إلى عزيزتي المسافة التي فرقت ما بيني وبينه؛ رفقاً!!
عزيزتي الأميال الطِوال، والمسافات الشاسعة ذات الصحراء المتناثرة وحشتها من كلِّ جانب، وإلى كلِّ تلك الطرقات التي شهدت صرير أبواب الرحيل الفضّة في قلبه الحنون؛ رفقاً!! رفقاً بحبيب القلب وطِيباً بروحه الطيّبة ولُطفاً أيتها الأميال بفؤادهِ الذي فارق أرض الوطنِ مرغما!!
خيراً يا عزيزتي منه وعليه وحواليه، ومواساةً له بجناحه المكسور يأوي إليك وعلى هذا الجناح قدّ حمّل كلَّ الآمال والأحلام، بحبكِّ المتبادل تجاه كل قُطْر حزنٍ في فؤاده كلّليهِ، وبنورك الشاسع الذهبي اغمريه، وبلجوئهِ إليك احتويه، وبمُضيِّه إليكِ بالودِّ استقبليه، وحناناً له يا جفاءاً اخلقي لأجله وداويه، بالخير اجعلي كلّ ذرة ٍ من كيانكِ له تزدان، واحملي رفيق عمري في جوفك بكل تحنان، وفيضاً من كلِّ ما أهواه له امنحيه، إيّاكِ والقسوة عليّه إيّاكِ! إيّاك والتمرّد على ضعفه بقوتك أو الإستمتاع بلذة القسوة على قلبه وفؤاده، لا تجعليني أدعوا الله لكِ بالزوال، فأنا أدعوه سبحانه بالخير لكِ دوماً، وأن تقريبيني في قلبه عقداً كلمّا تقدّم فيكِ شبراً، أدعوه سبحانه بأن تحملي جمال لقائنا فيكِ يوماً وأن تغمرينا بحبٍّ منك بالأمان بعدما كنتِ لنا قبل اللقاء أسوأ مكان!!
هنيئاً لكِ عزيزتي المسافات؛ فلو علمتِ من وماذا تحملين في سُبلك لتراقصت على أنغامك أصوات ضحكاتنا ولتناهت إليكِ حشرجات دموع الفرح في قلوبنا. لا تكونِ جاهلة ً أرجوكِ، واعرفي قيمة ما تملكين حتّى نُكللك كل يومٍ بصدق دعائنا، واحملي كلَّ سلاماتنا وبلغيّها لأحبابنا الغائبين، وبلغيّهم بأن الحبَّ حُبٌّ وإن غابوا عن بعضهم المحبين!!
دمتِ حاملةً ودّنا بينَ كفيّكِ إلى حين اللقاء بين جنباتك..
بقلم: رنا مروان – ( الأردن )
1 التعليقات
Senan Alnimrat
2017-08-04 at 9:02 م (UTC 4) رابط التعليق
ابداع ووصف رائع انتقاء للكلمات تجييش للمشاعر صقلها تهيئتها وإعادة تشكيلها مرة اخرى من يملك هذه الملكة فهو فقد اجتمع لديه الفن والمشاعر الصادقة وفن التشكيل
(0) (1)سلمت أناملك حياتي