|  آخر تحديث أغسطس 6, 2016 , 23:52 م

طيران الإمارات وفن إدارة الأزمة


بقلم الكـاتـب: محمد مصطفى - ( السـودان )

طيران الإمارات وفن إدارة الأزمة



 

قبل أيام قليلة تابعنا بكل القلق النبأ العاجل الذي يفيد بتعرض طائرة إماراتية لحادث حريق أثناء هبوطها الاضطراري بمطار دبي، ذلك لأن حوادث الطيران “على قلتها” مقارنة بحجم الرحلات الجوية ــ غالباً ما تخلف كوارث مريعة.

غير أن أطقم الشركة الناقلة وبالتعاون مع الأجهزة المختصة في مطار دبي وإدارة الدفاع المدني، نجحت في تفادي نكبة فادحة، ليضاف ذلك إلى سجل إنجازات إمارة دبي ودولة الإمارات، حيث أن الطائرة القادمة من إحدى المدن الهندية مصنفة ضمن الطائرات ذات السعة العريضة “Boeing777” وكانت تحمل في طياتها ما يقارب الـ 300 راكب بمن فيهم الطاقم.

 

هذا النجاح الباهر والتألق في فن إدارة الأزمات، أعاد للأذهان ما حدث في دبي ليلة رأس السنة قبل حوالي 8 أشهر، عندما اندلع حريق هائل بفندق العنوان الذي يقع بالقرب من برج خليفة في وقت كان فيه الآلاف من الزوار موجودين بتلك المنطقة.. وبالرغم من ذلك استطاعت فرق الدفاع المدني إخماد الحريق وإخلاء الفندق في وقت قياسي دون حالات وفاة أو إصابات فادحة.

بالعودة إلى حادثة الطائرة، ذكرت التقارير أن طاقم الناقلة استطاع إجلاء كل المسافرين في ظرف 45 ثانية فقط، وهو وقت قياسي يدل على جاهزية ومهارة كوادر الشركة واعتنائها بالأمن والسلامة، أيضاً كان مطار دبي على أهبة الاستعداد للتعاطي مع الأزمة، فقد تعاملت إدارة الدفاع المدني مع الحدث بكل مسؤولية واقتدار ، بل ضحّت بأحد منسوبيها الشهيد “بإذن الله” عيسى البلوشي من أجل سلامة الركاب وطمأنة ذويهم.

 

شئ آخر لفت انتباهي كإعلامي، وهو الشفافية التي حرصت عليها إدارة الشركة ومطارات دبي، فقد أعلنتا في وقت مبكر تفاصيل الحادثة ببيان رسمي ومؤتمر صحفي لرئيس مجلس الإدارة الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، وظلّت الأجهزة المعنية خاصة طيران الإمارات على اتصال دائم مع أجهزة الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية، فعملت على مدهم بالأخبار والتطورات على مدار الساعة، حتى انجلت الأزمة وعاد مطار دبي إلى العمل بعد توقف لبضع ساعات.

هناك أيضاً شركاء في النجاح والتميز في فن إدارة الأزمة إلى جانب مطار دبي وشركة طيران الإمارات، فقد تحولت بعض الرحلات القادمة إلى مطار آل مكتوم وبعضها إلى مطار الشارقة ومطار أبوظبي.. كوادر المطارات الثلاث المذكورة لم تتأخر في القيام بواجبها في إنهاء إجراءات الركاب القادمين والمغادرين الذين حُوّلت رحلاتهم.

 

إنّ ما حدث في الأسبوع الماضي لهو درس بليغ من طيران الإمارات وإمارة دبي يدعو إلى الجاهزية وفن التعامل مع الطوارئ، وأهمية التناغم والتنسيق بين الأجهزة المختصة، بالإضافة إلى الانتباه للشفافية وسلاح الإعلام والمواكبة في نقل المعلومات واطلاع الرأي العام على الحقائق لتفويت الفرصة على ناقلي الشائعات الذين يجدون مثل هذه الأزمات فرصةً لا تُعوض لتسويق بضاعتهم.

نتمنى لطيران الإمارات وإمارة دبي المزيد من الإنجازات والتطور، ونسأل الله  الرحمة والمغفرة لشهيد الواجب عيسى البلوشي الذي أسهم في تفادي الكارثة، ولم يتردد في التضحية بروحه من أجل إنقاذ ركاب الطائرة المنكوبة.

 

بقلم الكاتب: محمد مصطفى – ( السـودان )


1 التعليقات

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com