أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن كافة أفراد المجتمع مساهمون فاعلون في دعم وإبراز القيم الحضارية، عبر دعمهم وتلاحمهم مع مؤسساتنا الوطنية ومبادراتها المجتمعية.
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بمناسبة تسلم سموه أمس، بديوان ولي عهد أبوظبي، العضوية رقم «1» لمبادرة «كلنا شرطة»، بحضور سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الذي تسلم إلى جانب سموه، العضوية رقم «2»، إن توفير متطلبات الأمن والأمان وتعزيز آليات وقاية المجتمع، هي مسؤولية مشتركة بين كافة الجهات والأفراد، وذلك عبر خلق ثقافة مجتمعية، تؤصل لمساهمة الجميع في الحفاظ على الأمن والاستقرار.
وأوضح سموه، أنه في ظل التحديات الأمنية المتسارعة، ورغم توافر الإمكانات المادية والبشرية لمواجهتها من الأجهزة المعنية، بات من الملح تضافر مختلف الجهود، وتحقيق مشاركة فعالة من قبل كافة الأفراد والمؤسسات، لتكون الطاقات والقدرات المجتمعية، حافزاً إضافياً، يعزز أداء المؤسسات وجهود الأجهزة الأمنية، لتحقيق التدخل الوقائي والتصدي المبكر للأنشطة والممارسات غير المشروعة.
وتهدف مبادرة «كلنا شرطة»، إلى الارتقاء بقيم السعادة والإيجابية في المجتمع، والعمل على تحقيق مزيد من الأمن في إمارة أبوظبي، وجعلها من أكثر المدن العالمية سعادة ورخاء، في شراكة تهدف إلى الحفاظ على مكتسبات الماضي والحاضر والمستقبل.
وقام بتسليم بطاقتي العضوية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، اللواء محمد خلفان الرميثي قائد عام شرطة أبوظبي، بحضور عدد من كبار ضباط شرطة أبوظبي.
وأشاد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، بهذه المبادرة، داعياً أفراد المجتمع إلى المشاركة الواسعة بها، حيث قال سموه: «كلنا شرطة مبادرة رائدة ومبتكرة، علينا أن نسهم جميعاً بدعمها، ويكفي أن يكون صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أول الأعضاء، حتى نحمل جميعاً شرف الانتماء إليها».
وتنبع مبادرة «كلنا شرطة»، من نهج القائد المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الساعي إلى غرس قيم التعايش السلمي والتسامح في نفوس جميع أفراد المجتمع، بما ينعكس إيجاباً على حاضرهم ومستقبلهم.
وتتقاطع أهداف مبادرة «كلنا شرطة»، في جزءٍ منها، مع أهداف مبادرة «التربية الأخلاقية» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتهدف إلى تأسيس نتاج معرفي مقرون بحزمة من المبادئ الأخلاقية التي تكفل النهوض بالأسرة والمجتمع.
وقال معالي اللواء محمد خلفان الرميثي، القائد العام لشرطة أبوظبي، بهذا الصدد: «نعول كثيراً على تلك العلاقة الخاصة والوثيقة التي يرتبط بها مجتمع الإمارات عموماً، وأبوظبي خصوصاً، مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتكون حافزاً إضافياً للجميع دون استثناء، للسير على خطاه، في الانضمام إلى المبادرة، وتحقيق بُعد جديد في العمل الشرطي، من خلال الشراكة المجتمعية الفاعلة».
وتعدّ مبادرة «كلنا شرطة»، جزءاً من جهود القيادة العامة لشرطة أبوظبي، لتطوير أبجديات العمل الشرطي، وتبني أدوات جديدة، من شأنها النهوض بدور الشرطة من جهة، وتعزيز انخراط أفراد المجتمع في الشأن الأمني على صعيد حماية مكتسباتهم، وتحمل مسؤولياتهم تجاه الأمور التي تمس أمنهم مباشرة، وفي أحيائهم وتجمعاتهم السكنية، ليكون دورهم مكملاً لدور الشرطة، ومكرساً لمفهوم الشراكة المجتمعية، بما ينعكس إيجاباً على مخرجات العمل الشرطي.
