على قاعة ملتقى الأدب (دوافع الكتاب وقدرتها على إسعاد مبدعيها)، يحاضر فيها تياري جونز، ولي أدنيل، د. سماح إدريس، فيما ستقدم د. منى أبو نعامة محاضرة بعنوان (تاريخ المورخين الشناقطة وكتابة التاريخ).