أشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة إلى أن الإمارات انفتحت على الثقافات والديانات والاقتصادات الأخرى بفضل حلم مؤسسها.
واستشهد بمقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: «حلمت ببلادي كمنبع للسلام والقوة في العالم الحديث». وأوضح: نتجاوب اليوم من خلال القمة الثقافية بلغة الفنون، التي تبين حقيقة الإمارات العربية المتحدة وكيف تحصل المعرفة فيها.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في «القمة الثقافية 2017» التي انطلقت صباح أمس في منارة السعديات في أبوظبي، وتستمر لغاية 13 الجاري بمشاركة ما يقارب من 300 شخصية، من الشخصيات الثقافية والإبداعية من أكثر من 80 دولة.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك وزير الثقافة وتنمية المعرفة: إن التحول إلى بيئة ثقافية لم يحدث بيوم بل جاء منذ تأسيس الدولة عام 1971، بفضل الشيخ زايد القائد المستنير، الذي جعل من طرق التواصل مع العالم أولوية. وأضاف: اهتم زايد بالتعليم وبدور المرأة، وبالعلم والتكنولوجيا، والانفتاح على الثقافات الأخرى.
وأوضح نهيان بن مبارك: تضم الإمارات أفراداً من 200 دولة مختلفة، ونحن نحصل على المعرفة من أصدقائنا بصورة يومية. وأشار إلى أن المجتمع الإماراتي يسعى لتبني المعرفة مع المحافظة على القيم والتراث والثقافة الإماراتية.
ونوه معالي الشيخ نهيان بن مبارك بدور الإمارات الكبير في دعم الثقافة. وقال: إن الفنانين يتحدثون بلغة عالمية يفهمها الجميع على مستوى العالم، والفنون الأكثر حكمة تنشأ الروابط وتوحدنا في الكثير من القضايا. وأضاف: كذلك نحن نلتزم بالمشهد الثقافي العالمي، ونتجاوب مع الفنون في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات، ومن خلال المسارح والأعمال المرسومة.
وأشاد بأهمية تشارك القيم والإبداع. وقال: العديد من الإماراتيين أصبحوا مواطنين عالميين بفضل تميزهم وانفتاحهم على الثقافات الأخرى. واختتم بالتأكيد على أن أبوظبي توفر بيئة ثقافية ملائمة لانعقاد هذه القمة الثقافية.
وفي كلمة ألقاها قال محمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: تمثل القمة الثقافية 2017 منصة لتشجيع بناء علاقات جديدة والتوصل لحلول مبتكرة تعتمد على الفنون لمكافحة التحديات العالمية. وأضاف: يأتي هذا إلى جانب توفير بيئة حاضنة للفنانين والمثقفين، والإعلام المؤثر من أجل التعاون والعمل المشترك.
وأوضح: تتضمن أجندة عمل القمة تغطية أهم المواضيع وطرحها على طاولة الحوار، بما يضمن الحصول على رؤية أوسع وأكثر شمولية، على أن يتم تطبيقها كخطوات عملية. وقال: ستركز القمة على تحديد طرق جديدة لتشجيع الإبداع والمبدعين ودعم النمو المجتمعي لأجيال المستقبل من خلال المشاركة الثقافية البناءة.
وتحت عنوان «العالمية والتفرد الحدود التي توحدنا في عالم مترابط» أقيمت عدة جلسات وجاءت الأولى بعنوان «دراسات حول معنى الترابط علاقات التعاون الجديدة في العالم الجديد» وتحدثت فيها معالي نورة الكعبي وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، وإيرينا بوكوفا المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، وروبرت لينش الرئيس التنفيذي لـ «أمريكيون من أجل الفنون» وأدار الجلسة ديفيد جي روتكويف الرئيس التنفيذي ومحرر مجموعة «أف بي».
وفي مستهلها قالت نورة الكعبي: أعتقد أننا نرى الثقافة والفن يتناميان ويزدهران من قبل أبنائنا. وهناك اهتمام ثقافي وعملية تحول فيما نراه مع العالم الجديد، وإشراك الشباب فيه. وشددت على أهمية تعزيز دور الثقافة في مواجهة ما يعرض في وسائل الإعلام من عمليات تدمير.
وأضافت: تشكل قمة القيادات الثقافية العالمية وعبر محاورها المتنوعة، حدثاً عالمياً مهماً لبحث ومناقشة المواضيع الثقافية والاهتمامات المشتركة، وبناء شراكات التعاون الجديدة. وتناولت إيرينا بوكوفا موضوع الآثار. وقالت: إن ما نراه في العراق من تدمير للآثار سيجعلنا نفكر بمهمة الثقافة التي تفتح العقول وتربطنا كبشر، بما يقوم على فكرة التصالح والتنمية.
وقالت: بوجود التكنولوجيا والتكنولوجيا الرقمية تتوفر الكثير من الفرص لنشر الثقافة والإبداع. مشددة على أن فكرة الحفاظ على التراث والآثار هو مطلب عالمي. بينما استعرض روبرت لينش الأنشطة الفنية التي يقيمونها في أنحاء الولايات المتحدة.
شارك في جلسة «محاور الثقافة العالمية، دور المدن الجديدة والدروس المستفاد منها في عالم آخذ في التحضر» سابين شقير المدير الفني في «كلاون مي إن»، والسفيرة الدكتورة شينثيا شنادير أستاذ الممارسات الدبلوماسية بجامعة جورج تاون للخدمات العامة، وريتشارد آرمسترونغ مدير متحف ومؤسسة سولومون آر جوجنهايم. الذي قال: إن المتحف مخرن حي.
وفي متحف جوجنهايم أبوظبي أخذنا على عاتقنا تقديم الأعمال الفنية على مستوى العالم. وأضاف: يعتبر متحف جوجنهايم الأكثر تأثيراً منذ العام 1965. وأشار إلى أمله بأن يكون هذا المتحف وسيلة لجمع الناس معاً.
وشارك فرياد رواندزي وزير السياحة والآثار العراقية في جلسة «العولمة والآخر: الدروس المستفادة من اللاجئين والنازحين» وتحدث عن دور الثقافة في معالجة قضايا اللاجئين. واستعرض الوضع الأمني المقلق في العراق. وقال: من الصعب الحديث عن كيفية هزيمة الأصولية و«داعش» إلا من خلال الحل العسكري.