|  آخر تحديث مايو 3, 2017 , 9:00 ص

مدرب المقامات وعضو لجنة تحكيم منشد الشارقة عبدالرحمن بوحبيلة لصحيفة “نبض الإمارات”: رسالتنا للعالم تحمل روح التعايش والتسامح والسلام


مدرب المقامات وعضو لجنة تحكيم منشد الشارقة عبدالرحمن بوحبيلة لصحيفة “نبض الإمارات”: رسالتنا للعالم تحمل روح التعايش والتسامح والسلام



الجزائر: حاوره – جلال نايلي

 

فنان بكل معنى الكلمة يحمل في جعبته الكثير، من الرسائل الفنية الهادفة ، انه مدرب المقامات المنشد عبد الرحمه بوحبيلة ابن منطقة قسنطينة، الواقعة في الشرق الجزائري أو كما يحلو للبعض تسميتها بمدينة الجسور المعلقة وهي المنطقة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ والمعروفة باسم “سيرتا ” ترعرع في أزقتها العتيقة التي تروي عبق الماضي وأصالة التراث الفني الجزائري، يمتلك حنجرة نادرة مكنته من التحليق عاليا في سماء الفن والإنشاد في عدة تظاهرات دولية ووطنية التقته صحيفة “نبض الإمارات ” وحاورته حول مسيرته الفنية .

 
بداية حدثنا عن طفولتك ؟

نشأت وتربيت بمدينة قسنطينة شرق الجزائر بحي السويقة الشعبي العريق وبالضبط بكوشة الزيات ، من مواليد 04 جانفي 1980، ترعرعت في بيئة محافظة ساعدتني في أن أجمع بين الدراسة وبين رغبتي في تعلم القران و الإنشاد الذين كانا متلازمين ، وقد أدركت حينها أن الله حباني بصوت جميل وأدرك من حولي من عائلتي وأصدقائي وأساتذتي أنه وجب الاهتمام بهاته الموهبة وتوجيهها التوجيه الصحيح فكنت مستمعا جيدا لكل المنشدين وكنت أحفظ الأناشيد وأعيدها بصوتي إلى أن شكلنا مجموعة صوتية تابعة لمدرستنا في الطور المتوسط وهي اكمالية ولد علي بحي سيدي جليس فشاركنا في عدة مناسبات وطنية وتعدى نشاطنا مدينة قسنطينة إلى مدن أخرى بالجزائر وتحصلت على العديد من الجوائز الأولى والتكريمات وشهادات التقدير، كما أني بالموازاة أكملت دراستي الجامعية وتخصصت في قسم القانون ونيل شهادة المحاماة سنة 2005.

واصلت في مجالي المهني والفني على السواء إلى أن أتت أول مشاركة عالمية عربية فريدة من نوعها وهي برنامج منشد الشارقة البرنامج الوحيد الذي استطاع أن يبرز طاقات ومواهب المنشدين عبر العالم الاسلامي وغير الإسلامي ووجد المنشدون فيه المنعرج الحاسم الذي يغير حياتهم الفنية الإنشادية من الهواية إلى الاحتراف ويفتح لهم أفاقا رحبة في مجال الفن الملتزم ويحقق لهم طموحاتهم لإيصال صوتهم لكل العالم وفي حلة جميلة في شكلها ومضمونها ،فكان الفضل لهذا البرنامج كبيرا بعد فضل الله وكرمه .

 

 

ما مدى تقييمك لفن الإنشاد في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة هل فيه تطور؟

كلنا نعرف أن دور الإعلام كبير ومهم جدا في إظهار أو طمس المواهب الشبابية في كل المجالات ولا أخصص الإنشاد فقط ، فكثير من الطاقات والمواهب عاشت في الظل لأنها لم تجد من يأخذ بيدها ويظهرها للناس ليستفيد منها كل حسب مجاله واختصاصه..

 

لكن ماذا بعد الظهور إعلاميا؟؟؟

أرى أن المسؤولية صارت أثقل والحمل كذلك كيف لا وقد صار الكل يعرفنا من خلال منشد الشارقة ،، فكان لزاما علي أن أواصل في هذا المجال وأفرح جمهوري الذي وقف بجانبي مشجعا ومدعما وأثبت لهم حبي لهذا الفن فواصلت واجتهد بكل ما أوتيت من علم وفهم وإلمام بهذا المجال من خلال احتكاكاتي بالوسط الفني وصدرت لي العديد من الإصدارات السمعية والمرئية وزرت الكثير من الدول والعواصم منشدا ومحكما ومدربا لعلم المقامات ومبادئ الموسيقى وكان هذا دوري في برنامج منشد الشارقة بعد أن كنت متسابقا في طبعته الأولى.

