استعرض ندوة “القصص المصورة والأدب والمعاصر” مساء أمس الأول ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، مستقبل القصص المصورة، وأحدث التقنيات المستخدمة في هذا الفن. خلال جلسة حوارية أقيمت أمس الأول ( الأربعاء) في ملتقى الكتاب.
وشاركت في الجلسة التي عقدت في “ملتقى الكتاب” كل من الكاتبة والرسامة الفلبينية ماي توباياس بابا، والرسامة البريطانية شينا ديمبسي، وأدارتها الإعلامية ليندا عبد اللطيف، المذيعة بقناة العربية، ومراسلة قناة “نايل سات تي في” الإنجليزية بجمهورية مصر العربية.
وبين المتحدثون أن “القصص المصورة” أسلوب أدبي يقوم الرسامون من خلاله بتحويل أحداث القصص إلى مشاهد متسلسلة تشابه إلى حد ما لقطات السينما أو الأفلام المرئية، وناقشوا حزمة من المواضيع المرتبطة بهذا النوع من الأدب، حيث تساؤلوا ما مدى نجاح الرسوم الإيضاحية في التعبير عن القصص الخيالية والواقعية؟ وما هو وضع القصص المصورة في الأدب المعاصر؟ وما مدى الفائدة التي تقدمها الكتب الصامتة القائمة على الرسوم التوضيحية فقط ؟
وتطرقت ماي توباياس بابا إلى واقع الكتب المصورة في دولتها الفلبين بقولها: ” يشهد قطاع الكتب المصورة في بلادي تنامياً متزايداً، وهو ما دفع كلية الفنون الجميلة في جامعة الفلبين إلى إدخاله ضمن مقرراتها الدراسية، لتعزيز الاستعارة البصرية في الكتابات الموجهة للأطفال واليافعين، والعمل على تحويل النصوص المكتوبة إلى أنماط بصريّة تشجيع الطلاب الموهبين على اختيار هذا المجال الفني والإبداعي”
وأكدت توباياس بابا أن الكتب المصورة ساهمت خلال السنوات القليلة الماضية في تعزيز وعي الطلاب وتوسيع مداركهم، واستعرضت تجربة طفلها الذي كان يعاني من صعوبات في النطق والقراءة خلال السنوات الأولى من عمره، الأمر الذي دفعها إلى عرض مجموعة من القصص المصورة عليه، لتكتشف أن القصص كان لها أثر في حل مشكلته، مشيرة إلى أن طفلها الآن في العاشرة من عمره ويمارس القراءة والكتابة بشكل جيد”.
ولفتت توباياس إلى وجود علاقة تبادلية تربط الكاتب بالرسام، بقولها: “عندما ينتهى النص في القصة تدخل الصورة والعكس صحيح، فللرسام أهمية كبيرة في بناء العمل الأدبي” مستشهدة بذلك بعدد من الكتب التي كان للرسامين دور كبير في نجاحها وتوسع انتشارها.
ومن جانبها قالت شينا ديمبسي:” تلعب الرسوم دوراً كبيراً في إعطاء مزيد من القوة للعمل الأدبي، وهو ما دفع المهتمين إلى إعادة تعريف الكتاب، وتصنيف الرسام على أنه مؤلفه الثاني، وأثبتت التجارب أن الكتب المصورة ألهمت العديد من الأطفال إلى تبني القراءة عادةً يومية، وإلى البحث في الأدب القديم الذي يزخر بالروائع والإبداعات”.
وأكدت شينا ديمبسي أن الكتاب الورقي الكلاسيكي لا يزال يحافظ على رونقه وسحره، وأن الكتب المصورة ستشهد تنامياً كبيراً أيضا خلال السنوات المقبلة، مشيرة إلى أن الطباعة ثلاثية الأبعاد تعتبر من أكبر المخاطر التي تهدد مستقبل الكتب المصورة.