لاحقت المغامرة هنادي الهاشمي، أحلامها إلى أعالي الجبال، واستطاعت أن تتسلق 3 قمم من أعلى 7 في العالم، وكانت آخرها قمة «أكونكاجوا» غرب الأرجنتين. وبهذا تكون أول إماراتية وصلت إلى هناك.
عن هذا قالت: استغرقت الرحلة 14 يوماً، وبلغ إجمالي مسافة المشي 100 كيلو متر. وأوضحت في حديثها لـ«البيان»: كانت رسالتي تشجيع الجميع على ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها، والشغف بالمغامرة، حيث الفائدة الجسدية والعقلية.
قالت هنادي: تسلقت قمة كليمنجارو عام 2015 وهو الجبل الأكثر ارتفاعاً في أفريقيا، ثم تسلقت قمة إلبرس في 2016، وهي أعلى قمة في أوروبا. وأخيرا تسلقت قمة «أكونكاجوا» في يناير الماضي وهو أعلى جبل في النصف الغربي والنصف الجنوبي للكرة الأرضية.
وبالطريق إلى الأعلى كانت هناك مجموعة من المخاطر أضافت الهاشمي: ذهلتني الارتفاعات الشاهقة. وكلما تسلقنا نقطة ارتفاع أعلى، كلما قل الضغط الجوي، الأمر الذي يقلل من نسبة ترابط جزيئات الأوكسجين. وتابعت: بالتالي يصعب علينا التنفس بشكل طبيعي، فوضعنا خطة للتأقلم، وهي التسلق لنقطة أعلى والنزول منها يومياً.
وفسرت هو ما ساعدنا على التكيف مع التغير الجوي، والحصول على كمية كافية من الأوكسجين. وقالت: كنا نتسلق ببطء، ونشرب الكثير من السوائل ونتجنب حمل أي ثقل إضافي. وأضافت: من مخاطر عدم اتباع خطة التكيف المعاناة من مرض الجبال الحاد، وزمة رئوية أو وزمة دماغية.
وأشارت الهاشمي إلى أنها مارست من قبل القيادة على الكثبان الرملية، والطرق الجبلية، وركوب الكياك، ورياضات الأودية. وقالت: للمحافظة على لياقتي أمارس التمارين الرياضية 4 مرات في الأسبوع، وأجتهد لأمارس كل يوم تمارين المشي على السلالم، الجري، السباحة واليوغا، وأكثف مجهودي بالتدريب عند اقتراب الرحلات الطويلة لتسلق الجبال.
لمع اسم هنادي الهاشمي كإماراتية مغامرة، عن هذا قالت: تعبر بادرتي عن امتناني العميق لدولتي الإمارات، وجزء بسيط لرد الجميل لقيادتنا الرشيدة الحريصة على تقديم كافة أشكال الدعم والتمويل لترجمة طموحاتنا لحقيقة.
وأضافت: أهدف أيضاً لنشر الوعي وسط النساء الإماراتيات، وتحفيزهن على ترجمة رغبتهن بتحقيق المزيد من التقدم، لأنهن يمتلكن الكثير من المقومات لتحقيق أكبر الإنجازات بجميع المجالات.
الهاشمي عادت إلى بدايتها مع المغامرة، وقالت: كانت لدي الرغبة لاستكشاف مقومات وجغرافيا بلدي الإمارات، وكنت متلهفة أيضاً لمعرفة المزيد عن سلطنة عمان. وأضافت: بعد البحث قررت الانضمام إلى المجموعات التي تمارس المشي لمسافات طويلة لأجل خوض تجربتي الأولى والتعرف على أبعادها.
وذكرت: تجربتي المفضلة هي رحلة على الأقدام لإحدى القرى العمانية، والتي أثارت اهتمامي بممارسة الاكتشاف والمشي. وقالت: من بعد هذه الرحلة، قررت تحدي نفسي لمسافات أطول وتسلق جبال أكثر علواً وخطورة، فقررت تسلق «كالمنجارو». وأضافت: خضعت لدورات تدريبية متخصصة في معاهد وجامعات المملكة المتحدة للاعتماد على نفسي كلياً.
وعن انعكاسات المغامرات على شخصيتها قالت الهاشمي: ساعدتني هذه الرحلات على تطوير مهاراتي الاجتماعية، وتعزيز الثقة بالنفس، إلى جانب حس الالتزام بالمسؤولية، والتدريب، ووضع الأهداف نصب أعيننا وتعلم العمل بروح الفريق.
وكشفت عن أنها تطمح لتطوير مهاراتها بمجال تسلق الجبال. وقالت: أسعى لأكون جزءاً من عدة بعثات خارجية مخصصة لتسلق الجبال. وأخطط لتسلق قمة «دينالي» وهي أعلى قمة في جبال أميركا الشمالية، ويبلغ إجمالي المسافة 6,190 متراً.