بقلم: انسام الشالجي 

العلاقات الإنسانية هي جوهر حياتنا، وهي مصدر أساسي للسلام الداخلي والدعم العاطفي و ركيزة من ركائز الحياة المستقرة معنويا . لكن في عالم مليء بالتحديات..

هل تساءلتم يومًا عن الفرق بين التعلّق الزائد بالعلاقات وبين التوازن المنطقي و الصحيح بين الأخذ والعطاء؟

ان الفارق بين التعلق و التوازن في العلاقات قد يكون حاسمًا في تحديد مسار العلاقات ، إذ أن التعلّق المفرط هو من وجه اخر اضطراب عاطفي، بينما التوازن بين الأخذ والعطاء يضمن علاقة صحية متوازنة ذات واستمرارية إيجابية.

التعلّق الزائد هو عندما تصبح مشاعرنا متجهة بشكل مبالغ فيه بالآخر، حيث نعيش في حالة من القلق المستمر، خوفًا من فقدانه أو من أن يهمل مشاعرنا.

هذا النوع من التعلّق يؤدي إلى سلوكيات تعتبر منفرة الى الطرف المقابل مثل الغيرة المفرطة، والتوقعات المرتفعة، والاعتماد العاطفي المفرط . العلاقة هنا تتحول إلى عبء ثقيل على كلا الطرفين، حيث يفقد الشخص ذاته ، تفقد المرأة رونقها و تتنازل عن عزة نفسها و يفقد الرجل حكمته في ادارة العلاقة ، وتتحول المشاعر إلى مصدر توتر دائم. فإذا كانت علاقتك تتحكم في موازين أفعالك إلى حد كبير، اذن انت دخلت في دوامة من التعلّق الزائد.

أما العلاقة المتوازنة، فهي تلك التي يتيح فيها كل طرف للآخر المساحة اللازمة للنمو والحرية. هنا، لا يكون الأخذ متساويًا تمامًا مع العطاء، ولكن هناك وعي باحتياجات الطرفين مع احترام واضح للحدود. التوازن في العلاقات يعني أن الطرفين يمكنهما الاعتماد على بعضهما البعض في أوقات الحاجة، لكن دون تحميل الآخر عبءًا عاطفيًا زائدًا. التبادل هنا يتسم بالدعم المتبادل دون فقدان للذات، مما يسمح لكل طرف بالنمو والتطورو يسمح لكل طرف تقديم الدعم دون الحاجة المفرطة للآخر، مما يتيح للطرفين أن يكونا في أفضل حالاتهما .

إن سر بناء العلاقات الصحية يكمن في الوعي بذاتك وقدرتك على تلبية احتياجاتك العاطفية بشكل مستقل، قبل أن تتوقع من الآخرين القيام بذلك. العلاقات، حين تُبنى على التوازن، لا تؤدي إلى شعور بالإجهاد أو الاعتماد المفرط، بل تعزز القوة والنمو المستمر لكل طرف.