 

 

 

هناك فنانون ومنشدون كثر في العالم العربي يعيشون في الظل لم تتسنى لهم فرصة الظهور لإبراز طاقاتهم حسب رأيك هل الإعلام لم ينصفهم؟

عدم ظهور بعض الأصوات يعود حتما للجانب الإعلامي أولا والمنشد رهين بيئته وبلده فان كان البلد الذي يعيش فيه المنشد أو أي موهبة في أي مجال قوي إعلاميا فسيأتي ذلك على الجميع من الموهوبين بالخير وإن كان العكس فستطمس كل المواهب وتضيع،

وفي المقابل نجد تطورا كبيرا وزخما إعلاميا على مستوى صناعة الفيديو كليب وظهور أسماء إنشادية اكتسحت الساحة الفنية في السنوات الأخيرة لأنها واكبت التطور وأتت بقناعة أنه يجب صرف كل الإمكانيات المادية وتسخير كل الطاقات البشرية من أجل إظهار هذا الفن في مستوى يضاهي الفنون الأخرى من الغناء وحمل هذا التطور في طياته كثيرا من الأشياء الإيجابية وكذا السلبية ، ومن بين الأشياء السلبية التي ظهرت وهي غياب الكيف على حساب الكم فأصبح المعيار جمال الصوت وقوته بدل قوة المضمون ومحتواه وغلب المغنى عن المبنى ، بل صار الأمر ترويجيا أكثر وتجاريا فليس كل منشد يجب أن يملك صوتا جميلا ، فبرامج تحسين الصوت وإخفاء العيوب حلت محل كل ضعف ونشاز ولكن لا نعمم الحكم.

فما لم يكن متناولا من حيث المواضيع في الإنشاد قديما والذي اقتصر في مضامينه على المدح للحبيب محمد والدعاء والرجاء لله عز وجل، تعدى الآن في الإنشاد المعاصر إلى التطرق لمواضيع اجتماعية جريئة واستطاع هذا الفن أن يعالج قضايا وآفات اجتماعية خطيرة.

 

 

ما هي الرسالة التي يحملها الفنان بوحبيلة إلى الشباب العربي؟

رسالة المنشد في وقتنا هذا هي التحلي بروح يحذوها التفاؤل والأمل وزرع معاني الخيرللمجتمع وترسيخ المبادئ والأخلاق والقيم الجليلة التي تنشئ لنا شبابا خلوقا مثقفا طموحا عارفا بتحديات هذا العصر والذي من شأنه أن يتصدى لكل الاختراقات الثقافية والفكرية التي تأتيه من هنا وهناك ، فكم نحتاج لفنان مثقف متزن واعي محب لوطنه ولدينه و مجتمعه حاملا لرسالة الحب والتآخي ولم الشمل والوحدة ونبذ التفرقة والشقاق.

 

 

كل الفنون تحمل في طياتها رسائل هادفة لخدمة المجتمع سواء ” الأديب ، الفنان التشكيلي ، أو الموسيقي ، المسرحي ، المنشد” هل نحن بحاجة إلى تأسيس ثقافي واهتمام أكثر بالفنون خدمة لمجتمعنا العربي في ظل ما نعيشه من اختراق إيديولوجي ثقافي ؟؟

كلما خاطب الفنان برسالته عامة الناس وكافة الأطياف في المجتمع كان هذا المقصد من هذا الفن فهذا المجال لا يحتكر على جهة معينة أو فئة دون أخرى فنحن نتغنى بأصواتنا لكل الناس كيفما وأينما وجدوا ، فأنا أريد بصوتي أن أكسب فئات أخرى تعاني في أخلاقها وتضرب في مبادئها وتعاني الإحباط والتهميش ،فعلينا تقبل الأخر وعلى الأخر أن يتقبل فننا ورسالتنا شرط أن تقدم في شكل بديع جميل يعبر عن الفطرة السليمة وعن الجمال الذي خلقه الله في كل واحد فينا.

 

بم تود أن نختم الحوار ؟

رسالتي لكل فنان موهوب في أي مجال أن يتوكل على الله في كل حين وأن يثابر ويجتهد ويقدم الأسباب وسيصل كل طالب إلى مطلوبة ولو طال الأمد فقط ثقوا في أنفسكم وأحسنوا الظن بالله ولتكن النية سليمة وليخلص كل في مجاله وسيوفق الله المجتهد ولكل مجتهد نصيب ومن سار على الدرب وصل والشكر لكم على الاهتمام بكل ما هو فني ثقافي.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com