في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ أمتنا العربية، ومع انبلاج فجر جديد من الأمل بعد وقف إطلاق النار في أرض فلسطين الطاهرة، يعبّر مجلس سفراء السلام والتسامح والتنمية المستدامة عن أعمق مشاعر الفخر والامتنان، مشاطرًا الشعب الفلسطيني الصامد فرحته بهذا الإنجاز الإنساني الذي طال انتظاره، ومترحمًا على أرواح الشهداء الأبرار الذين رووا تراب الوطن بدمائهم الزكية، وداعين بالشفاء العاجل للمصابين وبالحرية الكاملة للأسرى القابعين في سجون الاحتلال.
لقد جاء هذا الوقف للنار ليؤكد من جديد أن صوت الحكمة والعقل أقوى من ضجيج الحرب، وأن طريق السلام لا يُعبد إلا بتكاتف الجهود الصادقة والقلوب المخلصة. وفي هذا المقام، لا يسعنا إلا أن نُعبر عن بالغ التقدير والعرفان لما قامت به جمهورية مصر العربية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جسّد في مواقفه الثابتة معاني الشجاعة السياسية والإنسانية، وأثبت للعالم أن مصر كانت وستظل الضمير الحي للأمة العربية، والمدافع الأمين عن حقوق الإنسان وكرامة الشعوب، والحصن الذي يحمي القضية الفلسطينية من محاولات الطمس والتصفية والتهجير.
إننا في مجلس سفراء السلام والتسامح والتنمية المستدامة نؤكد أن هذا الموقف المصري النبيل لم يكن إلا امتدادًا لدورٍ أصيل ومتجذر في تاريخ مصر العريق، حيث لم تتخل يومًا عن دورها الريادي في دعم القضايا العربية، ولم تغب عن ميدان المسؤولية يومًا.
إنها مصر التي آمنت بالسلام لا ضعفًا، بل قوةً وشرفًا، ووقفت بجانب فلسطين لا شعارًا، بل عقيدةً ومبدأً.
إننا ندعو المجتمع الدولي إلى البناء على هذه الخطوة الإنسانية العظيمة، وإلى ترجمة هذا الهدوء إلى عملية سلام شاملة تحفظ للإنسان الفلسطيني حقه في الحياة والحرية والكرامة، وتعيد إليه أرضه وحقوقه المشروعة وفقًا للشرعية الدولية.
وفي الختام، نجدد عهدنا في المجلس بأن نواصل رسالتنا الإنسانية في دعم قيم السلام، والتسامح، والعدل، والكرامة الإنسانية، وأن نظل جسرًا يربط بين الشعوب وقادة الخير في العالم، نصرةً للمظلومين، وترسيخًا لثقافة الحوار والتعايش.
عاشت فلسطين حرّةً أبية،
وعاشت مصر أمّ الدنيا، درع الأمة وسندها، وصاحبة الرسالة الأبدية في إرساء السلام وبناء المستقبل.



(
(





