|  آخر تحديث أكتوبر 11, 2016 , 9:39 ص

الصايغ: تجميد عضوية سوريا لا يعني قطيعة مع كتّابها


أبدى تفاؤله بشأن تمرير الاقتراح واصفاً المعركة بالديمقراطية

الصايغ: تجميد عضوية سوريا لا يعني قطيعة مع كتّابها



هزّ حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، أول من أمس، الساحة الثقافية العربية، بعد إعلانه تقديم مقترح لتجميد عضوية اتحاد الكتّاب العرب في سوريا، إلى اجتماع المكتب الدائم الذي سيُعقد في الجزائر خلال فبراير المقبل، ليبدو أن سوريا، في حالة إجازة المقترح، ستلحق بركب العراق وليبيا وفلسطين التي سبق أن جُمدت عضويتها في الاتحاد خلال السنوات الماضية لأسباب مختلفة.

الصايغ أكد، في حديثه مع صحيفة «البيان» الإماراتيه، أن «إقرار مقترح تجميد عضوية سوريا لا يعني القطيعة الكاملة لكتّابها بأي شكل من الأشكال»، قائلاً إنه «ستتم دعوتهم إلى المشاركة في أنشطة الاتحاد المصاحبة، فالإبداع السوري سيظل حاضراً في كل الأمسيات الثقافية والشعرية، لأننا نعتبر سوريا أصلاً وليست فرعاً، هي عنوان كبير لنا»، واصفاً المعركة المقبلة بالديمقراطية.

 

كما اقتراح الصايغ تجميد عضوية سوريا جاء بناءً على أسباب عدة، من بينها مهاجمة اتحاد الكتاب العرب في سوريا وبعض المنتمين إلى رابطة الكتاب السوريين في المنفى، البيان الذي أصدره اتحاد الأدباء والكتاب العرب بشأن ما يجري في حلب، مضافاً إليها سلسلة المقالات والافتتاحيات التي نشرها بعض الكتاب السوريين، من بينهم الدكتور نضال الصالح، رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا، وحملت هجوماً لاذعاً للاتحاد العام، وقال: «هذا المقترح يأتي وفق النظام الأساسي للاتحاد، ولا يعد رؤية شخصية، لأن الاتحاد يهدف إلى خلق التفاهمات بين الكتاب العرب، ويسعى إلى بناء علاقات جيدة بينهم، ويرفض الجنوح نحو التخوين المجاني، ويؤيد حق الاختلاف في الرأي»، موضحاً أن «حالة التخوين بدت عاملاً مشتركاً بين اتحاد الكتاب العرب في سوريا ورابطة الكتاب السوريين في المنفى، فكل طرف يخوّن الآخر»، وقال: «لم يتم الاكتفاء بذلك، وإنما تم تخويننا نحن كاتحاد للأدباء والكتاب العرب، وهذه الحالة يجب ألّا تسود على الساحة، لأن ذلك لا يليق باسم سوريا ولا بالمثقف السوري». وأكد وقوفه ضد هذه الممارسات كافة، قائلاً: «لو تركت هذه الأمور على حالها، ستنال بلا شك من هيبة المؤسسة».

 

تمرير اقتراح التجميد لن يتم إلا بإرادة وموافقة الجمعية العمومية وبتأييد ثلثي الأعضاء، وقد أبدى الصايغ تفاؤله بإمكانية تمرير المقترح خلال اجتماع المكتب الدائم المقبل في الجزائر. وقال: «أنا متفائل إلى حد كبير بتمرير هذا المقترح، لأنه لا يمكن للمثقف العربي أن يكون ضد نفسه». وأضاف: «أنا بصفتي أميناً عاماً، ومعي بعض الاتحادات المؤيدة للمقترح، سنعمل على تمرير المقترح، وهي معركة ديمقراطية، يمكن للجميع الاجتهاد فيها لإقناع الآخر برأيه، والحق مكفول أيضاً لاتحاد الكتاب العرب في سوريا، بأن يعمل على عدم تمرير المقترح».

تجميد عضوية سوريا في حالة إقراره لن يكون الأول من نوعه، فقد سبقه إلى تلك الخانة كل من فلسطين والعراق، وأخيراً ليبيا التي جمّدت عضويتها بسبب ما تشهده من توتر في ساحتها، أدى إلى خلق روابط واتحادات عدة لتمثيل ليبيا. وبحسب الصايغ، فإن عملية تجميد العضوية تزول بزوال الأسباب التي دعت إليها، مشيراً في هذا السياق إلى العراق الذي جمّدت عضويته بعد الاحتلال الأميركي. وقال: «من وجهة نظري، هذا القرار كان ظالماً، وعندما دخلت الاتحاد العام ممثلاً لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات ناضلت مع بعض الأخوة لرفع حالة الظلم عن العراق، وإعادته إلى حضن الاتحاد مجدداً».

 

حالة التشتت التي يعيشها مثقفو سوريا أدت إلى بروز رابطة الكتاب السوريين في المنفى، التي تقدمت من جهتها بطلب عضوية للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ليخلق ذلك سؤالاً ملحّاً عما إذا كان المكتب الدائم للاتحاد سيوافق في اجتماعه المقبل بالجزائر على هذا الطلب، أم لا؟ وعن ذلك أجاب الصايغ: «المؤتمر هو الذي يحدد إذا كانت هذه العضوية ستقبل أم لا، ولكن من وجهة نظري، لا أحبذ ذلك، وذلك لا يعد موقفاً ضد رابطة الكتاب السوريين في المنفى، وإنما لأننا لا نريد تكريس حالة الانقسام على الساحة السورية، ونعتقد أن الخيار الأسلم هو تجميد العضوية».

وبيّن الصايغ أن قبول عضوية رابطة الكتاب السوريين معناه انتهاء حالة تجميد اتحاد الكتاب العرب في سوريا وفصله من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، لأنه، بحسب النظام الأساسي للاتحاد، لا يجوز تعدد التنظيمات الممثلة لدولة واحدة، وفي حالة تعددها، فإن الجمعية العمومية للاتحاد هي الوحيدة التي يمكن أن ترجح كفة جهة على الأخرى، ودور الأمين العام يكون ترجيح كفة على أخرى فقط في حالة تساويها.

 

وتساءل حبيب الصايغ عن الأسباب التي دعت الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا بعد انتهاء اجتماع المكتب الدائم للاتحاد الذي اقيم في دبي أخيراً، إلى نشر أربع افتتاحيات نقل فيها مداولات الغرف المغلقة بطريقة مشوهة، كما ابدى استغرابه من اسقاط الصالح لعدد من فقرات البيان الختامي عند قيامه بنشره في سوريا، والذي تم تضمينه حق الإمارات في جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com