نذر الشاب السوري “رامي عزيزي” نفسه، منذ سنوات، لمساعدة الطلاب السوريين في مصر وتقديم العون لهم في شؤون التسجيل في الجامعات والمفاضلة، وتذليل العقبات التي تعترضهم، بهمة عالية وحماس منقطع النظير، واضعاً نصب عينيه خدمة أبناء بلده والأخذ بيدهم لتحقيق ما يصبون إليه بشكل مجاني ودون مقابل.
وكان رامي قد قصد مصر لاجئاً حيث وصلها في 2012 قادماً من مدينة حلب بعد أن اضطرته الحرب الدائرة هناك إلى مغادرتها ليصل إلى مدينة الاسكندرية، وهناك أحسّ أن الأبواب مغلقة في وجهه وأن عودته إلى سوريا أصبحت شبه مستحيلة فالتحق بمدرسة طوسون الثانوية للبنين في الاسكندرية لمتابعة تعليمه الدراسي.
بعد نجاحه في الثانوية العامة وحصوله على خبرة في آليات التسجيل قرر رامي كما يقول لـ “اقتصاد” أن يُنشىء مجموعة على”فيسبوك” مخصصة لطلاب الثانوية العامة السوريين في مصر، واتجه بعدها لمساعدة الطلاب السوريين الذين يرغبون بالدراسة الجامعية.
- ونظراً لإقامته في مدينة الإسكندرية وجد نفسه مضطراً للسفر إلى القاهرة كل فترة لمساعدة الطلاب السوريين الذين يلتقيهم هناك، وتمكّن رامي حتى الآن من تسجيل أكثر من 60 % من الطلبة السوريين الذين يدرسون في جامعة الإسكندرية، ونسبة تكاد تصل إلى نصف الطلاب بجامعة القاهرة وعين شمس وحلوان وما تبقى من ذلك في معاهد فنية ومعاهد عالية تابعة لوزارة التعليم المصرية أي ما يعادل الـ 500 طالب علاوة على تقديمه المساعدة في أمور التعليم لما يقارب الـ 3000 آخري، كما يؤكد في حديث خاص لـموقع اقتصاد.
ويلفت رامي إلى أن خبرته في هذا المجال تطورت شيئاً فشيئاً وبات له معارف كُثر في إدارة الوافدين وفي الجامعات المصرية وخصوصاً في جامعة الاسكندرية.
وحول طبيعة المساعدات التي يقدمها لهؤلاء الطلاب أوضح محدثنا أن مهمته تتمثل في تسجيل الطلاب السوريين في الجامعات المصرية ومساعدتهم في حال وجود مشاكل معينة في الجامعة، والمساعدة في حال التقديم على المنح السنوية للطلاب الجدد.
ولفت محدثنا إلى أنه يساعد الطلاب السوريين أيضاً من خلال تأمين حجوزات ومعاملات السفارة، وتأمين الأوراق المطلوبة والمتابعة بشكل مستمر مع الطلاب الوافدين وتسهيل إجراءات الهجرة والجوازات والفحص الطبي حتى إتمام عمليات تسجيلهم.
ويسعى رامي إلى تقديم الحلول المناسبة لكل من يواجه مشكلة في ظهور النتائج أو القبول والمساعدة أيضاً في اختيار الرغبات المناسبة وتعديل الشهادات المختلفة والأكثر شهرة لدى الطلبة السوريين مثل السعودية والسورية والكويتية والإماراتية لتصبح على المعدل المصري، واختيار الكليات المناسبة وفق الحدود الدنيا للقبول.
ولا تقتصر مهمة الشاب القادم من حلب على ذلك، بل يحتفظ بعمله الأساسي مع طلاب الثانوية العامة ومتابعة أخبار امتحاناتهم حتى بداية المفاضلات ونسب التصحيح وإعلامهم بكل شيء يجري داخل “الكونترولات” وأخبار الوزارة أولاً بأول.
ولفت رامي إلى تقاعص المنظمات المهتمة باللاجئين عن مساعدة الطلبة السوريين بما فيها مفوضية اللاجئين التي يقتصر عملها-كما يقول- على تقديم منحة واحدة كل عام لتغطية المصاريف الجامعية والمواصلات والكتب وتخصيص راتب شهري ضئيل للطلاب مقارنة مع تكاليف المعيشة في مصر.
ولا يتجاوز الطلاب الذين يحصلون على هذه المنح كما يقول – الخمسين طالباً سنوياً – مع العلم أن المنحة تحدد شروطاً صعبة بعد القبول ليحافظ الطالب عليها وهي النجاح في كل عام بشكل كامل ودون حمل مواد وإلا فقد الطالب المنحة، وهذا ما علمه من أحد الطلاب الذين حصلوا عليها هذا العام.
وعدا ذلك يعاني الطلاب السوريون من صعوبات وعراقيل عدة أبرزها – كما يؤكد محدثنا – مشكلة الإقامة، مشيراً إلى أن الطالب في السابق كان يُسجّل منذ المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية في مدارس حكومية ويحصل على إقامة سنوية مباشرة– بينما يتطلب التسجيل اليوم في أي مرحلة الحصول على الإقامة مما يضطر ذوي الطلاب–كما يشير محدثنا- إلى اللجوء لسماسرة الإقامات ودفع مبالغ طائلة بحسن نية، ويتضح فيما بعد أن هذه الإقامات غير نظامية وبالتالي يقعون في مشاكل جديدة.
مصدر : موقع إقتصاد – مال واعمال السوريين