أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: »أن الجيش والشرطة والأمن في بلادنا ليست أجهزة قمع ومصادرة الحقوق والحريات، بل هي أجهزة تحمي الشعب والوطن، وتحافظ على سلامة وأمن المجتمع واستقراره، وتلاحمه الوطني الذي تجسد في مواقف ومناسبات وطنية وقومية عدة، فنحن جميعاً في خدمة الوطن والأمن والسلام وحماية مكتسباتنا الوطنية على كل صعيد«.
جاء ذلك خلال استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، بقصر سموه في زعبيل، مساء أمس، القيادات العسكرية والشرطية والأمنية في الدولة، وتبادل سموه معهم بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، التهاني والتبريكات بالشهر الفضيل، راجين الله تبارك وتعالى أن يعيد هذه المناسبة المجيدة على قيادتنا الكريمة بالصحة والسعادة ودوام العزة والعطاء، وعلى شعبنا ودولتنا الحبيبة بمزيد من الإنجازات الحضارية والإنسانية الوطنية التي ما كانت لتتحقق إلا بتوفيق الله سبحانه وتعالى، وتوجيهات وحكمة قيادتنا الرشيدة، وتضافر جهود وسواعد كوادرنا الوطنية من أجل رفعة الوطن ورفاهية الشعب واستقراره وسلامته.
وصافح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كبار القادة والضباط من قواتنا المسلحة الباسلة والأجهزة الشرطية والأمنية الذين هنأوا سموه بشهر رمضان، وتوجهوا بالدعاء إلى الباري عز وجل أن يحفظ سموه وقيادتنا المعطاءة ويديم عليها الصحة والسعادة وعلى شعبنا دوام التقدم والرخاء.
كما رحب بهم سموه وبارك لهم الشهر الكريم وإنجازاتهم الميدانية في السلم والحرب، مؤكداً سموه أن الجميع قيادة وشعباً وقوات مسلحة وأجهزة شرطية وأمنية في خندق واحد، ويعملون كفريق واحد من أجل الوطن وكرامة وأمن المواطن والمقيم على أرضنا الطيبة.
وخاطب سموه القيادات العسكرية والشرطية والأمنية، قائلاً: »إن حبكم لله وإيمانكم به عز وجل منصهر بحبكم وولائكم لوطنكم وشعبكم وقيادتكم«.
وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن اعتزازه بالإنجازات التي حققتها قواتنا المسلحة بقيادة أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سواء على صعيد التطور العلمي أو التدريب والتطور القتالي والمهارات والخبرات التي اكتسبتها هذه القوات الوطنية في أكثر من منطقة، كأفغانستان والبوسنة والهرسك واليمن، وغيرها من المناطق التي تقرر فيها الأمم المتحدة إرسال قوات دولية لحفظ الأمن والنظام فيها وإقرار السلام والاستقرار.
ونوه سموه بأن أفراد وضباط القوات المسلحة أثبتوا للذين شكّكوا في قدراتهم ومهاراتهم وبسالتهم – من خلال بطولاتهم وتضحياتهم في ميادين القتال – قدرتهم على التعامل بنجاح تام مع كل الظروف والمعطيات على الأرض.
وقال سموه: »فبإرادتكم تصنعون الكثير، وتقهرون المستحيل، وتتجاوزون الصعوبات، وتواجهون التحديات بصبركم وعزيمتكم وثقتكم بأنفسكم وقدراتكم وإيمانكم بالله عز وجل، وولائكم لوطنكم وقيادتكم التي تنشد السلام والعدالة والمساواة لكل شعوب الأرض، وتدعو إلى رفع الظلم والإجحاف عن كل إنسان.
أنتم إخواني تصنعون السلام حينما تكون هناك حرب وقتال، وتأتون بالأمل حينما يكون هناك يأس، وتعززون الإيمان حينما يكون هناك شك، وتنشرون الوئام عندما يكون هناك خلاف«. وأضاف صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في حديثه الأخوي للقادة والضباط:
»أجدادكم هم من نشروا الإسلام في أوروبا وأفريقيا وأنتم أحفادهم، هم قهروا شظف العيش في صحراء الجزيرة العربية حيث لا مياه ولا طعام ولا ظل إلا ظل الله سبحانه وتعالى الذي ظللهم بالصبر والإيمان والتوكل عليه جلت قدرته، وكانت تحديات لا مثيل لها في التاريخ القديم أو المعاصر، واستطاعوا بصبرهم وجلدهم مواجهتها وتخطيها والوصول بنا إلى ما نحن عليه اليوم من تقدم ورخاء وحضارة«.
وختم سموه: »نشكر محمد بن زايد، القائد الشاب الذي استطاع أن يتعامل مع الأزمات المحيطة بنا بحكمة وشجاعة وإرادة قوية يستمدها من إيمانه بالله عز وجل وثقته بأبناء وبنات الوطن الذين يسطرون أروع الإنجازات العلمية والتقنية والإنسانية وغيرها من مجالات المعرفة والحضارة التي تضاف إلى سجل دولتنا وتاريخها المشرف الذي سيظل مفخرة لنا جميعاً وللأجيال المتعاقبة من أبناء وبنات شعبنا الوفي«.
وأشار سموه، في هذا السياق، إلى إنجازات الأجهزة الوطنية الشرطية منها والأمنية التي يقودها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد، والتي استطاعت بكفاءة منتسبيها ضباطاً وأفراداً أن تحقق أعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار في مجتمعنا المتنوع الثقافات والأعراق، حتى بات مثالاً عالمياً للتعايش والتسامح والتكافل، وأضحت دولتنا، والحمد الله، أيقونة للمحبة والأمن والسلام، ينعم فيها الجميع من مواطنين ومقيمين بالخير والرفاه المعيشي والاستقرار الاجتماعي والأمان.
حضر اللقاء سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي محمد جمعة البواردي الفلاسي، وزير دولة لشؤون الدفاع، والفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، رئيس أركان القوات المسلحة، ومعالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، واللواء الركن عبد الله مهير عبد الله الكتبي، قائد الوحدات المساندة، والفريق سيف عبد الله الشعفار، وكيل وزارة الداخلية، والفريق محمد عبد الرحيم العلي، وكيل وزارة الدفاع المساعد.
تحديات