|  آخر تحديث مارس 14, 2017 , 1:42 ص

( أنا لا أخجلُ من دمع أمي )


( أنا لا أخجلُ من دمع أمي )



عذراً درويش

أنا لا أعشقُ عمري
وأرضي سليبة
ولا اخجلُ من دمع أمي
إذا ما ارتقيتُ شهيدا
تجاوزنا المدى
تجاوزنا الدموع
للبكاء معنى آخرُ بارضي
أنا ابنُ الدم
من أول الدم
إلى آخر الدم
رضعتُ الرجولةَ
من ثدي بلادي
ولن اقهر حتى بعد مماتي
سُطرت أمجادي
على صفحات الدماء
(وفي السماء ما يستحقُ الموت حياة)
أجودُ اقحواناً وقمحاً
سنابلُهُ غُرةُ الشهادة
في ارض
ٍ(كانت تسمى فلسطين وصارت تسمى فلسطين)
وستبقى تسمى فلسطين
أضعُ تاجَ العز
على رأس امي
لأكونَ بين الآهات والدموع
بين الزغاريد والأشعار
الحاضرُ أبداً في غيابي
أكسرُ الصمتَ
ليصحو البحرُ من سباته
والنسوةُ قادماتٌ
مع أول أول الصباح
يغزلنَ من زغاريدهنَّ
حكاياتِ من رحلوا
ومن سيرحلون
أمشي الهوينى
تُرافقني نسائمُ الفجر
كي أسمعَ دعاء َأمي في صلاتها
ومن مُقلتيَّ تقطرُ عبَرَاتُ الرحيل
أهديها من حرير الشمس وشاحاً
أقبلُ يداً كانت تضربُني
حانيةً في شقاوتي
أمضي في جنازتي سراجا
ارتقي قبلَ اكتمال
شدو البلابل
ألقي التحيةَ على من قدموا
وبكوا وصاحوا وهتفوا وكبروا
آخُذَ معي
(خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي)
وشمعَ أمي ودمع َأمي ودعاءَ أمي
وحنطةٌ كانت
تدخرها لي لآخر عمري
أنا لغةُالدحنون
وسرُ التين والزيتون
بين يديَّ رسائلُ مبهمة
وقبضةٌ من رمل
وثماُر وجعٍ احملها
وبواكٍ إلى الله ارفعها
وشفاعةٌ بين يديه أقدمها
تعطرت الدُنيا بعطر دمي
ولازلتُ أحمي الندى
على وجنات الورود
وجرحٌ يضمد جرحاً
حتى تصدقُ الرؤى
ويرحلُ الطحلبُ
المشؤوم عن جماجمِ الاسى
كي يضحكَ ثغرُ النبع الجاثي
وارحلُ مع بشائر نصرٍ
أعانقُ عناقيدَ عنب الخليل
وشذى بُرتقالِ يافا يواسيني
أشدُ رحالي أعلنُ الرحيل
ورصاصُ الغدر يمزقني
تبكي عصافيرُ قلبي
ولم انسى ضفةَ نهري
آخذُ غرفةً
أبللُ شفتيَّ قبلَ ارتقائي
هديلُ الحمام أنينٌ في أنين
والايامى يبحنَ للتراب باسرارهنَّ
ليأخذَ الترابُ شهقةَ الصباح
يسجلُ موعدَ إقامتي
والملائكةُ يحتفونَ بروحي
فعذراً درويش
أنا لا أعشقُ عمري
وأرضي سليبة
ولا اخجلُ من دمع أمي
إذا ما ارتقيت شهيدا

 

 

 

بقلم: فادي شاهين
– همس الروح –


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com