|  آخر تحديث سبتمبر 16, 2017 , 1:45 ص

#رنا_مروان | تكتب: “فالقلب ينحاز ويحنّ إلى موطئ النبض والقدم إلى قلب أمه وإن رحل” ( الجزء السابع )


#رنا_مروان | تكتب: “فالقلب ينحاز ويحنّ إلى موطئ النبض والقدم إلى قلب أمه وإن رحل” ( الجزء السابع )



كانت الجدّة آن كما تحب أن أناديها بآن وليس بتيريزا, تفتح لي أبواب قلبها مع مرور الأيام وفي كل ّ مرّة ٍ كانت تتقرب منّي أكثر أشعر بالندم في داخلي يأكلني أكثر فأكثر؛ فقد كنت في كل مرّة ٍ أودعها وكأنه الوداع الأخير لنا, كنت خائفا من ان أذهب بلا تفسير فينفطر قلبها بسببي وهي لا تحتمل بدزرها المزيد من الالآم على ما يبدوا لي, ففقدانها لحفيدها سامي والذي أخبرتني البارحة بأنّه ذهب بلا وداعٍ لها أحزنني كثيرا ً وقطّع قلبي عليها إلى أن بكيت أمامها بيأس ٍ هكذا ولأول مرّة. كنت ُ أنوي اليوم سؤالها عن كيفية لقائها بأمي فلم تسمح لي الظروف والأوقات عن سؤالها طبيعة علاقتهما في الماضي أبداً؛ فقد كنت أزور الجدّة آن مرّة ً أو مرتين في الأسبوع وذلك لأني كنت أخشى من أن تلاحظ آثار المرض عليّ فتشك في أمري, واليوم بعد أن مضى على ذهابي إلى المشفى يومان أرى نفسي في حالة ٍ جيّدة لأقوم بزيارتها وارتشاف بعض الحنان منها, والسفر في كبسولة الزمن خاصّتها التي كانت تعبر بي من أجمل المواقف والذكريات خاصّتها إلى أشدّها ألما ً وحزنا, وصلت منزلها قبل الظهر بساعة ٍ تقريبا ً وقد أخبرني أبي اليوم بأنه سيتأخر حتّى المساء في عمله وأن لا أنتظره على العشاء, فأخذتها فرصة لي لأقوم بمجالسة الجدّة آن أكبر وقت ٍ ممكن, قرعت الجرس مرتين وعندما هممت ُ لأقرع الثالثة خرجت الجدّة آن من حديقة منزلها الخلفية وأشارت إليّ بأن أذهب إليها, ألقيت ُ التحيّة عليها وأخبرتها على الفور ِ بأنني كنت أخشى من أن لا أجدها فأغادر إلى المنزل وحدي دون أن يرافقني أحد ٌ بقيّة يومي, فربتت على كتفي بأي أنني هنا ثمّ دعتني لأقوم بمساعدتها لغرس شتلات التوليب في باحة منزلها, كان التوليب ُ على شكل بصيلات صغيرة فسألت الجدّة متعجبا ً! أمن هذه البصيلة الصغيرة تخرج زهرة التوليب حقّا ً؟ إن لزهرة التوليب منظرا ً يخطف الألباب ومن يرى بصيلاتها لا يكاد يصدّق بأن كل هذا الجمال ينبت ُ من هنا! ضحكت الجدّة برفق ٍ كعادتها, ووضعت يدها اليمنى على قلبي واليد اليسرى ضمّت بها كفّة يدي وقالت لي أترى مقدار صغر حجم كفّة يدك يا آدم؟ فأومأت لها بأي نعم! ثمّ قامت بوضع كفتي على قلبي وأخبرتني بصوت ٍ حنون ٍ ينبع من قلبها: إنّ قلبك بحجم كفّة يدك هذه يا صغيري, أترى كم هي صغيرة وقلبك صغيرٌ أيضا ً بمقدارها يقبع ُ برفق ٍ إلى اليسار قليلا ً في جوف قفصك الصدري, ارتسمت على وجهي إبتسامات ٌ جميلة والجدّة تحاول إخباري بأن ّ كما للزهرة الجميلة بذرة ٌ صغيرة فإن ّ لكل الجمال الذي يعتلينا أصل ٌ واحد ٌ صغير ألا وهو قلوبنا الصغيرة أيضاً ! ما أجملك ِ أيتّها الجدّة وما أعظمك يا الله هكذا تمتمت ُ أنا وتابعنا غرس البصيلات ِ واحدة ً تلو الأخرى بعد أن أخبرتني الجدّة بأنّ من كل بصيلة ٍ ستنبت ُ زهرة بلون ٍ مختلف وقد زرعتها هذا العام لتكتب َ في تسلسلها اسم آدم, فقد كنت ُ برأيها زهرة جديدة نبتت في حديقة منزلها وقلبها بعد َ جفاف ٍ دام َ لعامين أفقدها رونقها, ضممت ُ الجدّة بعد أن أخبرتني بذلك وبكيت ُ في حضنها بعد أن أصبحت الآن متلهفا ً لأتابع خروج بتلات التوليب ومراقبتها عن قرب ٍ وهي تكتب في إزدهارها اسمي.

