أعلنت دبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، عن أربعة برامج جديدة تهدف بشكل مباشر لمعالجة القضايا التعليمية الرئيسية، والتصدي للعقبات التي تقف عائقاً أمام التعليم، كما تتيح فرصاً جديدة في متناول آلاف الأطفال في جزر منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ. ومن المقرر أن يستفيد من هذه البرامج التي تقدر قيمتها بـ 12,778,857 درهم إماراتي (3,478,660 دولار أميركي) ما يزيد عن 6,350 طفلاً، والتي سيتم تنفيذها في كل من أنتيغوا وبربودا، وسانت فنسنت وغرينادين في منطقة البحر الكاريبي، إضافةً إلى جمهوريتي فانواتو وكيريباتي في المحيط الهادئ على التوالي. وتهدف هذه البرامج الأربعة إلى دعم البلدان والجزر المتأثرة بشدة بالتغير المناخي.
وفي منطقة البحر الكاريبي، أطلقت دبي العطاء برنامجين جديدين أولهما في سانت فينسنت وغرينادين، وذلك بالشراكة مع “صندوق مكافحة الجوع” (The Zero Hunger Trust Fund). ويهدف البرنامج إلى تحسين المرافق الداخلية للمدارس لتعزيز الصحة والسلامة من خلال توفير فرص التعلم للأطفال؛ وضمان حصولهم على وجبة مغذية واحدة على الأقل يومياً. ويهدف هذا البرنامج إلى تزويد 2,139 طالب وطالبة بتغذية يتم الإشراف عليها في 12 مدرسة أساسية، كما يشجع البرنامج عدداً أكبر من الأطفال على الإستفادة من التغذية المدرسية، من خلال توفير وجبات مدرسية صحية ومغذية، بالإضافة إلى التوعية المستمرة حول التغذية لدى أولياء الامور إلى جانب الأفراد الذين يقومون بإعداد وجبات الطعام في إطار برنامج التغذية المدرسية.
أما برنامج دبي العطاء في انتيغوا وبربودا الذي يأتي تحت عنوان “إعادة ترميم مدرسة فيلا الأساسية في أنتيغوا وبربودا”، يتم تنفيذه بالشراكة مع مؤسسة الأذرع الممدودة (The Extended Arms Foundation)، بهدف إعادة ترميم مدرسة فيلا الأساسية في أنتيغوا، وتحسين البيئة والبنية التحتية في المدرسة. ويتماشى هذا البرنامج الذي يستفيد منه 355 طالب وطالبة مع التزام الحكومة بتوفير التعليم السليم لأطفال أنتيغوا من خلال جعل مدرسة فيلا الأساسية نموذجا يحتذى به لمشاريع ترميم المدارس في المستقبل في هذا البلد.
وفي هذا الصدد، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي في دبي العطاء: “إن البرامج الأربعة الجديدة في منطقة الكاريبي والمحيط الهادئ مصممة لإحداث تغييرات مؤسسية وهيكلية دائمة؛ بهدف تحسين جودة التعليم من خلال أنشطة زيادة التوعية والتخطيط والتدخل الاستراتيجي والمشاركة في السياسات والتدريب الفني. وتعكس هذه البرامج التزامنا المستمر بتحديد تدخلات جديدة، لا سيما عندما تكون البلدان في حاجة إلى الموارد، وتطوير البنية التحتية، وتوفير التعليم السليم لدعم تنمية الأطفال. وعلاوة على ذلك، فإن تدخلنا الأخير في أنتيغوا وبربودا يأتي في وقت أصبح قطاع التعليم في أمس الحاجة إلى الدعم في منطقة بحر الكاريبي بسبب الدمار الذي أحدثه إعصار إيرما مؤخراً.”
وفي منطقة المحيط الهادئ، أطلقت دبي العطاء في فانواتو برنامجاً مدته سنتان بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تحت عنوان “توفير تنمية الطفولة المبكرة وتعزيز جهوزية المدارس الأساسية في فانواتو”. ويهدف البرنامج إلى اعتماد نهج شامل ومتكامل لتحسين التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة بناءاً على عدة مكونات تشمل جودة التعليم، والمياه والمرافق الصحية والنظافة المدرسية، إلى جانب التغذية المدرسية، وحماية الطفل. كما يتضمن البرنامج دعم أولياء الأمور، وتحسين نوعية الخدمات المقدمة في مراكز الطفولة المبكرة بهدف تعزيز الجهوزية المدرسية والانتقال من مرحلة ما قبل المدرسة إلى مرحلة الدراسة الأساسية. ويتماشى هذا التدخل مع برنامج المحيط الهادئ المتعدد البلدان (2013-2017) ومع استراتيجية وزارة التربية والتعليم في مجال مرحلة تنمية الطفولة المبكرة. وسيتم تنفيذ البرنامج في مقاطعة بيناما ليستهدف مراكز الطفولة المبكرة وأولياء الأمور في 84 مجتمع محلي. وهذا بدوره سيؤدي إلى هيكل ونتائج ثابتة تسهم في تعزيز البرنامج بالإضافة إلى التوسع المحتمل، مما يؤثر على القرارات الرئيسية المتعلقة بالسياسة العامة في مجال تنمية الطفولة المبكرة في البلد والمنطقة ككل.
وفي جزيرة كيريباتي، يهدف برنامج دبي العطاء إلى دعم الحكومة في وضع السياسات ومعايير الجودة لتحسين المناهج والخدمات الوطنية الحالية. ويتطرق البرنامج الجديد في كيرباتي، والذي يتم تنفيذه أيضاً بالشراكة مع اليونيسيف لمدة سنة واحدة، لإدخال وتفعيل برنامج الجهوزية المدرسية ما بين جميع الأطفال في سن الخامسة. كما يشمل البرنامج تطوير وتعزيز قدرات موظفي وزارة التربية والتعليم من خلال مراجعة السياسات التعليمية وتحليلها، والخبرة الفنية، وإطلاق برنامج تجريبي لمرحلة التعليم ما قبل الدراسة الأساسية. وينفذ هذا البرنامج بالتزامن مع “خطة كيريباتي للتنمية”، وهي خطة وطنية شاملة تمولها منظمات دولية متعددة. ويستفيد من هذا البرنامج الذي يستمر لمدة عامين حوالي1,000 من طلبة المدارس.
واستناداً لمعهد الإحصاءات التابع لليونسكو، يوجد أكثر من 9,000 طفل في عمر ما قبل مرحلة التعليم الأساسي في كيريباتي. وعلاوة على ذلك، ووفقاً لوزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية، تبلغ نسبة الأطفال الملتحقين بالصفّ الأول في عمر 6 سنوات حوالي 64% فقط، في حين أن 10% من مجمل السكان لم يسبق لهم الالتحاق بمدارس التعليم الأساسي.
واختتم القرق بالقول: “إن برامجنا الأربعة الجديدة تهدف إلى إحداث تأثير في مختلف المجتمعات المتواجدة عبر هذه الجزر في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ من خلال تطوير بيئة التعلم في هذه البلدان؛ حتى يكون هناك تحسن في الأداء الأكاديمي للطلاب.”