أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- أن عام 2018 في دولة الإمارات العربية المتحدة سيحمل شعار “عام زايد”؛ ليكون مناسبة وطنية تقام للاحتفاء بالقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيَّب الله ثراه- بمناسبة ذكرى مرور مئة سنة على ميلاده، وذلك لإبراز دور المغفور له في تأسيس وبناء دولة الإمارات، بجانب إنجازاته المحلية والعالمية .
ويأتي الإعلان تزامننًا مع ذكرى يوم جلوس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيَّب الله ثراه-، في 6 أغسطس 1966 عندما تولى مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي.
وسيتم تركيز العمل خلال العام الجديد على تحقيق أهداف عدَّة، الأول إبراز دور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيَّب الله ثراه- في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ووضع وترسيخ أسس نهضتها الحديثة، وإنجازاتها على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، فضلاً عن تقدير شخصه -رحمه الله- وما جسَّده من مبادئ وقيم مثلت، ولا تزال، الأساس الصلب الذي نهضت عليه دولة الإمارات العربية المتحدة، وما يكِنه له شعبه من حب وولاء. والثاني تخليد شخصية الشيخ زايد ومبادئه وقيمه عالمياً كمثال لواحد من أعظم الشخصيات القيادية في العالم، ومن أكثرها إلهاماً في صبره وحكمته ورؤيته، والثالث تعزيز مكانة المغفور له الشيخ زايد بوصفه رمزاً للوطنية وحب الوطن، والرابع تخليد إرث الشيخ زايد عبر مشروعات ومبادرات مستقبلية تتوافق مع رؤيته وقيمه.
وبهذه المناسبة أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- أن اختيار عام 2018 ليكون “عام زايد” يجسِّد المكانة الاستثنائية والفريدة التي يمثلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- لدى كل إماراتي؛ فهو القائد المؤسِّس لدولة الاتحاد، وواضع أسس النهضة العصرية التي تشهدها دولة الإمارات على المستويات كافَّة، وهو رمز الحكمة والخير والعطاء؛ ليس في الإمارات والخليج فحسب، وإنما على المستويَين العربي والدولي، ولا تزال مواقفه ومبادراته شاهدة على استثنائيته بوصفه قائداً عصرياً يحظى بتقدير جميع شعوب ودول المنطقة والعالم.
وقال صاحب السمو رئيس الدولة -حفظه الله-: (في هذا اليوم -6 أغسطس-، بدأ عهد جديد بتولي المغفور له الشيخ زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي ومعه بدأت المسيرة المباركة تجاه الوحدة والتنمية وبناء الإنسان.)
وأشار صاحب السمو رئيس الدولة -حفظه الله- إلى أن الشيخ زايد -رحمه الله- استطاع أن يضع الأسس والمرتكزات الصلبة لدولة الاتحاد القوية، التي باتت نموذجاً تنموياً ناجحاً بكل المقاييس، وتمثل مصدر إلهام للدول الساعية إلى التقدم؛ لأنها استطاعت أن توازن بكلِّ حكمة واقتدار بين متطلبات الحداثة والحفاظ على الخصوصية الحضارية والثقافية والمجتمعية لدولة الإمارات.
وأكد سموه أن “عام زايد” يمثل مناسبة وطنية عظيمة نستحضر خلالها بكل فخر واعتزاز وعرفان وتقدير سيرةَ مؤسسِ الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيَّب الله ثراه-، وما تركه من ميراث عميق من القيم والمبادئ والتقاليد الراسخة، التي ميزت الشخصية الإماراتية، وجسَّدت قوتها الناعمة في المنطقة والعالم، خاصة أن دولة الاتحاد التي أسسها مع إخوانه حكام الإمارات، قامت على الوحدة والتكاتف والتضامن، وعملت من أجل بناء تجربة تنموية حقيقية ينعم الجميع بثمارها، ويعيشون في ظلالها في أمن واستقرار شاملَين؛ ولهذا ترسَّخت أركان هذه التجربة الوحدوية الفريدة، وباتت نموذجاً ملهِماً للكثير من دول المنطقة والعالم.