 

دخلنا إلى المنزل بعد ساعات عمل ٍ مرهقة ٍ في الحديقة وقد أعدّت لنا مارتا حساء دجاج ٍ بالفطر الطازج, لقد كانت رائحته ُ زكية جدا ً حتّى إنني هرولت ُ قائلاً: سأغسل يديّ على الفور وآتي جدتي أرجوك ِ أسرع ِ بتبديل ملابسك فعصافير معدتي يبدوا أنها لن تنتظر أكثر, ضحكت قائلة: حسنا ً أيها الشقي, الحساء بإنتظارك لن يهرب منك!! تناولت الكثير من الخبز الفرنسيّ الطازج الذي خبزتهُ مارتا إلى جانب الحساء ثم ّ فاجئتني بحلوى الكراميل التي أعشقها فضحكت مازحاً: أهو يوم ميلادي يا ترى؟ أم أنّه يوم الحظ بالنسبة لي؟ ما كلّ هذه الأطباق الشهية منكما؟ ضحكت الجدّة قائلة ً: لا! أنت لم تحزر إنّه يوم ميلادي أنا, اليوم أتممت ُ العقد السابع وها أنا على مطلع عقد ٍ جديد, آآآه قلت ُ بأسف ٍ أنا! يا لي من أخرق! كيف لي أن أفوّت ذكرى ميلادك بلا هديّة ٍ, قبّلت يدها كما تحب هي واخبرتها بأنني سأقوم ُ بتعويضها في المرّة القادمة, فبادرتني القبلة هي وقالت لي: هديّتي هي أن تعدني بشرب حليب الموز يوميا ً وما سوى ذلك لن أعتبره بالهدية على الإطلاق, أعدك جدّتي, أعدك بذلك ولكن لا بدّ من هدية فأنا لا أقبل بذلك أبدا ً, تناولنا الحلوى وقد أخذنا قيلولة ً صغيرة بعد اليوم الطويل الذي عايشناه ُ بحب ونمت أنا برفق ٍ على ذلك السرير الحريري الأزرق الذي تبيّن لي لاحقا ً بأنه كان لسامي من قبلي.

