يعتبر الدافع والحاجة قاطرة للابتكار والإبداع والبحث عن حلول ناجعة لكثير من الأمور الحياتية، التي نعيشها يومياً، وقد لعب الشباب الإماراتي دوراً بارزاً ومهماً في تذليل كثير من الصعوبات، من خلال ابتكارات ناجحة انعكست إيجابياً على المستفيدين منها، وبالتالي المجتمع الإماراتي، ومن هذه النماذج المضيئة الشابة الإماراتية موزة جاسم اختصاصية النطق ومدربة لغة الإشارة في مركز رأس الخيمة للمعاقين، التي ابتكرت سجادة ذكية للصلاة تعليمية، يستفيد منها المصابون بالصم وفقدان البصر، فضلاً عن المسنين، الذين يعانون من صعوبة في تذكر عدد الركعات التي أدوها.
وأوضحت موزة أن عملها المستمر مع هذه الشريحة المجتمعية، جعلها تبحث عن حلول لبعض المشكلات التي يعانون منها، خاصة أن مركز المعاقين يضم بين جنباته عدداً من الحالات المتنوعة بين فاقدي الأبصار والصم، لافتة إلى أن هؤلاء الطلبة يعانون كثيراً في صعوبة أداء عباداتهم، ما جعلها تفكر جدياً في ابتكار وسيلة ما لمساعدة هؤلاء على أداء عباداتهم بشكل سهل.
بالإضافة إلى أن السجادة الذكية ستساعد كبار السن الذين يعانون من النسيان من تأدية صلاتهم بشكل سليم.
وذكرت أن السجادة الذكية تتكون من خمس سجادات مختلفة الألوان يستخدمها المستهدفون بحسب توقيتاتها، حيث إن هناك لوناً لكل وقت للصلاة.
وتتميز بأن لها إضاءات مختلفة، ومنبهات صوتية، بالإضافة إلى ريموت كنترول للتحكم فيها، وتوضيح خطوات وطريقة الصلاة للمبتدئين، والتي يستطيع المعلمون في مراكز المعاقين استخدامها لتعليم وتوجيه طلبتهم بشكل سهل وبسيط، كما تتكون السجادة من طبقة إسفنجية وجلد مطبوع عليه طريقة حركات الصلاة، ومراحل تعليمها.
وأفادت أن هناك 12 خطوة تعليمية للحركات التي ينبغي على الطلبة تأديتها بشكل سليم ليتدربوا عليها مرات عدة، يساعد على ذلك بعض الخطوات الإرشادية الأخرى مثل الإضاءة المحددة لكل توقيت صلاة، مثل اللون الأزرق الفاتح الذي يشير لصلاة الفجر، موضحة أن خطوات التنفيذ أخذت ما يقرب من 3 أشهر للوصول للشكل النهائي لها.
معارض ابتكارية
وأشارت إلى أن السجادة الذكية ساعدت كثيراً من الطلبة على إتقان عباداتهم بشكل جيد، كما أن هناك إقبالاً عليها للاستفادة منها، خاصة بعد اشتراكها في أكثر من معرض ابتكاري متنوع بالإمارات، ما ساعد على انتشارها.
مشيرة إلى أنها تعمل على تيسير عملية دمج المعاقين في مجتمعهم أيضاً. وأفادت أنها سجلت السجادة الذكية في الدائرة الاقتصادية برأس الخيمة، بهدف تسجيلها ابتكاراً، وحفظ الحقوق، فضلاً عن البدء بترويجها تجارياً خلال الفترات المقبلة.