وتتطلع القيادة العامة لشرطة أبوظبي، من خلال تطبيق مبادرة «كلنا شرطة» في مراحلها المختلفة، إلى إحداث أثر إيجابي، وبشكل تصاعدي، على تطوير مهام أفراد الشرطة ومنتسبيها، عبر إفساح المجال أمامهم للتفرغ للقيام بأدوار أكثر أهمية، لأن جزءاً من المهام الحالية سيسند إلى أعضاء «كلنا شرطة».
وبلغ عدد الطلبات التي تلقتها مبادرة «كلنا شرطة» 3169 طلب التحاق عبر الموقع الإلكتروني للمبادرة التي تستهدف مد جسور التواصل بين شرطة أبوظبي والمجتمع، وتحقيق انخراط أكبر لأفراده في جهود الأمن التي تبذلها الشرطة، بما ينعكس إيجاباً على المشهد الأمني في الإمارة، ويصب في إطار رفع سعادة الجمهور.
وتفتح المبادرة، الباب أمام جميع أفراد مجتمع إمارة أبوظبي من مختلف الجنسيات، ممن يجدون في أنفسهم الكفاءة والمقدرة للانضمام إلى عضويتها، والإسهام في الحفاظ على أمن وأمان مجتمعاتهم المحلية وأحيائهم السكنية، وبالتالي، الحفاظ على مكتسبات الإمارة والأمن والأمان، الذي ينعم به أفراد المجتمع كافة.
وتسعى المبادرة خلال الـ 5 سنوات المقبلة، إلى وصول عدد منتسبي شرطة أبوظبي مع أعضاء مبادرة كلنا شرطة، إلى 47 ألفاً و500 عضو، موزعين على 13 ألف مركز شرطة، ومساكن أعضاء «كلنا شرطة»، وبالتالي، يصبح هناك رجل شرطة وعضو من «كلنا شرطة» لكل 63 شخصاً في أبوظبي.
ويبلغ حالياً عدد منتسبي شرطة أبوظبي، 34 ألف منتسب، موزعين على 26 مركز شرطة، بمعدل رجل شرطة لكل 81 شخصاً في المجتمع.
وتهدف المبادرة خلال عامها الأول، ضم ما بين ألفين إلى 4 آلاف منتسب، حيث إن الانتساب متاح لكل من يبلغ الـ 18 من العمر.
وبموجب «كلنا شرطة»، يستطيع أفراد المجتمع بكافة شرائحه وفئاته، الانضمام إلى هذه المبادرة، الأمر الذي يُسهم في رفع مستوى الوعي، وتطوير الذات من خلال إكسابهم المهارات والخبرات المختلفة، عبر تعاملهم مع طيف واسع من التنوع المجتمعي، الذي تزخر به إمارة أبوظبي.
دومن أهم شروط الانضمام إلى مبادرة «كلنا شرطة»، الإرادة الذاتية والحرة في خدمة المجتمع، والإيمان بذلك، وألا يسعى العضو إلى تحقيق أغراض ومصالح شخصية، وألا يقل عمر العضو المتقدم عن 18 عاماً، وأن يكون حسن السيرة والسلوك، وأن يكون لائقاً صحياً، وتتطلب الحصول على الموافقات اللازمة للانضمام إلى المبادرة الالتزام، بالحد الأدنى من تأدية مهام عضوية «كلنا شرطة»، والحفاظ على سرية المعلومات.
وسيتم تدريب الأعضاء على عدد من الدورات التدريبية والحس الأمني والإسعافات الأولية والأزمات والكوارث، إضافة إلى التعامل مع التنوع المجتمعي، وكتابة التقارير (بكافة أنواعها)، وتنظيم الفعاليات والأنشطة وحل المشكلات، إضافة إلى فن الإلقاء والتواصل المجتمعي والابتكار في تقديم أفكار تسهم في الارتقاء بالمنظومة الأمنية.