استيقظتُ حيث كانت الجدّة آن جالسة ٌ على كرسيها الهزاز البنيّ اللون نصف مغلقة عيناها بلون البحر الصافي تناظر الخارج من شبّاك النافذة بكل هدوءٍ وسكينة, لم تدرك استيقاظي هي فتناهزت الفرصة وقبّلتها من على جبينها وجلست على الأرضية مُسنداً رأسي وذراعاي على رجليها وأخبرتها بأن تروي لي قليلا عن اللقاء الذي جمعها بأمي!! تنهدّت هي بدورها وقالت لي بصوت ٍ حنون: كنّا أنا وسامي ووالديه في قسم السرطان قبل عام ٍ تقريبا ً في المستشفى القريب من هنا, حينها كان سامي مستلقيا ً على سريره لغاية إنتهاء السيروم المعلّق فوق رأسه, لقد كان مُصابا ً بسرطان الدم ” اللوكيميا ” مثل والدتك رحمها الله وإياه, وقد كان ذلك على إحدى الأسرَّة في الغرف المزدوجة, ما أدركته يومها أنّ والدتك قد شُخصّت حديثا ً بسرطان الدم, بينما كان سامي يسبقها المعاناة بثلاثة أشهر, دخل الطبيب الغرفة ومن بعده دخلت والدتك منهارة بسبب الدموع ووالدك ممسك بيديها وعيناها الزمرّديتان منطفئتان ِ من شدّة الحزن, أخبرنَا الطبيب بأن نغلق الستارة على سرير سامي لكي لا يتأثر برؤية والدتك وهي تتألم أكثر, قمت ُ بإغلاق الستائر بنفسي, وعدت جالسة إلى جانب سامي, كان والدك يحاور الطبيب ويسأله عن ماهية العلاج وكيفيته ونسبة الشفاء منه بكل ألم وكانت والدتك ما زالت تقطر الدموع بكل صبر, سمعت أمك تقول للطبيب: أرجوك حضرة الطبيب, إنّ لي إبنا ً بعمر الورد أخشى مفارقته, والدموع في عينيها تزداد إنهماراً والحرقة في صوتها أبكت من هم في قسم العلاج أجمع وهي تقول: إنه صغير! صغيرُ جداً يا ريان! كيف لي أن أفارقه هكذا, كيف لي بمصارحته ِ بالأمر أساساً! ملذل سأقول له؟ أنني ذاهبة إلى الأبد! وبأنني سأتركه بعد أن وعدته بأن أبقى إلى جانبه! ماذا سأخبره يا ريان؟ أجبني!! والدموع تنهمر من عينيها والبحّة تخنق صوتها, حينها لم أتمالك نفسي وخرجت من وراء الستارة وذهبت بإتجاهها.

