|  آخر تحديث أغسطس 23, 2017 , 23:58 م

#خولة_الطنيجي | تكتب: “أقبلت العشر يا والدي”


#خولة_الطنيجي | تكتب: “أقبلت العشر يا والدي”



وأقبلت عشر ذي الحجة يا والدي ، وأنت لأول مرة لن تكون بيننا ، لن أسمع تكبيراتك التي تضج في كل مكان ، وتهليلك وترتيلك يرن بسماع أذني الآن ، غائب بالجسد ، باقٍ في الروح .

ولكن ؛ *هيهات* تكتمل فرحتي ، وأنت غائبٌ عني … هيهات ويرقص قلبي طرباً ، وأنت غير موجود بيننا يا والدي ..
اليوم الأول من ذي الحجة ، أفتقد صوتك العذب ، حسك الجميل بالتكبيرات يا قرة عيني ..
*حتى الجدران تفتقد صوتك* ، والطرقات تشتاق لتكبيراتك ، فهي تشهد لك يا سيدي ومهجة فؤادي وقرة عيني ، أنك مررت من هنا وأنت تكبر وتلبي وتهلل وترتل آيات الرحمن العطره.
رطبت وعطرك فمك ولسانك بذكر الله ، فأحسن الله *خاتمتك* برحمته وفضله ومنه وكرمه وجوده وتقواه .
أحاول أن أكون مبتهجة ، وغيابك ينقص من بهجتي ، وأحاول أن أكون سعيدة ، وغيابك ينقص من سعادتي …
ولكن ؛ *أتعلم يا أبي* ، ما الذي يجبر خاطري ؟!
أنت !!!!
نعم أنت وعملك الطيب ، وتوجيهاتك السامية لي ولنا جميعاً ، وعلمك الذي علمتنا إياه …
أتذكر حينما كنت *توقضني* لصلاة القيام بالليل ، وتذكرني بأنها من أروع الساعات ومن أعظم العبادات ؟!!
أتذكر يا قرة عيني ، حينما كنت تسألني عن صلاة الضحى ؟! وكم لها من الفضائل …
أتذكر حينما كنت *تزجرني* وتأمرني بأن أعقد أناملي بالإستغفار والتسبيح والتهليل والتكبير، لأنها يتشهد لي يوم القيامة .
وحينما تأتي العشر ، *تشد مأزرك* ، ويعلو صوتك بالتكبيرات ، وتشهد لك الأرض والسماء ومن عليها ، وتأمرنا بأن نكبر ونهلل ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ، ولله الحمد …
آه يا والدي ، گم أفتقد هذه اللحظات الجميلة ، التي لم أكن أعلم يوماً ، أنني سأبكيها وأفتقدها ..
رباه إني أشهدك بأن لي قرة عين عندك ، لم يقصر في تربيتنا ولا تعليمنا ولا توجيهنا ، اللهم *عافه* وعفو عنه ، وأكرم نزله ، وأجعل قبره روضة من رياض الجنة ، وأجعل مستقره الفردوس الأعلى يا عظيم .
الحمدلله على ما مضى ، الحمدلله على ما نحن عليه الآن ، الحمدلله على ما سيأتي ، الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه …

 

 


بقلم: خولة_الطنيجي – ( الامارات ) 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com