تقام فعاليات مشروع “بَهَرْ” (الربيع) في عدة مواقع في مدينة اسطنبول، وهو المشروع الثاني من المشاريع الخارجية الأربعة المتمحورة حول ثيمات بينالي الشارقة 13: تماوج: الماء، والمحاصيل، والأرض والطهي. دعت كريستين طعمة قيّمة بينالي الشارقة 13 الفنانة زينب أوز لإطلاق بحوث وحوارات حول الكلمة المفتاحية “محاصيل”، وتجسيدها عبر برنامج معارض وعروض أداء كلّفت بها عدداً من الفنانين، بغية تقديمها ابتداءً من 13 مايو إلى 10 يونيو 2017، بالتزامن مع مهرجان “هدرالاس”، وهي احتفالية الطبيعة وقدوم فصل الربيع في تركيا.
تسبر أوز في مداخلتها دورة حياة البذور وتتساءل حول السكون والكمون، وكذلك الوقفات التي نمرّ بها في يقظتنا ونومنا، لتربط هذه الدورة بمعاينة أشمل للنواحي النفسية والمؤسسية والثقافية. سكون البذور – يقصد به سكون البذور الفيزيولوجي بسبب عدم ملاءمة البيئة المحيطة لعملية الإنبات – ويُعَرَّف بالنمو المكبوح، والمنع المؤقت، وحالة من الراحة وفترة من الانتظار. السكون آلية حيوية تعزّز احتمالية البقاء على قيد الحياة، وتضمن تناثر البذور الانتقالي الزمني (والمكاني) في حين تنتظر دورها للاستيقاظ. يعاين “بَهَرْ” وقف النشاط والمراحل والآثار المختلفة المترتبة على النوم، وهو مستوحى من الأهمية الحاسمة للتوقيت في عمليات سكون البذور. يطرح هذا المشروع عدة مسائل في غاية الأهمية: هل ستبقى البذور ساكنة؟ هل سيبقى الأشخاص غير فاعلين؟ هل ستحفّز مصادر الطاقة حالة النمو؟ أم أنها ستوقظ عملية التطوير؟
تم تصميم البرنامجين الأوليّين المتعلقين بزراعة البذور وفقاً لثيمة “المحاصيل”، وقد أقيما قبل إطلاق المشروع في مايو، وذلك في مؤسسة سولت غلاطة في مدينة اسطنبول في الفترة ما بين 23 و25 مارس و 5 و7 أبريل، لإثارة القضايا والأفكار والحوارات المتعلقة بالكلمة المفتاحية “محاصيل” قبيل إطلاق المشروع في شهر مايو. تضمّن البرنامجان عدداً من الحوارات التي تنظر في قضايا الكمون حيث شملت قائمة المتحدثين ماثيو غومبيرت، وبيلا حبيب، وأسلي نيازيولو، وأوزغور أوتسن، وإيشيل بايسان سيريم، بالإضافة إلى إقامة سلسلة من عروض الأفلام التي جرى تقييمها من قبل فول سينما سوسايتي، كانان بالان (بالتعاون مع أيام السينما الصامتة) وجيجيك كهرمان وأوفغي غوكجي.
يضم معرض “بَهَرْ” (13 مايو – 10 يونيو، قصر عبود أفندي، حي السلطان أحمد) أعمالاً فنية تم تكليف فنانين بها من ضمنهم سينا باسوز، وأسلهان ديميرتاس، وميرفى إرتوفان، وأليف إرسان، وفاطمة بلقيس، وبنجي غولدوان، وبينار أورينجي، وعلي تَبْتيك، ودينيز تورتم، وأولغين سيميرجي، وبورجي ياجيولو إلى جانب مشاركة أعمال فنية أخرى منجزة من قبل لكلٍّ من بريوني دان، أونور غوكمين، وجوانا حاجي توما وخليل جريج، وجواو مود، وأوليفيا بليندر.
كما ستُعرض عدة مشاريع خاصة من قبل الفنانة عايشة إنجي (إك بيش يي إيش) وبيغوم أتاكان، والمجموعة التقييمية “مشروع داس الفني“، وتورنا (مع فوليو)، والمجموعة الفنية ساينس أوف تايم (علامات الساعة). تقام فعاليات الأسبوع الافتتاحي في الفترة 13-16 مايو في عدة مواقع مختلفة، حيث ستشمل إطلاق إصدار من تأليف كريم بايار وإصدار آخر يحتوي على مقابلةمع زكي الاسيا، إضافة إلى مجموعة نوعية من عروض الأداء لكلّ من أونور كاراولو، وبيريكان، ودعاء علي و”ركنٌ في العالم”.
