يعتبر قصر الحصن المعلم السياحي الأعرق في أبوظبي، إذ أنّه أقدم مبنى تاريخي في الإمارة على الإطلاق.
كان القصر منزل أسرة آل نهيان الحاكمة في الإمارة، ويضم معرضا دائما ي يروي حكاية أبوظبي وتاريخ شعبها من خلال أقدم مبنى في المدينة. فالشهادات الشفوية والصور التاريخية المذهلة تبعث الحياة في هذا الصرح المهمّ. وأصوات الإماراتيين المعاصرين تجسّد تاريخ أبوظبي والتحوّل الذي شهدته، فضلاً عن دور قصر الحصن الرئيسي باعتباره رمزاً حيوياً للتراث والثقافة والتقاليد الإماراتية.
شُيد قصر الحصن في ستينيات القرن الثامن عشر كبرج مراقبة مصنوع من الحجارة البحرية والمرجانية، وهو يتسم بموقع مهيمن إذ يطلّ على البحر، علماً أنّه تحوّل لاحقاً إلى حصن منيع. وبفضل ميزة عكس الضوء التي تتميز بها الأصداف، تتلألأ جدران الحصن تحت أشعة الشمس ليصبح بمثابة علامة شاطئية مميزة ترحب بالتجار القادمين إلى المنطقة. هذا وقد اختير خشب أشجار القرم لتغطية الأرضيات والسقوف بفضل قوته ومتانته الطبيعيتَيْن.
خلال فترة التنقيب عن النفط واكتشافه بين عام 1939 وخمسينيات القرن نفسه، شهد قصر الحصن مرحلةَ توسع جديدة. كما أحاط قصر رمزي مميز بالحصن القديم. وقد أمر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالشروع في أعمال تجديد واسعة النطاق في قصر الحصن، ليحوله بذلك من مقر إقامة للأسرة الحاكمة إلى متحف ومخزن للكثير من المجموعات الأثرية التي ترتبط بتاريخ أبوظبي ومنطقة الخليج.
واليوم، يمر قصر الحصن بمرحلة جديدة. ففي وقت سابق من هذا العقد، تبيّن أنّ الطبقة الأولى من الطلاء الأبيض على جدران الحصن تتسبّب باحتباس الرطوبة على الحجارة المرجانية الأساسية، ما يتسبب بتآكلها. وبالتالي، بدأ العمل على مشروع يهدف إلى إزالة هذه الطبقة والكشف عن هذه الأحجار الأساسية للسماح بوصول الهواء إليها.