الإسكندرية في 31 أكتوبر- افتتحت مكتبة الإسكندرية اليوم الاثنين 31 أكتوبر 2016، المؤتمر الدولي للآثار البحرية والغارقة، الذي ينظمه مشروع الإسكندرية التابع لإدارة التطوير والبحث والتكنولوجيا بمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع الإدارة المركزية للآثار الغارقة بوزارة الآثار، والمعهد الأوروبي للآثار الغارقة، ومركز الدراسات السكندرية، وذلك احتفالاً بمرور عشرين عامًا على تأسيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة.
شارك في افتتاح المؤتمر كل من الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور خالد العناني؛ وزير الآثار، واللواء رضا فرحات؛ محافظ الإسكندرية، والدكتور محمد عبدالمجيد؛ المشرف العام على الإدارة المركزية للآثار الغارقة بوازرة الآثار.
ورحب الدكتور إسماعيل سراج الدين بالمشاركين والباحثين الذين حرصوا على حضور المؤتمر الذي قال إنه يمثل إعادة إحياء لجزء كبير من حضارتنا المصرية التي دفنت تحت مياه البحر الأبيض المتوسط، مشددًا على حرص مكتبة الإسكندرية واهتمامها بمجال الآثار البحرية بشكل عام والغارقة بشكل خاص، مدللًا على ذلك بوجود تمثال بطليموس الثاني أمام المكتبة والذي كان قد تم انتشاله من مياه البحر.
وأشاد “سراج الدين” بالرواد الذين ساهموا في إثراء هذا المجال وفتحوا آفاقًا جديدة للبحث والتنقيب عن الآثار البحرية والغارقة، والذين تم تكريمهم لاحقًا خلال المؤتمر، مشيرًا إلى أهمية الاستمرار على نفس الدرب الذي سلكه هؤلاء الرواد خلال السنوات المقبلة.
وقد تشرف الدكتور خالد العناني؛ وزير الآثار، بإلقاء كلمة على الحضور، قال فيها أن المؤتمر يأتي تأكيدًا على التعاون الغزير بين وزارة الآثار ومكتبة الإسكندرية فيما يخصص تعزيز الأنشطة في مجال الآثار الغارقة، ويلفت الأنظار لما تملكه مصر من مقومات حضارية وثقافية قادرة على إبهار العالم وجذب المزيد من السائحين، كما يجسد- من خلال المحاور المختلفة التي يتناولها- القيمة العلمية والبحثية لعلم الآثار البحرية والغارقة.
وأوضح “العناني” أن الإدارة المركزية للآثار الغارقة مختصة بدراسة المُكتشفات البحرية تحت المياه، من خلال عمليات البحث الأثري والعلمي في هذا المجال، كما تعمل على تنظيم العمل الأثري والمشاركة المتخصصة في العديد من المؤتمرات المحلية والعالمية، فضلًا عن دورها في إثراء البحث العلمي الأثري، وإفراز العديد من المتخصصين والأثريين المصريين المشهود لهم بالمكانة العلمية الهامة في العالم.
وفي كلمته، قال اللواء رضا فرحات؛ محافظ الإسكندرية، إن الإدارة العامة للآثار الغارقة تم استحداثها في المجلس الأعلى للآثار بعد الاكتشافات الأثرية الهامة في مياه الإسكندرية والتي عثر عليها خلال عامي 1995 و1996، سواء في خليج أبى قير أو خليج الميناء الشرقي وما يجاوره.
وأشار إلى أن الإدارة المركزية للآثار الغارقة هي الإدارة الوحيدة بوزارة الآثار التي يقع مقرها خارج القاهرة، مرجعًا ذلك إلى أن عديد كبيرة من الخبراء والمتخصصين في هذه الإدارة من أبناء الإسكندرية.
وأضاف أن التوجه العلمي لتلك الإدارة قد حدا بها لاختيار طريقة مختلفة للاحتفال؛ عن طريق تنظيم مؤتمر دولي بمشاركة العديد من العلماء ذوى القيمة الكبيرة والقدرات العالية، وهو ما يدل على قيمة وقدرة الإدارة المركزية للآثار الغارقة على جلب واجتذاب المتخصصين من كل أنحاء العالم، لإتاحة الفرصة للمتخصصين والطلبة والمثقفين والجمهور للتعرف على أنشطة البعثات العاملة في مصر تحت الماء، والبعثات الأخرى التي تعمل في مجال الآثار البحرية في مصر والعالم.
وعرض الدكتور محمد عبدالمجيد تاريخ إنشاء الإدارة المركزية للآثار الغارقة، وألقى الضوء على أعمال الإدارة خلال العشرين عامًا الماضية منذ أن تم إنشاؤها عام 1996، مشيرًا إلى أن فشل بعثة المسح الأثري تحت الماء عام 1992، وما استطاع المشاركون في برنامج الغوص التابع لجمعية الآثار من انتشاله عام 1994، كانا السبب الرئيسي وراء إنشاء الإدارة المركزية للآثار الغارقة.
وأوضح أن الإدارة بدأت عملها بجهود 14 أثري فقط، وتحت قيادة الدكتور إبراهيم درويش، ووصل اليوم عدد الأثريين المتخصصين في الإدارة إلى 45 أثري معظمهم حاصل على دراسات عليا في مجال الآثار البحرية الغارقة.
وقال “عبدالمجيد” أن الإدارة شهدت العديد من الزيارات لرؤساء من أنحاء العالم لمشاهدة الآثار التي تم انتشالها، ومن بينهم الرئيس الفرنسي الأسبق؛ جاك جيراك، كما نظمت العديد من المؤتمرات والمعارض للاكتشافات التي تم انتشالها من مياه البحر، فضلًا عن برامج التدريب التي تنظمها بشكل سنوي في تخصصات المسح البحري وأعمال المساحة ورفع مستوى الغوص والكفاءة للأثريين، والتدريب على عمليات الإنقاذ، وغيرها.
وتم خلال المؤتمر تكريم اسم الأمير عمر طوسون، وكامل أبو السعادات، وعالمة الآثار أونور فروست، وجمعية الآثار بالإسكندرية، والدكتور إبراهيم درويش، والذين كان لإسهاماتهم في مجال الأثار البحرية دورًا هامًا في إثراء هذا المجال. كما تم عرض فيديو من إعداد الإدارة المركزية للآثار الغارقة يتضمن مشاهد من بعض إنجازات الإدارة وعمليات التدريب.