عن بينالي الشارقة: تماوج
تمتد فترة بينالي الشارقة 13: “تماوج” الذي تشرف عليه القيمة كريستين طعمة من يناير 2016 لغاية يناير 2018. إن كلمة “تماوج” العربية تشير إلى ارتفاع وهبوط الأمواج أو التدفق والاندفاع والتذبذب. إلى جانب امتداده الزمني، يتوسع البينالي مكانياً لتكون الشارقة أثناءه نقطة ارتكاز ومحور لمدن وجغرافيات عدة. إذ تجري الفعاليات وتنعقد في خمس مدن هي إسطنبول وبيروت وداكار ورام الله والشارقة، وتشتمل على معارض وبرامج عامة مؤلفة من فصلين، يعقدان في كل من الشارقة (10 مارس -12 يونيو 2017) وبيروت (أكتوبر 2017 – يناير 2018)، وبرنامج تعليمي تحت عنوان مدرسة بينالي الشارقة 13 يستمر لمدة عام كامل في إمارة الشارقة. يهدف “تماوج” إلى إثارة المحادثات الجارية، ويتولى أربعة محاورين/ات المشاريع الخارجية الأربعة المتأسسة على كلمة مفتاحية واحدة تتمحور حول الإطار المفاهيمي للبينالي. يعاين قادر عطية عنصر “الماء” في داكار (8-9 يناير، 2017)، بينما تركز زينب أوز على عنصر “المحاصيل” في إسطنبول (الافتتاح 13 مايو2017)، وتدرس لارا خالدي “الأرض” في رام الله (الافتتاح 10 أغسطس، 2017) وتركز الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية “أشكال ألوان” على “الطهي” في بيروت (الافتتاح 15 أكتوبر، 2017).
يستقطب بينالي الشارقة الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. ومنذ انطلاقة البينالي في العام ۱۹۹۳، تم ً تكليف فنانين وإنتاج أعمال للبينالي، قُدمت على شكل أعمال تركيبية أو عروض أداء أو أفلام، لخلق فرص للفنانين خصيصاً، باعتباره منصة فنية دولية للعرض والاختبار.
نبذة عن زينب أوز
زينب أوز قيّمة مستقلة تعيش في تركيا وتتركز اهتماماتها على عملية الإنتاج الفني. أشرفت أوز على تقييم ترينالي آيتشي في اليابان (2016)؛ و”بيع الحلزونات في حي المسلمين”، ويستفاليشر كونستفيرين، مونستير، ألمانيا (2013){ والأوردة البلاستيكية، وأشغال داخلية 6، أشكال ألوان في بيروت (2013). شاركت عام 2011 في تأسيس “سوبت” للمشاريع الفنية المعاصرة، اسطنبول، وهي قيّمة صندوق المشاريع الإنتاجية فيه. كما كانت القيمة المساعدة لأشغال داخلية 5، أشكال ألوان في بيروت (2010). قامت بتطوير مشاريع تقيمية وفنية في متحف ريغينالد ف. لويس، بالتيمور، الولايات المتحدة الأميركية؛ جمعية ماريلاند التاريخية، بالتيمور، الولايات المتحدة الأميركية وفرانكفورتر كونسفيرين وغيرها من المشاريع.
نبذة عن كريستين طعمة
هي المديرة المؤسِّسة للجمعيّة اللبنانيّة للفنون التشكيلية في بيروت، “أشكال ألوان”، وهي منظِّمة غير ربحية عملت، منذ تأسيسها في العام 1993، على دعم الفن المعاصر من خلال مبادرات عديدة، منها برنامج “أشغال داخلية: منتدى عن الممارسات الثقافية” الذي أطلقته في العام 2002. ومن المبادرات الأخرى التي أطلقتها برنامج “أشغال ڤيديو”، وهو برنامج مِنح وعروض أفلام أُطلق في العام ٢٠٠٦، و”برنامج فضاء أشغال داخلية” الدراسي المجاني الذي أُطلق في العام 2011. نالت طعمه جائزة “الأمير كلاوس” في العام 2006، تقديراً لدورها في دعم إنتاج الفن المحلي، وعلى جائزة “بارد أودري إرماس” للتميُّز، في التقويم الفني في العام 2015. طعمه هي القيّمة على بينالي الشارقة 13 الذي يقام من تشرين الأول/ أكتوبر 2016 وحتى تشرين الأول/ أكتوبر 2017.