وقفت أمامها, رفعت رأسها وابتسمت لها وقلت: لا تخبريه! من قال إن عليك إخباره بحقيقة مرضك! لست ِ مجبرة على ذلك, إنها مجرّد أزمة عابرة وستمضي بإذن الله, عليك ِ الإيمان بأن الله الذي إبتلاك ِ بهذا المرض قادرٌ على شفائك منه إلى الأبد! من قال إنّ عليك ِ أن توقفي حياتك وحياة طفلك؟ من الذي فرض عليك ِ بأن تهدمي أحلامك وأحلامه؟ انظري إلى زوجك الوفيّ هذا كم هو ممسك ٌ يداك ِ بشدّة, انظري إلى قلبه كم هو متعلّق بك وبوجودك! من قال إن عليك ِ تركه والذهاب!! ثمّ قالت هي بعد أن مسحت دموعها: ولكن أيتها الجدّة.. فوضعت يدي على فمها قبل أن تكمل كلامها وأشرت بأصبعي إلى سرير سامي وقلت لها: انظري إليه, إنه حفيدي سامي, بعمر طفلك إن لم يكن أصغر, شُخّص بمثل ِ مرضك قبل ثلاثة أشهر وهو منذ تلك اللحظة إمّا قادم ٌ من جلسة علاج وإما ذاهبٌ إلى أخرى, ومع ذلك فالإبتسامة لم تفارق وجهه يوماً, على العكس تماما ً فقد كان هو من يواسي أمه وأباه ويغضب منهما إذا ما قاما بالبكاء عليه أو بدا حزِنهما على ملامحمها, لقد كان صلبا ً وقويا ً من أجلهما, وأنت ِ كذلك عزيزتي, يجب أن تكوني قويّة من أجل طفلك وزوجك وعائلتك, إنهم بحاجة إليك وأنت بحاجة لهم, فلا تقطعي الرجاء والأمل من الله وتوكلي عليه سبحانه؛ فما ابتلاك ِ إلا لأنه يحبك, وما أحزنك ِ إلا ليختبر صبرك ومدى ثقتك به سبحانه وإيمانك بقضاءة وقدرِه, ثمّ ربّثت على كتفها وغادرت الغرفة مع إنتهاء سيروم سامي وانصرفت.
بعد ثلاثة أشهر من تلك الحادثة قُرِع َ جرس الباب لديّ ففتحت الباب مارتا, ثمّ قدِمت إليّ بباقة زهور ٍ باللونين الأبيض والأرجواني وأخبرتني بأنّ هناك َ سيدة ً اسمها مرجان ترغب بلقائي, فأخبرتها بأن تدخل, وبعد أن رأيتها مزدانة الجمال والرقّة, قلت لها: أهلاً أيتها الأم الباكية على طفلها, كيف حالك؟ أتمنى بأن تكوني على ما يُرام؟ فألقت عليّ التحية بدورها وقالت ممازحة ً: يبدوا بأنّك لن تغيّري وجهة نظرك فيّ إطلاقاً, صدّقي بأنّي من هول الصدمة ما تمالكت ُ نفسي ولو رأيت ِ شدّة تعلّق إبني آدم بي لتفهمت ِ الأمر, ولكن أنت ِ محقّة؛ يبدوا بأنني بالغت بعض الشيء اعذريني!! فقلت أنا: لا, لا! ليس هناك ما يدعوا للإعتذار أبداً, ما أصابك ِ ليس بالسهل إطلاقا ً, إنها عاطفة الأمومة, لا ألومك ِ أنا فقط أمازحك, تفضلّي بالجلوس, ماذا تشربين؟ فقالت أمك: قهوة بالحليب لو سمحت ِ, فقلت لها: إنها المفضلة لديّ أيضاً, ذوقك ِ لطيف, أشكرك على الورود أيضاً.
لا شكر على واجب ٍ جدّة آن, قالت والدتك!! فمهما فعلت فلن أوفيك جميل ما فعلته كلماتك بي تلك اللحظة, أنا حقّا ً ممنونة لحضرتك ِ كثيرا ً, لقد كان كلامك مثل الشفاء الذي حطّ على قلبي ولولا مواساتك ِ تلك اللحظة ما كنت لأتحمّل إبرة ً واحدة, لقد كنت ُ ضعيفة ً لدرجة أنني فقدت كامل قوتي, إيماني وصبري, حبّي لآدم كتم على روحي ولولا صفاء روحك تلك اللحظة لمتُّ حزنا ً وحسرة!! ولهذا السبب أنا هنا, لأشكرك ولأطمئن على حفيدك, لكي أكون بالقرب منك ِ أكثر, لقد فقدت ُ أمي قبل أعوام ٍ عديدة منذ أن كنت طفلة, ومنذ ذلك الحين لم يخبرني أحدٌ عنها كلمة واحدة, حتّى لإنه لم تجمعني بها إلا صورة واحدة باهتة قد قُصّ وجهها منها وهكذا بقيت طفلة بلا حنان الأم وشابّة ً بلا نصائحها أيضاً, وحزينة أيضا ً في ظلّ وجود زوجة أبي التي ما كانت تحب إلا نفسها وثيابها, فاسمحي لي بأن أكون لك إبنة وأن تكوني لي أمّا ً حنونة ألتجئ إليها على الدوام.
