بقلم: نبيل الكثيري
لعل ما يميز الشعوب الحية في التاريخ هو احترامها لتراثها وعملها الجاد على تخليده ونشره بين الشباب، وبين الاجيال الصاعدة فيها، لان هذه الشعوب تكون في الواقع اكثر اصالة واشد وحدة وتماسكاً وارفع اخلاقا من الشعوب المهملة التي لا تراث لها، ولا تجمع تقاليدها الراسخة أبناءها، كما تجمع ربطة الطاقة أزهارها.
إن معرض ابوظبي الدولي للصيد والفروسية 2017 والذي تنطلق فعالياته الفريدة من نوعها اعتباراً من الثلاثاء 12 سبتمبر إلى السبت 16 من الشهر نفسه في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، سيستذكر شعب الإمارات من خلاله، ماضي أجداده الذين ورث هذا التراث من خلالهم، فكان جزءً مهماً من تاريخ وثقافة هذا الشعب العربي الأصيل، وأجداده الذين ظلت بصماتهم خالدة مع هذا الترات التي تناقلته الاجيال جيل بعد جيل.
وتكمن أهمية المعرض الدولي للصيد والفروسية، باعتباره يمثل أبرز وأشهر معرض من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.، ففي رحابه سيحظى زواره بفرصة نادرة لاقتناء أحدث معدات التخييم والصيد والفروسية والرياضات الخارجية والبحرية، فضلاً عن مشاهدة منطقة التراث لتعريف الزوار بالتراث العريق لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي جمعت في نهضتها الحضارية بين الأصالة والحداثة بكل المعايير، فكانت أنموذجاً مشرقاً، لتجربة حضارية وإنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
ويهدف المعرض الدولي للصيد والفروسية 2017 إلى الترويج بتراث وتقاليد دولة الإمارات العربية المتحدة، وتسليط الضوء بشكل لافت وممي على تاريخ شعب الإمارات العريق لجذب المزيد من العارضيين والزوار، وجعل أبوظبي عاصمة للتراث الثقافي في المنطقة كلها .
وانطلاقة المعرض تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس نادي صقاري الإمارات ، يعكس مدى الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات للتراث . حيث يشكلّ هذا الحدث فرصة فريدة لكافة الزوار لمشاهدة احتفاليات المعرض والمشاركة في مزاد الجمال، ومسابقات جمال الصقور والسلوقي وأنشطة الصيد التقليدية، مسابقات الرسم والتصوير، الشعر النبطي واعداد القهوة العربية بالطريقة التقليدية. ناهيك عن فرصة اقتناء أحدث معدات التخييم والصيد والفروسية والرياضات الخارجية والبحرية، فضلاً عن مشاهدة منطقة التراث لتعريف الزوار بالتراث العريق لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال العاصمة أبوظبي.
حيث استقطب المعرض خلال دورته الأخيرة أكتوبر 2016 مُشاركة حوالي 650 شركة من 40 دولة، وما يزيد عن 109 آلاف زائر خلال خمسة أيام، ويتوقع ان تكون المشاركة وعدد الزوار اكبر في هذه الدورة أيضاً.
ولعل ما يعطي المعرض قرادته أيضاً انه الأبرز والأشهر في منطقة الشرق الاوسط، والحافل بجميع أنشطة التراث الثقافي والعروض الحية، الأمر الذي يدفع بالشركات العربية والعالمية للسعي الحثيث الى أن يكون لها موطئ قدم بين أجنحته، نظراً للإقبال الواسع من قبل الأسر وكافة الشرائح العمرية، ما جعل منه مهرجانا جماهيريا عائليا بامتياز.
ولابد من القول إن هذا المعرض الشهير، يمثل النافذة التي نطل من خلالها كل عام على صفحات التاريخ العريق والمجيد لشعب الإمارات الأصيل والشعب العربي كافة.
1 التعليقات
سامي دلا
2017-09-09 at 9:29 ص (UTC 4) رابط التعليق
مقال رائع جدا
(0) (0)