د. طحنون العميمي – دبي
شهدت دبي من يوم الخميس ولمدة ثلاثة أيام، المنتدى المفتوح الذي دعت إليه ونظمته هيئة الصحة بدبي، لاستعراض “استراتيجية الصحة النفسية “، التي تتبنى تنفيذها، وذلك بحضور مجموعة كبيرة من المسؤولين والأطباء والمختصين والشخصيات المؤثرة الشهيرة على منصات التواصل الاجتماعي.
وكانت الهيئة قد أطلقت قبل فترة، منظومة شاملة ومتكاملة، لتحقيق أعلى درجات الرفاه النفسي في إمارة دبي، وذلك بعد أن حظيت المنظومة باعتماد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي.
وجاءت المنظومة بما تضمنته من محاور ومبادرات وأهداف، مواكبة للتطور السريع، الذي تشهده إمارة دبي على مستوى الرخاء والازدهار والرفاهية، وبما يتوافق مع تطلعات دبي في أن تكون هي أسعد مدينة.
كما جاءت لدعم أهداف أجندة دبي الاجتماعية 33، وأهمها: وضع مدينة دبي ضمن أفضل ثلاث مدن عالمياً من حيث مستوى المعيشة، وتحقيق تصنيف ضمن أفضل عشر دول في متوسط العمر المتوقع.
في السياق نفسه وفي إطار منظومة الرفاه النفسي المتكاملة، وضمن مسارات تنفيذ استراتيجية الصحة النفسية، يأتي المنتدى المفتوح، الذي تنظمه الهيئة في “كونكريت -السركال أفنيو، للوقوف على الآراء البناءة ووجهات النظر الموضوعية، لجميع الأطراف المعنية والمهتمين بالشأن الصحي، تجاه منهجية تنفيذ الاستراتيجية وسبل تحقيق أهدافها.
تشتمل أجندة المنتدى، على مجموعة من الفعاليات، وجلسات الحوار والمناقشات وسرد القصص المؤثرة المتصلة بالصحة النفسية، وغير ذلك من التجارب الشخصية الناجحة، إلى جانب مجموعة من الأنشطة المتنوعة الهادفة.
وقال الدكتور رمضان البلوشي مستشار مدير عام هيئة الصحة بدبي ومدير إدارة حماية الصحة العامة في الهيئة، إن استراتيجية الرفاه النفسي، تضمنت مجموعة من الأهداف الطموحة، المتسقة مع مستويات الرفاهية وجودة الحياة، التي تتميز بها إمارة دبي، ومن بين هذه الأهداف: الكشف المبكر عن أية مؤثرات يمكن أن تحول بين أي شخص وحالته المعنوية والنفسية ومستوى طاقته الإيجابية، ومن ثم التعامل مع هذه المؤثرات وتجاوزها بكل الأساليب المتقدمة.
إضافة إلى الكشف المبكر – كما يقول الدكتور البلوشي- هناك أيضاً هدف سرعة الوصول إلى خدمات العناية والرعاية والاستشارات عالية الجودة، اللازمة لتعزيز الاستقرار النفسي والمجتمعي، فضلاً عن هدف البحث والابتكار، وغير ذلك من الأهداف المعززة للصحة النفسية والاستقرار والرضا والسعادة، لدى جميع أفراد المجتمع، وخاصة لدى كبار السن والأطفال وأصحاب الهمم، إلى جانب من يعانون من الأمراض المزمنة.
من جانبها قالت الدكتورة هند العوضي رئيس قسم التثقيف والتعزيز الصحي في الهيئة، إن استراتيجية الصحة النفسية تحمل مفهوماً جديداً متفق عليه عالمياً وهو يمثل التوجهات الدولية نحو المستقبل، والتي ترتكز على بناء الصحة النفسية والرفاهية وتعزيز مجتمعات أكثر صحة ومرونة، قادرة على مواجهة التحديات العالمية والتغيرات وضغوط الحياة، من خلال تمكين أفراد المجتمع من توظيف قدراتهم والتعلم بشكل جيد للمساهمة بشكل فعال في تطوير مجتمعهم.
وذكرت أن الرفاه النفسي بمفهومه العميق يساعد على بناء العديد من المهارات، أهمها: المرونة النفسية، وإدراك المشاعر، وممارسة التأمل، والتطوير الذاتي، إلى جانب مهارات التكيف وبناء العلاقات الصحية، والوعي الذاتي.