فقلتُ لها حينها: بالطبع, يسرّني ذلك يا عزيزتي, من المؤسف لي سماع قصتك بهذا الشكل؟ ولكن يبدوا بأنّ والدتك قد كانت غاية الجمال لإنجابها مرجانة ً بهذه الرقّة, كيف لي أن أرفض لك ِ مثل هذا الطلب وأنا أرى أمامي إبنة ً صبورة وأمّاً رقيقة ً إلى هذا الحد, ثمّ ومن أين علمت ِ بأنني أحب مناداتي بآن لا بتيريزا؟ يبدوا أنك بحثت جيّدا ً عنّي حتى توصّلت إلى عنوان منزلي وحقيقة اسمي الذي أحب!! فأخبرتني والدتك: بأن أباك قد ساعدها على ذلك, وبأن ابني آرثر كان من أخبره بكل التفاصيل, يومها أخبرتني والدتك بأن الطبيب قد رفع إحتمالية شفائها من المرض بشكل ٍ تامٍّ بنسبة كبيرة, وبأنها تنوي الإحتفال بذلك الخبر عندما تتعافى كليا ً وإخبارك بالأمر من البداية, ثمّ قاطع حديثنا صوت الهاتف عندما رنّ وكأنّه رنّ بإرتباك شديد, رفعت مارتا سمّاعة الهاتف فتناهى إلى مسامِعنا صوت ٌ مرتبك ٌ خائف, أخبرتها بأن تضع سماعة الهاتف على الوضعية الخارجية, فاستوضحنا حقيقة ذلك الصوت أكثر حيث قال: هل هنا منزل الجدّة تيريزا بيكر؟ أخبرته مارتا: نعم, تفضّل, كيف لي أن أساعدك أنا مُساعدتها مارتا!! ثمّ قال: معكم الشرطي إيان من قسم السير, في الواقع عليك ِ أن تخبريها بأنّ ابنها آرثر وزوجته وابنهما سامي قد تعرضوا لحادث سيرٍ مروّع على الطريق الخارجية بينما هم قادمون من المطار لدى إصطدامهم بشاحنة نقلٍ كبيرة, وقد نُقلوا إلى المستشفى حديثاً وهم في حالة حرجة جداً, نرجوا منها التواجد في مستشفى الإنعاش الحديث إذا تواجدت لديها المقدرة, نأسف لإخباركم هذا الخبر المؤسف, كان الله في عونكم وشفاهم أجمعين. وأغلِق الهاتف وتناهى إلى مسامعنا صوت إنقطاع الإتصال وكأنه صوت ينبىء بالموت المُحتم, حينها أصبت بالفاجعة الكبرى وبدأت أتلعثم بإسم سامي وآرثر وحُور, أمرت أمك مارتا بأن تحضر أدويتي المعتادة وقامت بإعطائي إيّاها بلا وعي ٍ منّي على الإطلاق, ثمّ انطلقنا ثلاثتنا إلى المستشفى ووالدتك طول الطريق تحاول تهدئتي ولكن بلا فائدة, وصلنا المستشفى حيث لم أقوى على السير ابدا ً وملاقاة عائلة آرثر تنازع الموت أمام ناظري, إتكأت على والدتك وعلى مارتا وما إن وصلنا غرفة الإنعاش حتّى جاء خبر وفاة آرثر وزوجته حُورنتيجة نزيف دماغيٍّ حاد, فسألت الطبيب حينها بلهجة تميل إلى الجنون ودموعي تكاد تخنقني: وسامي أيها الطبيب, أين سامي!! حينها خرج أمامي مُلقى ً على السرير مهمّش الوجه وجسده الصغير يصارع الموت بصعوبة, والأنابيب من فوقه معلقة ومخيفة بتلك الدرجة التي لا يقوى سامي على تحمّلها, فأمسكني الطبيب قائلاً بعد أن اندفعت عليه: إنهم يأخذونه إلى العملية الآن, لديه نسبة ضئيلة بالنجاح, فلندعوا الله له جميعا ً بصمت جدّة تيريزا.

 

 

بقلم: رنا مروان – ( الأردن )


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com