فاطمة علي الكعبي، أصغر مخترعة إماراتية (15 سنة)، اختارتها اللجنة المنظمة لمسابقة المهارات العالمية أبوظبي 2017، لتكون سفيرة للمسابقة. تدرس في الصف الـ 11 بمدرسة قصر المعرفة في مدينة العين، بدأت خطواتها الأولى في مجال الاختراعات قبل 8 سنوات عندما كان عمرها 7 سنوات، وغلبت عليها الميول العلمية في أغلب الأفكار والابتكارات، وتألقت في مجال الروبوت والكهرباء، وتروي في هذا اللقاء القصص والمواقف التي مرت بها وكانت سبباً لأبرز اختراعاتها.
عندما بلغت فاطمة العاشرة تمكنت من اختراع الروبوت المصور وتقدمت به في مؤتمر الموهبة في دبي عام 2012، المؤتمر الذي كان فاتحة خير عليها فانطلقت في مجال الاختراعات، لكي تحقق ما في خيالها عبر اختراعات حقيقية ليصل عدد إنجازاتها 12 اختراعاً مختلفاً، وتعكف فاطمة حالياً على تطوير اختراع جديد عبارة عن (سوار إلكتروني) تحمل بيانات الشخص في يده وكأنها بطاقة الهوية، حيث عرضت الفكرة ليتم استخدامها خلال معرض إكسبو 2020، وتساعد في عمليات التأمين، وخدمات أخرى.
تقول فاطمة الكعبي وراء كل اختراع تقدمت به كانت هناك قصة معينة أو موقف معين، فمثلاً عندما فكرت في طابعة للمكفوفين تتلقى أوامر الطباعة بنظام الصوت، استوحيت الفكرة من تغريدة كتبها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، على (تويتر) قال فيها على ما أذكر، إنه يتمنى على البنك المركزي استخدام طريقة «برايل» في طباعة العملات للتسهيل على فاقدي نعمة النظر.. وقتها جاءت الفكرة لابتكار طابعة لمساعدة المكفوفين، وهي أول طابعة على مستوى العالم التي تعمل بهذه التقنية.
وأضافت كذلك كنت أفكر في اختراع شيء يساعدنا خلال الرحلات ليكون مصدراً للطاقة، فجاءت فكرة (حقيبة للرحلات) تعمل بالطاقة الشمسية، فمن خلال الحقيبة نستطيع تشغيل أجهزة كهربائية مثل تشغيل المراوح أو شحن الموبايل خلال الرحلات.
وتقول فاطمة في البداية كنت أحب اختراع أشياء للتسلية أو اللعب ومع مرور الوقت، ومع التعمق أكثر في المجال بدأت أهتم بقضايا معينة أو حل مشاكل كانت واجهتني، فهناك اختراعات أردت بها مساعدة أصحاب الهمم، وهناك اختراعات في مجال الطاقة لمساعدة أصدقائي في حل مشكلة معينة، وعندي اختراع المقود الذكي الذي يمنع استخدام الهواتف أثناء قيادة السيارات، واخترعت حزاماً يرتديه الأصم ويعمل بالذبذبات، وينبهه إذا اقترب منه أحد، لمساعدة الصم على الانتباه للأصوات، وغيرها من الاختراعات التي تهدف إلى خدمة المجتمع والوطن، مثل اختراع عبارة عن روبوت يحضر المدرسة بدلاً من الأطفال المصابين بالسرطان أو من يعانون من أمراض صعبة، لمساعدتهم على استكمال دراستهم، ودعمهم نفسياً ومعنوياً.
وأردفت قائلة: بهذه الاختراعات جاءتني الفرصة لتمثيل الدولة في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية، وحصلت على المركز الأول مرتين متتاليتين في مسابقة أولمبياد الروبوت، وجائزة (رواق عوشة) للشباب المبتكر، وجائزة العويس للإبداع العلمي، وعلى المستوى العالمي حصلت على جائزة ناصر بن حمد العالمية للإبداع الشبابي وفزت بالمركز الأول على مستوى العالم من خلال اختراع طابعة المكفوفين، وكذلك شاركت في أولمبياد الروبوت العالمي في إندونيسيا، وشاركت في العديد من المؤتمرات على مستوى الخليج وعلى مستوى العالم. كما شاركت كمتحدثة في فعاليات كبيرة مثل القمة العالمية للحكومات، وكذلك استضافتني جامعة السلطان قابوس في عمان، والعديد من الجامعات بالإمارات.
فاطمة الكعبي هي كبرى شقيقاتها، وتشعر بالفخر والاعتزاز بوالدها المهندس، ووالدتها المتخصصة في مجال الكمبيوتر، وأكدت أنها تلقت دعماً كبيراً من والدها ووالدتها، ولاتزال، ولولا هذا الدعم المستمر والتشجيع لما حققت النجاح، فتعلمت الأساسيات في البيت ثم انطلقت من خلال الدورات التدريبية والبحث على الإنترنت.
وتؤكد أن أهلها كانوا السبب الرئيسي لهذا التوجه، «لأنه من خلال البيئة التي عشت فيها، شعرت بقوة داعمة للابتكار والاختراع في البيت، ففي مرحلة الطفولة كان من برامج الأطفال التي كنت أشاهد أفلام كرتون لعلماء يشتغلون على اختراعات وغيرها، كذلك كنت أشاهد برامج لتركيب الأشياء في المصانع وكل هذا سبب أثراً في توجهاتي، أهلي لم يقصروا في دعمي أنا وإخواني في أي مجال دخلناه».
فاطمة تخطط للحصول على رخصة التدريب لكي تتمكن من مساعدة الطلاب وتدريبهم بشكل علمي، وتعتزم بعد أن تنتهى من الثانوية العامة التركيز على إنهاء دراستها الجامعية، وتقول: أفكر – إن شاء الله – في تأسيس شركة ابتكر فيها اختراعات من عندي، وأشجع الشباب المهتمين، وأساعدهم على ابتكاراتهم ومشروعاتهم. وقد أتبنى بعض المخترعين الصغار وأرعاهم حتى لا يتخلون عن أفكارهم وأحلامهم حتى يكون هناك جيل جديد من المبتكرين والمخترعين لخدمة الوطن ومستقبل الإمارات.