الإسكندرية في 2 أغسطس – افتتحت مكتبة الإسكندرية، امس الثلاثاء الموافق 2 أغسطس 2016، مشروع “نحو معلم أفضل”، أحد أكبر مشروعات تطوير التعليم في مصر، بالتعاون مع مؤسسة “ساويرس” للتنمية الاجتماعية، ومؤسسة “ستار كير إيـﭼيبت”، ووزارة التربية والتعليم.
وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن مشروع “نحو معلم أفضل” يعد أحد أهم المشروعات التي تشارك فيها مكتبة الإسكندرية، لأن المجتمعات لا تنهض ولا تتطور إلا بالتعليم، مؤكداً أن التعليم في مصر يحتاج إلى المزيد من الاهتمام والدعم والجهد والمساندة من القائمين عليه في ظل الوضع الحرج الذي تمر به الدولة، خاصة مع التغيرات السريعة التي يمر بها العالم من حولنا.
ولفت إلى أهمية التواصل الإلكتروني، وما فرضه من تصورات جديدة فيما يخص التعامل مع المادة العلمية، مشيراً إلى أن 40% من التواصل الإليكتروني عبر الإنترنت يتم من خلال الهواتف المحمولة، وهو ما أثر بالتبعية على المحتوى المعلوماتي الذي يتعرض له الشباب والنشء؛ حيث أوضح أن كم المعلومات التي تتواجد على الإنترنت بشكل يومي يصل إلى 3 إكسا بايت، وأن الواحد إكسا بايت يعادل 100 ألف من المعلومات الموجودة في مكتبة الكونجرس الأمريكية.
وأضاف الدكتور إسماعيل سراج الدين أن هذا الكم الهائل من المعلومات يفتح فرص أمام الأطفال والشباب من خلال عمليات البحث عن المعلومات، إلا أنه بحث “سطحي”، خاصة مع التدفق الهائل من المعلومات الذي لا يمكن السيطرة عليه، مشيراً إلى أن دور المعلم هو السيطرة على هذا التدفق من خلال نظام تعليمي يربط الحضارة والتاريخ بالحاضر والمستقبل، ويتناسب مع أدوات وتحديات العصر، وليس تعليم منقول من الماضي قائم على التلقين.
وأكد أن مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مؤسسة “ساويرس” للتنمية الاجتماعية، ومؤسسة “ستار كير إيـﭼيبت”، ووزارة التربية والتعليم، تضع نصب أعينها من خلال مشروع “نحو معلم أفضل” تقوية ومساندة وتطوير دور المعلم للإسهام في النهوض بمصر والمضي بها نحو الاتجاه السليم من خلال الاستثمار في الأجيال القادمة.
وأوضحت لمياء عبد الفتاح؛ رئيس قطاع المكتبات، دور قطاع المكتبات في مكتبة الإسكندرية فيما يخص العملية التعليمية، وأن المكتبة تدعم التعليم الفردي والذاتي والتعليم النظامي على كافة المستويات، بما تقدمه من أنشطة تعليمية للكبار والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين، مثل برامج تنمية المهارات المعلوماتية، والبرنامج الدولي للتدريب على علوم المكتبات الذي تقدمه المكتبة بالتعاون مع مؤسسة “ساويرس”، وما تقدمه مكتبة الطفل والنشء من أنشطة لغرس عادة القراءة لدى الأطفال، وغيرها.
وقالت إن مشروع “نحو معلم أفضل” يخدم نحو 60 مدرسة، ويشارك فيه نحو 500 معلم من محافظتي الإسكندرية وأسيوط، ويتكون من ستة ورش عمل تتناول الجانب الحياتي والشخصي للمعلمين، والجانب المهني وصعوبات التعلم، واستخدام تكنولوجيا المعلومات والوسائط المتعددة، وتنمية مهارات البحث عن المعلومات واستخدام أوعية المعلومات، بالإضافة إلى تدريب متخصص تحت عنوان “كيفية توصيل العلوم”، وتدريب المتدربين لضمان استمرار عملية تقديم المعرفة.
وفي كلمته بمناسبة افتتاح المشروع؛ قال المهندس أيمن السيد؛ مدير مركز القبة السماوية العلمي، أن مركز القبة السماوية يعمل بشكل مستمر منذ عام 2008 داخل المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، من خلال نوادي العلوم، وذلك للوصول للمدارس النائية أو التي لا تؤهلها بنيتها التحتية لإجراء تعليم موازي بجانب التعليم النظامي الرسمي، مشيراً إلى أن مشروع “نحو معلم أفضل” سيؤدي لزيادة عدد نوادي العلوم في المدارس والجامعات.
وأشار إلى أن التعليم الرسمي بكل محتواه الذي يتلقاه الإنسان خلال المراحل التعليمية لا يتعدى 20 % من التعليم الذي يتلقاه خلال حياته، وأن 80% من التعليم الذي يتلقاه مكتسب من خارج الفصول الدراسية.
وأشادت المهندسة نورا سليم؛ المدير التنفيذي لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، بمشروع “نحو معلم أفضل”، وقالت إنه برغم الإنجازات الهامة فيما يخص إتاحة التعليم، إلا أن مصر تحتل المركز 139 عالميا فيما يخص جودة التعليم. وأوضحت أن هدف المشروع تدريب وتأهيل المعلمين، وتوسيع النتائج التي سيتوصل لها المشروع والاستفادة منها لتحسين مخرجات التعليم، وتسليط الضوء على أهمية المعلم باعتباره العامل الأساسي في العملية التعليمية.
وأشارت إلى أن مؤسسة “ساويرس” تقدم 35 برنامجاً للمنح دراسية داخل وخارج مصر، يستفيد منها 150 ألف شخص في مجالات التعليم والصحة والمجتمع المدني وغيرها، بالتعاون مع شركاء حكوميين وشركات خاصة مثل مؤسسة “ستار كير إيجيبت” ومكتبة الإسكندرية، ووزارة التربية والتعليم.
وفي كلمة ألقتها بالنيابة عن المهندس كريم سامي؛ رئيس مجلس إدارة مؤسسة “ستار كير إيجيبت”، توقعت أمنية حنا؛ المدير العام لمؤسسة “ستار كير إيجيبت”، النجاح للمشروع الذي قالت عنه أنه أحد أهم المشروعات التعليمية التي من المتوقع أن تستمر وتمتد لتغطي رقعة جغرافية أكبر، وعدد أكبر من المدارس والمعلمين.
وأشارت إلى دور المعلم في تحفيز الأطفال على الابتكار وصقل مواهب التلاميذ، وتشكيل قادة المستقبل، وتوفير الأدوات اللازمة لتنمية مهاراتهم، موضحة أن هدف مؤسسة “ستار كير ايجيبت” هو دعم الطفل في مختلف المجالات لينعم بحياة سعيدة ومستقبل أفضل.
وشددت الدكتور راندا أحمد؛ مدير عام الإدارة المركزية للتعليم الأساسي بوزارة التربية والتعليم، على أهمية التكامل بين المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني فيما يخص قضية التعليم، وعلى ضرورة تطوير أساليب التدريس، ومتابعة تطبيق تلك الأساليب على أرض الواقع، وقياس أثر تلك التجربة على الطالب والمعلم. وأشارت إلى دور وزارة التربية والتعليم في استمرار التجارب التعليمية والعمل على التوسع فيها لتشمل كافة أنحاء الجمهورية، والوصول لنتائج مشرفة فيما يخص المجال التعليمي.
المكتب الاعلامي لمكتبة الاسكندرية
#صحيفة_نبض_الإمارات