على العكس من واقع الحال في كثير من دول العالم، ينتاب الزائر للإمارات العربية المتحدة شعورا بالسعادة والسرور نتيجة للرضا والاعجاب والانبهار لما يشاهده الزائر لهذه الدولة من معالم حضارية وخدمات متقدمة ونهضة عمرانية تخطف الأبصار وتبهر العقول. وليست الأبراج المشيدة هي وحدها من يعانق السحاب، بل ان طموحات وإرادة الرجال الأوفياء المخلصين لوطنهم الامارات تعانق كذلك هامات السحب مما جعل الامارات تصل الى مصاف الدول المتقدمة وتتجاوز هذا المدى في مجالات كثيرة، الأمر الذي ساهم في كونها الوجهة المفضلة لكثير من السياح، والمناخ الاقتصادي الملائم للعديد من الشركات والمنظمات والمهرجانات العالمية. ومما لا شك فيه أن المؤسس الحكيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، كان قد وضع الأساس المتين بعد توحيد البلاد عام 1971وخلق البيئة الملائمة لانطلاق الثورة التنموية الكبرى التي أكمل مسيرتها ابنه سمو الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان ليجني شعب الامارات ثمارها في الوقت الحاضر. وما امارة دبي التي حمل لواء نهضتها وتطورها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الا مثالا حيا على هذه القفزة الاقتصادية والنقلة الحضارية حتى باتت دبي كوكبا مشعا في الفضاء العالمي يقصده الملايين من المسافرين يوميا من كل بقاع العالم.
في أجواء الامارات العربية المتحدة يلاحظ المسافر على متن الطائرة أنه كلما اقتربت الطائرة من الهبوط على أرض الامارات، كلما ارتفع مؤشر السعادة لديه حتى يصل الى أعلى مستوى له بمجرد هبوط الطائرة على أرض المطار. وفي الأجواء ذاتها ومن خلال النافذة الصغيرة للطائرة يمكن مشاهدة صفاء الجو وجمال الطبيعة وروعة التخطيط الحضري في مشهد متكامل لدولة عصرية في غاية الجمال والصفاء والنقاء. كيف لا وهي الدولة الوحيدة التي أنشأت وزارة السعادة والرفاه لتجعل من السعادة هدفا استراتيجيا لخدمة المواطنين والمقيمين على حد سواء. وما أن يغادر المسافر أجواء الامارات العربية المتحدة وحدودها حتى يبدأ هذا الشعور السعيد بالتراجع حتى يصل الى أدنى مستوياته قبل دخوله الامارات العربية المتحدة.
فما هو السر يا ترى في هذا الارتفاع المفاجئ والمستمر لمستوى إحساس الانسان بالسعادة عندما يقترب من دخول الأجواء او الحدود البرية لهذا البلد العربي المضياف؟
منذ لحظة هبوط الطائرة في المطار يلاحظ المسافر عبر النوافذ الصغيرة للطائرة انطلاق مركبات وعربات الخدمات الأرضية المساندة في مشهد يوحي بجودة وسرعة الخدمات للوصول الى المستوى الذي يحقق رضا المسافرين وبالتالي سعادتهم. وما أن يتم الدخول الى صالات الاستقبال بالمطار حتى يتفاجأ المسافرين ايضا بسرعة ودقة وانسيابية حركة انهاء إجراءات الدخول عبر مكاتب الجوازات والجمارك ومكاتب خدمات العفش والنقل في مشهد يعبر عن حسن الاستقبال وكرم الضيافة والوفادة، مما يعزز الشعور لدى المسافر بوجود أجواء من السعادة والبهجة والسرور في دولة تولي خدمة الضيوف أهمية قصوى نابعة من التقاليد والثقافة التاريخية الأصيلة للمجتمع الإماراتي المتوارثة جيلا بعد جيل. ويمكن مشاهدة هذه الثقافة العربية العريقة في مهرجانات ثقافية تقام سنويا لإعطاء الزائرين نبذة تعريفية عن حياة الآباء والأجداد في زمن ما قبل ظهور النفط والطفرة الاقتصادية.
وربما يكون من أسرار إحساس الزائر للإمارات بدرجة سعادة عالية هو أنه يجد كافة الخدمات المتعلقة بالسياحة متاحة ومتوفرة بأسعار رمزية غير مرتفعة الى الحد الذي اعتاد عليه الكثير من السياح خلال زياراتهم لدول أوروبا وأمريكا وآسيا الشرقية، لاسيما وأن الامارات تتفوق سياحيا وأمنيا على كثير من هذه الدول، حيث توجد الفنادق الفخمة والمجمعات التجارية والترفيهية إضافة الى وجود سواحل بحرية طويلة تتوفر بها جميع مقومات السعادة والترفيه في أجواء من الأمن والطمأنينة وكرم الضيافة الاماراتية.
بقلم: منصور ماجد الذيابي
للتواصل مع الكاتب mmdmms555@yahoo.com