ودعا صاحب السمو رئيس الدولة -حفظه الله-أبناء الوطن جميعاً إلى ضرورة التمسك بقيم زايد النبيلة والسامية التي غرسها فينا، وفي مقدِّمتها الحكمة والاحترام والعزيمة والإرادة والوفاء والانتماء إلى هذا الوطن والاستعداد للتضحية من أجله بكل غالٍ ونفيس؛ لأن إعمال هذه القيم وترجمتها في سلوكنا من شأنهما أن يعزِّزا وحدة بيتنا الداخلي، ويزيدانه مَنَعَة في مواجهة التحديات والمخاطر.
كما دعا سموه إلى جعل العام 2018 عاماً زاخراً بالمنجزات، وصياغة المبادرات والفعاليات والبرامج التي تجسد أهمية هذه الشخصية التاريخية الكبيرة ، وتحاكي مضمونه، وتبرز الدور الريادي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب لله ثراه في وضع الدولة على خارطة العالمية بفضل قيادته وحكمته وحنكته ورؤيته وحسن تدبيره، معتبراً هذه المناسبة عزيزة وغالية، ولها وقع كبير في القلوب، إذ شكلت تلك الفترة بما تضمنته من ثوابت ومنجزات منعرجاً مهماً لخص تاريخ دولة، وحلم شعب في التطور والازدهار والنماء والبناء الحضاري غير المسبوق في مدى زمني وجيز.
وشدَّد صاحب السمو رئيس الدولة -حفظه الله- على أننا ونحن نحتفل بـ”عام زايد” نؤكد أننا سنواصل السير على نهجه، وسنعمل معاً وفق حكمته ورؤاه السديدة؛ فمدرسة زايد، الفريدة في القيادة والحكم الرشيد، تمثل مصدر الإلهام في كل خطوة تخطوها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الأمام، وهي الأساس الصلب لترسيخ البنيان الاتحادي لدولتنا الفتية، ونقطة الانطلاق نحو المستقبل؛ كي نعزِّز من مكانة إماراتنا الحبيبة كواحدة من أفضل دول العالم في كل المجالات خلال السنوات المقبلة، وسنواصل معاً مسيرة التمكين المباركة التي تستهدف تهيئة البيئة اللازمة لتمكين أبناء الوطن من عناصر القوة اللازمة؛ ليصبحوا أكثر إسهاماً ومشاركة في مختلف مجريات الحياة الاجتماعية والسياسية والإنتاجية والمعرفية؛ لأن الثروة الحقيقية، كما كان يقول الشيخ زايد –رحمه الله- ليست في الإمكانيات المادية ؛ وإنما هي في الرجال الذين يصنعون مستقبل أمتهم؛ ولهذا فإننا عازمون على مواصلة هذا النهج الحكيم، وتمكين الإنسان الإماراتي في كل المجالات، كي يقوم بدوره على الوجه الأمثل في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة.
وأكد صاحب السمو رئيس الدولة -حفظه الله- على أن سيرة المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيَّب الله ثراه- ستظل حية في وجدان الشعب الإماراتي والشعوب العربية والإسلامية، بل العالم أجمع؛ لأن أياديه البيضاء امتدت لتغيث الملهوفين، وتعين الضعفاء، وتسعف المحتاجين، وتضمِّد جراح المنكوبين في مشارق الأرض ومغاربها من دون تمييز على أساس دين أو عرق أو لون، وتواصلت مشروعات الخير والنماء التي تندرج تحت ذكراه الطيبة –رحمه الله- في الكثير من المجتمعات والدول، وقد كان إعلان 2017 عاماً للخير يمثل امتداداً لنهج زايد الخير الذي علَّمنا تقديم الخير إلى الجميع بلا مقابل، وبذل العطاء بلا حدود.
