الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمدلله على بلوغنا الشهر الفضيل ، شهر القرآن ، شهر الخير والبركات …
سبحان من جعل الليل يعقبه نهار ، وسبحان من جعل جعل الصوم يتبعه إفطار ، نعم تتجلى بحياتنا دون شرط أو قيد ، هي من عند الله تعالى ، أمن وأمان ، وصحة وعافية ، وأكل وشراب ، ألا تستحق الإمتنان ؟!!!
هناك وعلى الأسرة البيضاء ، يرقد الكثير منهم ، يأنون ويتألمون ، ونتألم ونأن لألمهم ، نسأل الله لهم العفو ، وأن يكون لباسهم العافية ، عاجلاً غير آجل يا الله …
الرعاية والصدقة والدعاء ، هذا ما يحتاجه منا ، لا يريد منا سوى الإحتواء والإهتمام ، فهم لم يقصروا معنا أبداً ، ولگن هي مشيئة الله تعالى ، ولا واد لحكمه وقضائه ، متأملون خيراً من رب الخير ، نسعى ونجتهد لهم ، فالربما هو تخفيف وتكفير لهم ، ليكونوا أنقياء من الداخل والخارج ، كل ما نستطيع فعله هو الصدقة ، والدعاء لهم ، طهور إن شاء الله ..
لنعلم أبنائنا ونكون لهم القدوة الحسنة ، لنعلمهم أن زيارة المريض واجبة ، فهي أجر ومدرسة يتعلم منها الفرد ، أن لاشئ سينفعك سوى عملك ، كل شئ راحل إلا العمل الصالح باقٍ وإن رحلنا ، فهو زادنا بالدارين …
ذكرى طيبة بالدنيا ، وفوز وغنيمة بالآخرة …
عندما نضع رأسنا على وسادة ، ويكون لدينا غطاء يدفينا ويسترنا ، وبيت يأوينا ، وعافية نتحلى بها ، ونقوم بأعمالنا بأنفسنا ، دون مساعدة الغير ، هي نعمٌ عظيمة ، بل جليلة ، تستحق منا الوقفة والتأمل والتدبر ، لنرى نعم الله سبحانه وتعالى علينا ، ونسجد سجدة شكر لله ، على جميع نعمه ، وأن يديمها لنا من نعمة ، ويحفظها من الزوال …
گم من مريضٍ يأن على السرير ، وگم من طريح فراش ، گم من مقعد على كرسي متحرك ، وآخر فاقدٌ لجزء من جسده ، وآخر مكتمل العافية ولله الحمد ، ولكنه فاقدٌ للأمن والأمان ، والآخر لديه جميع النعم من عافية في البدن ، وأمن وأمان ، ولكنه فقير الحال ، متعفف اللسان ، لا يعلم بحاله سوى خالقه ..
هو شهر الخير أحبتي ، لنتفقد من حولنا ، لنسأل عن هذا وذاك ، ونتحرى عن الفقراء والمساكين ، ونساعد من يستحق المساعدة ، وندعم من يستحق الدعم ، فهناك أيدي ماهره ، تلف يديها بالحرير ، فقط تريد منا الدعم المادي والمعنوى ، ومنها تريد منا الكلمة الطيبة فقط لاغير ، علماً بأنها من أجمل الصدقات ، فأي دينٌ هذا يحثنا على عمل الخير ، وعلى غرس بذور جميلة ، لنحصد أروع الثمار ، إنه الإسلام …
الحمدلله أننا ولدنا على الفطرة ، اللهم يا من خلقتنا على الفطرة ، أمتنا عليها يا الله ، بعد عمر طويل بالطاعة والعبادة ، نسأل الله السلامة ، وحسن الخاتمة ، والنجاة من النار.
اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو ، فاعفو عنا.
بقلم : خولة الطنيجي – (الإمارات )