مسؤلية كبيره ان تمثل دولتك في محفل عالمي .. وجهد يستحق الثناء والشكر لما يتطلبه في المقابل من استعداد وعناء وقوة تحمل .. واخص في حديثي هنا السباح الفلسطيني أحمد جِبْرِيل الذي مثل دولته في أولمبياد ٢٠١٦، صحيح لم يحالفه الحظ ولم يسجل مركز تميز .. الا انه اصبح منذ ذلك الوقت محل انتقاد وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي وزاد الأمر لحد التهكم عليه دون معرفة أصله او الظروف المحيطة بمشاركته ولعل اكثر ما لفت انتباهي احد التغريدات التي كانت تتحدث عنه كسلاح سعودي.

بغض النظر عن جنسية السباح احمد جبريل، كانت هذه البطولة تجربته الاولى وان شاءالله لن تكون الأخيرة وسيصل بعزيمته وبالتدرج والتدريب الى المراكز المتقدمة إن شاء الله. دورنا الان هو تحفيزه وتشجيعه وتشجيع من هم مثله دون تصنيف وعدم السخرية منه او منهم. لنتذكر قبل أن نسخر من الآخرين أننا لم نصل إلى ما وصلنا اليه من علم ومعرفة ومهاره الا بالتدرج فعندما يتعلم الإنسان لن يتقن الشيء من اول مره بل مع الوقت والممارسه والتدريبات والسباحين الذين حققوا إنجازات لم يحققوها من أول مشاركة ،ومخترع الكهرباء حاول مرات عديدة حتى حقق هذا الاختراع .

ولنتذكر قبل أن نسخر من الآخرين أننا لم نولد ونحن نمشي بل تدرجنا من القدرة على الجلوس ثم الحبي ثم الوقوف وبعد ذلك أصبحنا نمشي ونقع وبعدها بدأنا نمشي بثبات وبعدها تعلمنا المشي السريع إلى ان أصبحنا نركض وبعد ذلك تعلمنا القفز .
قال الله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) ﴾

لنكن العون لبعضنا البعض وعلينا أن نكون عامل محفز ومشجع بعد الله لكي نحقق إنجازات في كافة المجالات وليس العكس.

لنفكر الف مره قبل أن ننشر عبر شبكة التواصل الاجتماعي ولنعي اهمية الكلمه وتاثيرها قبل أن نسخر بها من الآخرين ولنطبق تعاليم ديننا الحنيف إذا أردنا التقدم والتوفيق في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة.

بقلم: بدر صالح الدوسري – (السعودية)