واعتبر سموه أن “عام زايد” سيكون عاماً يستشعر فيه الوطن مآثر زايد وإرثه العظيم، ليعايش أبناؤه حقباً زمنية مفعمة بالخير والعطاء ستظل محفورة في وجدانهم، قائلاً: “عام زايد عام يحافظ فيه الوطن على إرث زايد، ويعيش أبناء الوطن قيم زايد، ونعمل معاً وفق رؤية زايد”.
وبدوره، وجَّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي -رعاه الله- ووفقا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بالبدء في وضع إطار عمل شامل لتفعيل مبادرة “عام زايد”، وإيجاد الآليات التنفيذية لتحقيق أهدافها النبيلة، والعمل على وضع أجندة متكاملة لترسيخ قيم زايد ورؤيته في عمل جميع المؤسسات الاتحادية والمحلية.
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم -رعاه الله- ” أن مئوية زايد هي مئوية وطن، ولد زايد وولد حلم الإمارات معه، واليوم تعيش الإمارات حلم زايد الذي تحقق” مشيرا سموه ان زايد رحمه الله استطاع أن يتجاوز التحديات التي واجهته كافة، وأن يرسم لنفسه مساراً واضحاً منذ البداية نحو التطوُّر والتقدُّم، بعيداً عن الشعارات البرَّاقة، مستلهِماً فلسفة المدرسة التي وضع أسسها رحمه الله في الحكم والإدارة والقيادة، التي لا تعرف المستحيل، وتؤمن بأن العمل الجاد والمخلص والثقة بالنفس والإيمان بقدرات أبناء الوطن هي السبيل الحقيقي نحو التفوق وتحقيق الريادة إقليمياً وعالمياً.
وأشار سموه إلى إن الوالد زايد طيب الله ثراه، كرس حياته خدمة لوطنه ورفعته وتقدمه، ولم تنل التحديات والصعوبات من عزيمته وإرادته الحية، بل كانت المحرك الأساس له للمضي قدماً مدفوعاً بإرادة صلبة وثوابت راسخة ليشق بها طريقاً واضح المعالم، مهد لنا من خلاله إرساء أطر ودعائم التقدم عبر مواصلة حصد المكتسبات والمنجزات الفكرية والحضارية والاقتصادية والثقافية مع الالتزام بنهج أصيل لعاداتنا وتقاليدنا وموروثاتنا الإماراتية الراسخة، وقال سموه: “نحتفي بمرور 100 عام، كانت شاهدة على ولادة واحد من أعظم وأنبل الرجال، قامة كبيرة بحجم زايد، أعطت وبذلت وأفنت عمرها من أجل حاضر ومستقبل وطنها”.
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم –رعاه الله-: (إننا نستلهم من مدرسة زايد في القيادة والإدارة قيمة العمل من أجل المستقبل؛ فإذا كان الشيخ زايد -رحمه الله- وضع اللبنات القوية لدولة الاتحاد التي ينعم الجميع بثمارها وحصادها الطيب الآن على المستويات كافة؛ فإننا نواصل نهجه الطيب، ونتطلَّع بكل تفاؤل إلى المستقبل؛ ولهذا أطلقنا “مئوية الإمارات 2071″، التي تشكل برنامج عمل حكومياً شاملاً وموسَّعاً يتضمن وضع استراتيجية وطنية لتعزيز سمعة الدولة وقوتها الناعمة، وضمان وجود مصادر متنوعة للإيرادات الحكومية بعيداً عن النفط، إضافة إلى الاستثمار في التعليم الذي يركز على التكنولوجيا المتقدمة، وبناء منظومة قيم أخلاقية إماراتية في أجيال المستقبل، ورفع مستوى الإنتاجية في الاقتصاد الوطني، وتعزيز التماسك المجتمعي).
