“وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ..
غادرت صديقتي الامريكية من اصول عربية مطار شيكاغو متجهة الى بلاد الحرمين لاداء فريضة الحج , كان الخوف يعتريها والقلق من مجرد التفكير في الزحام والتدافق او التدافع أثناء اداء مناسك الحج …. ولكن بدأ يتلاشى هذا الخوف وهذا القلق من مجرد سفرها على متن الطيران السعودي متجهة الى مطار جدة لقد ادهشها فعلا فخامة الخدمة والرُقي بالاضافة الى دور كابتن الطائرة بالترحيب بالركاب متمنيا لهم حجا مبرورا وسعيا مشكورا وترديده اثناء الرحلة لبعض من الادعية المأثورة بين الحين والاخر . وما ان وصلت طائرة صديقتي مطار جده حتى تلاشى بالفعل كل القلق الذي كان يعتريها ويرجع الفضل بذلك الى الخدمة الترحيبية المتميزةواللطيفة من قبل العاملين في مطار جدة من رجال الامن او رجال الهجرة والجوازات فالابتسامة تسبق المعاملة مرحبين بهم قائلين اهلا بضيوفنا اهلا بضيوف الرحمن … قالت لي فعلا جعلونا نشعر اننا حجاج وأننا ضيوف الرحمن ,اكملت الحديث قائلة فعلا كان الحج منظما لدرجة كبيرة فهناك جهود مبذولة ملموسة من اجل راحة وسلامة حجاج بيت الله لقد اتقنوا فعلا تنظيم سير حركة المرور وسير الحجاج في الشوارع وفي الممرات و في كل ارجاء المشاعر المقدسة سواءا في المدينة عند زيارة الروضة او قبر الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وفي مكة في جميع اماكن الشعائر من “الطواف حول الكعبة او في رمي الجمرات و في السعي بين الصفا والمروة او في المبيت في منى وفي عرفات” لاحظت تفانيهم في مساعدة كبار السن والمرضى … وفي توجيهم ومساعدة كل ضال تاه عن مجموعته او اسرته وشاهدت رجال الامن يقومون برش رذاد المياة فوق رؤوس ضيوف الرحمن للتخفيف عليهم من شدة الحر وحرارة الشمس … يقدمون التمر والماء على مدار 24 ساعة … كل الاماكن منظمة ونظيفة بالرغم من وجود ما يزيد عن مليون ونصف حاج .. خدمات طبية واسعاافية وعيادات ومستشفيات وافيه ومجهزة لتوفير العلاجات لكل حاج يمرض اثناء اداء مناسك الحج بالاضافة الى الخدمات الوقائية والتوعية للحجاج للحفاظ على سلامتهم الصحية … كما ادهشها كرم السعوديين ورؤيتها لاعلانات كثيرة من العديد من المطاعم بتقديم وجبات طعام مجانية لضيوف الرحمن وهذا دليل على حب اهل السعودية لعمل الخير وحبهم لتسهيل وتيسير الحج على الكثيرين من ضيوف بيت الله مما يوثق ويوطد علاقات المسلمين فيما بينهم على اختلاف الوانهم ولغاتهم وجنسياتهم.
ان مثل هذه التجهيزات لا تستطيع حكومة في العالم انجازها كما فعلت الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيزومن قبله الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، والوقوف على كل ما من شأنه توفير الراحة والطمأنينة لهم من توسيعات في الحرم او من بناء الانفاق والممرات ومن توفير الرعاية الصحية وتوفير السكن وخدمات كثيرة يصعب حصرها وعدها وكل ذلك من أجل التسيير وتسهيل مناسك الحج والعمرة ومن أجل الحفاظ على سلامة وامن وراحة ضيوف الرحمن … لنقول لحجاج بيت الله حجا مبرورا ونقول يا السعودية شكراااااا.
ودعاء من القلب بأن يحفظ الله بلاد الحرمين وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه.
بقلم الكاتبة: غادة الرفاتي – ( الولايات المتحدة )