ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل 2017، نظّمت (فن) – المؤسسة المتخصصة في تعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة بدولة الإمارات العربية المتحدة – ورشة فنية متخصصة كشفت كواليس صناعة الأفلام في شركة “ديزني” العالمية.
وقدم الورشة مشرف المؤثرات البصرية في “ديزني” جوش ستاوب، الذي تكشف سيرته المهنية عن مجموعة الأفلام، أبرزها “بولت” (بولت)، و”تانغيلد” (رابنزول)، و”بيبرمان” (رجل من ورق)، و”فروزن” (ملكة الثلج)، وغيرها.
وقدم ستاوب خلال الورشة التي جاءت بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة حول صناعة الرسوم المتحركة، عرضاً تقديمياً مفصلاً حول كيفية صناعة الأفلام في شركة “ديزني”، ابتداءً بالفكرة، وعرضها، وتحويلها إلى سيناريو مصوّر، ثم مرور المشروع بمرحلة التخطيط، وتحويله إلى رسوم متحركة، وإضافة المؤثرات البصرية والإضاءة، وانتهاءً بصنع الفيلم الذي نشاهده في دور السينما وعلى شاشات التلفزيون.
وتوقف ستاوب عند المراحل المختلفة التي يتطلبها إنتاج مشهد واحد ليبدو بالطريقة التي يشاهدها الجمهور على الشاشة، وعرض للمشتركين بالورشة المنتج النهائي، معززاً وعيهم بالمجالات المختلفة التي يمكن للمتخصصين اختيارها في المستقبل وفقاً لمواهبهم.
ولفت انتباه المشاركين إلى اختلاف عملية الإنتاج في الأفلام الغنائية، وقال: “الموسيقى هي الأساس في هذا النوع المحدد من الأفلام، وهي التي تحدد عملنا وفقاً لطريقة تأليفها، إذ نُحرّر المشاهد ونقطعها، ونضبط توقيتها بما يتوافق مع انسياب الموسيقى وتدفقاتها المختلفة، فالموسيقى هي التي تقود مشاريع الأفلام الغنائية وليس النص، ولا يمكننا الانتقال إلى مرحلة المؤثرات البصرية قبل الانتهاء من ضبط جميع المشاهد مع الموسيقى”.
وفي رده على سؤال حول عدد الأشخاص الذين يعملون في فيلم رسوم متحركة بشركة “ديزني”، والوقت الذي يستغرقه إنجازه، أجاب ستاوب: “يعمل 900 شخص تقريباً في الاستوديو، ويتطلب الفيلم تضافر جهود عدد كبير منهم، والكثير من الوقت، إذ يتطلب فيلم واحد مني العمل لمدة ثلاث أعوام، في عملية طويلة ومتداخلة”.
وأضاف: “عندما تُذكر الرسوم المتحركة، يظن العديد من الأشخاص أن الرسوم المتحركة التي نشاهدها في الأفلام، وأن العمل في شركات كبيرة مثل (ديزني) يتطلب من الشخص أن يكون متخصصاً في الرسوم المتحركة، وهذا تصوّر خاطىء، وفي الواقع، الرسوم المتحركة هي جزء واحد من بين العديد من الأجزاء الأخرى التي لا يعرفها الناس، ولا تقل أهمية عنها”.
وأوضح ستاوب: “يُمكن للمرء أن يكون مهتماً أو متخصصاً بالمؤثرات، وتلك وظيفة في شركتنا، أو أن يكون بارعاً في التشكيل، أو أن يكون موهوباً بالفنون التخطيطية، أو أن يرغب بأن يصبح تقنياً متخصصاً بالرسوم المتحركة، وجميعها وظائف منفصلة وأدوار مختلفة متوفرة في صناعة السينما”.
ويتمثّل دور جوش الرئيس في استوديوهات “ديزني” بالعمل مع مدراء ومصممي الإنتاج بهدف تحديد الشكل النهائي للأفلام، وكيفية تحقيق ذلك، ومن المقرر أن يعرض أحدث أعماله في ديزني، “أولافس فروزن أدفينشر” (مغامرة أولاف الثلجية) ، قبل عرض فيلم “كوكو” (كوكو) من إنتاج استوديوهات “بيكسار” وتوزيع استوديوهات “ديزني”، والذي بدأ العمل عليه قبل بضع سنين، وفاز فيلمه القصير “فيست” (وليمة) الذي عمل عليه ضمن “برنامج أفلام ديزني القصيرة” بـ”جائزة الأكاديمية” (الأوسكار) في فئة أفضل فيلم رسوم متحركة قصير.
ويسعى مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، الذي يعد الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، إلى تعزيز الثقافة البصرية لدى الأطفال والشباب، بالإضافة إلى تنمية مواهبهم، وعرض أفلام مخصصة لهم، أو من صنعهم، أو تدور حولهم، في إمارة الشارقة.
ومن أبرز أهداف “مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل” إطلاع الأطفال والشباب المهتمين بالفنون الإعلامية على فرص العمل المختلفة في مجال الرسوم المتحركة، التي يكتنفها الغموض، وينقصها الوضوح بسبب ضعف التواصل مع كبرى شركات واستوديوهات الرسوم المتحركة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم.
يُذكر أن الدورة الخامسة من المهرجان تشمل تنظيم 50 ورشة تدريبية تتناول مجموعة من الموضوعات الفنية والتقنية السينمائية والمؤثرات البصرية، وتقام جميعها طيلة أيام المهرجان في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، لينتقل تنظيمها عقب ختام المهرجان، إلى كلباء، ودبا الحصن، وخورفكان، من 15-31 أكتوبر المقبل، وإلى الذيد، والمدام، والحمرية، والبطائح من 5-16 نوفمبر المقبل 2017.
ويتضمن مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل 2017، الذي تنظمه مؤسسة (فن) المعنية بتعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، عروض 124 فيلماً من 31 دولة عربية وأجنبية، بالإضافة إلى مجموعة من الندوات والمحاضرات والمقابلات مع نخبة من المتخصصين في صناعة السينما والأفلام.