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم –رعاه الله- أن القيم النبيلة والتقاليد الراسخة التي تركها المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- تمثل الثروة الحقيقية ومصدر الفخر والاعتزاز لنا جميعاً في الإمارات؛ لأنها تمثل نبع العطاء الذي لا ينضب، تتعلم منه الأجيال الحالية والقادمة كيف تكون التضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل الوطن وهو الهدف الأسمى الذي نتمسك به، ونعمل من أجله جميعاً، وكيف تكون الإرادة القوية قادرة على تحدِّي الصعاب مهما كان حجمها إذا كانت متسلحة بالإصرار والصبر، وكيف تكون الثقة بالنفس والقدرة على كسر المستحيل هما الدافعَين نحو التفوق.
وقال سموه إن الشيخ زايد -رحمه الله- غرس فينا قوة الإرادة والتصميم على تحدِّي المستحيل، وهذا ما يجعلنا مؤمنين دوماً بأننا قادرون على تحقيق الريادة، وأن نكون من أفضل دول العالم في غضون السنوات المقبلة، كما غرس فينا الوالد المؤسس زايد رحمه الله، قيماً رفيعة وأخلاقاً نبيلة، ومعانٍ سامية، وبث فينا العزيمة والإرادة، وألهمتنا رؤيته طريقناً نحو المستقبل، لنمضي على خطاه بثقة وبصيرة، ونعزز من المكتسبات والإنجازات التي سطرتها تلك الإرادة والإصرار نحو بلوغ الهدف، والنابعة من قناعاته الشخصية بأنه لا يوجد مستحيل في قاموس مفردات الوطن.
وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم –رعاه الله- إلى أن الشيخ زايد –طيَّب الله ثراه- كان يقدم نموذجاً راقياً لكيفيَّة تعامل الحاكم مع شعبه؛ فكان متواضعاً، ويتابع بنفسه أحوال المواطنين، ويتحدث إليهم عن قرب ، ويحضر مناسباتهم، ويزورهم في بيوتهم بكل بساطة وتواضع؛ مؤسِّساً بذلك لعلاقة فريدة مع الشعب، صارت مصدر إلهام للكثيرين في منطقتنا والعالم أجمع، كما كان الشيخ زايد -رحمه الله- نموذجاً متفرِّداً للإدارة الناجحة التي تملك القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة والرشيدة في المجالات كافة، ومتابعتها ميدانياً على أرض الواقع؛ للوقوف على ما تحقق منها بنفسه، واضعاً بذلك أسس الإدارة الحكومية الناجحة والفاعلة في عصرنا الراهن.
من جهته أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن “عام زايد” يمثل مناسبة للاحتفاء بإنجازات المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- وأثرها المستقبلي؛ فقد استطاعت دولة الإمارات أن ترتقي في عهده إلى مصافِّ الدول المتقدمة، وأن تشهد معدلات تنمية كبيرة على المستويات كافة، ويتحول المواطن الإماراتي إلى أهم عنصر من عناصر التنمية؛ لأن الهدف الرئيسي الذي كان يعمل من أجله الشيخ زايد -رحمه الله- هو الاستثمار في بناء الإنسان الإماراتي، والإيمان بمقدرته على المشاركة بفاعلية في بناء الوطن ونهضته الشاملة؛ فقد كان يؤكد دوماً أن الإنسان هو العنصر الأساسي لكل تقدم، وأن أثمن ثروة لهذا البلد هي الإنسان الذي يجب أن نعتني به كل العناية، ونوفر له كل الرعاية؛ فلا فائدة للمال من دون الرجال، وهذه هي الفلسفة التي تنطلق منها عملية التنمية الشاملة والمستدامة في دولة الإمارات.
وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أن الشيخ زايد -طيَّب الله ثراه- يمثل نموذجاً للقيادة الطموحة، التي تملك القدرة على مواجهة التحديات، وأخذ زمام المبادرة لما فيه مصلحة شعبها وتعزيز أمنه واستقراره؛ فقد صاغ بحكمته وبعد نظره الأسس والثوابت التي مكنت دولة الاتحاد من النمو والتطور؛ فقد كان يؤمن إيماناً عميقاً بقيمة الوحدة، ويعدُّها الخيار الوحيد، ليس لمواجهة أي تحديات أو مخاطر فقط؛ وإنما بوصفها الأساس لاستقرار الدولة ونمائها؛ ولهذا استطاعت دولة الاتحاد الفتية أن تقدِّم نموذجاً للتجارب الوحدوية الناجحة في عصرنا الحديث.
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان –حفظه الله-: (ونحن نحتفل بـ”عام زايد”؛ فإن خير احتفاء بسيرته العطرة يكون بنشر إرثه الإنساني والحضاري لكل أبناء الإمارات، والعمل على استلهام موروثه الزاخر من القيم النبيلة، وتعريف الأجيال الجديدة بها؛ من أجل استحضارها والاقتداء بها في السلوك العام؛ فالشيخ زايد قدوة لكل مواطن إماراتي، والوفاء له يجب أن يكون باتباع مبادئه، والعمل وفق قيمه التي رسَّخها داخل المجتمع الإماراتي، وما أحوجنا اليوم إلى التعلم من تلك القيم الوطنية الأصيلة لنستمد منها العبر والدروس التي تمكِّننا من الاستمرار في نهضة دولتنا والارتقاء بمكانتها على خريطة الدول المتقدمة).
وقال سموه إن سيرة زايد تشكل منظومة متجانسة ومتناغمة ومترابطة للقيم والأخلاق الإنسانية.. فزايد الخير سيظل نموذجا ملهما للقيادة والتضحية والإخلاص، ومدرسة للأجيال، تنهل من معينها، وتوثق ما تحفظه منها ليظل يدرس جيلاً بعد جيل، وهو ما ترسخه رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وتوجيهاته بضرورة تعزيز مسارات التقدم من خلال التمسك بماضينا، ومعايشة حاضرنا، والتطلع للمستقبل كما رسم وأسس وبنى زايد. وأضاف سموه: (من خلال الاحتفاء بالمغفور له الشيخ زايد، نسعى إلى التواصل مع جيل الشباب ليتعرّف على سيرة الوالد المؤسس والقيم التي كانت تعبر عن نهجه ومنهجه.)
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الشيخ زايد -طيَّب الله ثراه- أسس لمدرسة متكاملة في فن الحكم والإدارة والسياسة، سواء في تفاعله مع شعبه من دون أي قيود، حيث كانت أبوابه مفتوحة دائما أمام المواطنين، للتعرُّف عن قرب إلى مطالبهم والتوجيه بسرعة حلها؛ وكان لهذا أثره في بناء شخصية الإنسان الإماراتي وتوثيق هويته الوطنية وتوجيه قدراته ليكون شريكاً في عملية التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، أو في قدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة من دون تردُّد، خاصة إذا كانت ترتبط بأمن الوطن واستقراره ومصالحه العليا.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الشيخ زايد -رحمه الله- يمثل منظومة فريدة من القيم والأخلاق السامية والنبيلة، التي شكلت وجدان الشعب الإماراتي، ورسمت صورته الحضارية أمام شعوب العالم أجمع، التي ترى في كل إماراتي امتداداً لهذه القيم الحضارية، وفي مقدمتها الإيمان بالتسامح والتعايش والوسطيَّة والاعتدال، وهي منظومة القيم التي يدعو الجميع الآن في كل دول العالم إلى التمسك بها، والعمل على تعزيزها في مواجهة نزعات التعصُّب والكراهية المتنامية، وتمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين.
وأشار سموه إلى أن المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد –طيب الله ثراه- أسَّس مدرسة عالمية في التسامح والتعايش؛ لأنه أدرك منذ بداية تأسيس دولة الاتحاد، وفي مراحل تطورها اللاحقة، خصوصية الإمارات بوصفها دولة تتعايش على أرضها أعراق وديانات وثقافات مختلفة، وعمل على ضرورة أن تستوعب هذه الدولة كل تلك الاختلافات من دون التخلِّي عن هويتها وخصوصيتها المجتمعية والثقافية والدينية، كما أن المبادئ التي آمن بها، وعمل من أجلها، كانت تستهدف إيجاد عالم يسوده التعايش والسلام.
وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان –حفظه الله- إلى أن الشيخ زايد -طيب الله ثراه- صاحب بصمة مؤثرة في الارتقاء بمبادئ العمل الإنساني، واستحق عن جدارة أن يكون رائداً للعمل الخيري والإنساني في القرن العشرين؛ فما قدمه لمصلحة الإنسانية في العالم كله يجعل اسمه محفوراً في قلوب وعقول الشعوب التي استفادت، ولا تزال، من المشروعات التي دعمها، وأطلقت اسمه على الشوارع والمدن في دولها تخليداً له؛ فقد أسس خلال عام 1971 “صندوق أبوظبي للتنمية”؛ ليكون عوناً للأشقاء والأصدقاء بالإسهام في مشروعات التنمية والنماء لشعوبهم، كما أنشأ خلال عام 1992 “مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية” لتكون ذراعاً ممتدَّة في ساحات العطاء الإنساني في مجالاته جميعها داخل الدولة وخارجها، بالإضافة الى الدور الكبير الذي يقوم به الهلال الأحمر الإماراتي في مختلف بقاع العالم، وغيرها من المشروعات.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان –حفظه الله- أن الشيخ زايد -رحمه الله- كان رمزاً للوحدة والتضامن العربي، ويسجل التاريخ بأحرف من نور دوره في تعزيز أواصر التضامن العربي، ومواقفه الداعمة للأشقاء في أوقات المحن والأزمات؛ فقد كان صاحب دور رئيسي في تأسيس “مجلس التعاون لدول الخليج العربية”، الذي انطلق من أبوظبي في عام 1981، كما عمل بكل إخلاص من أجل تعزيز العمل الخليجي المشترك من منطلق إيمانه بالوحدة طريقاً للمنَعَة والعزة والتقدم، ولا ينسى أحد دعمه المستمر للقضايا العربية العادلة.
وأضاف سموه أن لقب “زايد حكيم العرب” لم يأتِ من فراغ؛ وإنما لمواقفه ومبادراته الرامية إلى نبذ الفرقة والخلافات والخصومات بين الأشقاء العرب، هذا إضافة إلى رؤيته الثاقبة والحكيمة للعلاقات الدولية، التي كانت تنطلق من مبادئ الحق والعدل والسلام والتضامن العالمي في مواجهة التحديات، بوصفها الضامن لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لجميع شعوب المعمورة.
ودعا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أبناء الإمارات إلى المشاركة بإيجابية في تفعيل مبادرة “عام زايد” من خلال العمل الجاد على التمسك بالقيم والمبادئ السامية التي أرساها “زايد الخير” -رحمه الله-، التي تحض على التسامح والتضامن والتعايش والوحدة والصبر وحب الوطن والولاء له، والعمل على نشر هذه القيم وترسيخها بوصفها أساساً لمواصلة مسيرة النهضة المباركة لدولتنا الحبيبة، وتعزيز مكانتها بين الأمم والشعوب؛ لتكون دائماً كما أرادها الشيخ زايد -رحمه الله- النموذج والقدوة لكل من ينشد الخير والتنمية والاستقرار.
نبذة عن “عام زايد”
سيشهد عام 2018 مرور مئة عام على ميلاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة (ولد في عام 1918)، والذي توفي في عام 2004. واحتفاءً بهذه المناسبة التاريخية، أعلنت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2018 ليكون عام زايد.
سيشهد عام 2018 عددًا من الفعاليات والمبادرات الاستراتيجية التي ستقام في دولة الإمارات وعلى المستوى الدولي، والتي تحتفي بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- وقيمه التي جسّدها طيلة سنوات حياته.
وتماشيًا مع قيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- فالهدف من مبادرة “عام زايد” هو إشراك جميع أفراد المجتمع من جميع الأعمار والفئات والجنسيات والديانات في المشاركة وتحقيق رؤية المغفور له الشيخ زايد محليًا وإقليميًا وعالميًا.