تعقد اليوم في الدوحة جولة جديدة من المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يشهد قصفاً وقتالاً متواصلين. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر مقرب من حركة حماس وآخر مطلع على الملف انطلاق المفاوضات اليوم، فيما أكد مسؤول أمريكي مطلع على المحادثات أن من المقرر أن يتوجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز للدوحة لحضور المباحثات.

وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها سترسل وفداً إلى المحادثات، لكن «حماس» طلبت خطة قابلة للتطبيق لتنفيذ مقترح قبلته بالفعل بدلاً من المزيد من المحادثات.

وقال القيادي الكبير في الحركة سامي أبو زهري لوكالة رويترز إن «حركة حماس متمسكة بورقة الوسطاء التي قدمت إليها في الثاني من يوليو، والتي تستند إلى قرار مجلس الأمن وخطاب (الرئيس الأمريكي) بايدن والحركة جاهزة للبدء فوراً في البحث في آليات تنفيذها».

وأضاف «أما الذهاب لمفاوضات جديدة فهو يسمح للاحتلال بفرض شروط جديدة وتوظيف متاهة المفاوضات لارتكاب المزيد من المجازر». وجاء الدفع لاستئناف المحادثات بعدما حمّلت إيران وحلفاؤها إسرائيل مسؤولية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي كان مشاركاً في المفاوضات لوقف إطلاق النار.

وتعهدت إيران الرد، فيما أرسل بايدن غواصة نووية وتعزيزات من السفن الحربية والقوات الأمريكية إلى المنطقة. ولدى سؤاله عما إذا كانت هدنة في غزة قد تحول دون وقوع الهجوم الإيراني، قال بايدن للصحافيين «هذا ما أتوقعه».

غارات متواصلة

ولم يهدأ القتال في القطاع، حيث قال سكان في مدينة خان يونس في الجنوب، إن القوات الإسرائيلية قصفت منازل في الشرق وكثفت قصف الدبابات على المناطق الشرقية من وسط المدينة.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن القصف الإسرائيلي تسبب في مقتل وجرح العشرات، معظمهم في وسط وجنوب القطاع.

وأسفرت الغارات الإسرائيلية على أنحاء القطاع ليل الثلاثاء / الأربعاء عن مقتل ما لا يقل عن 17 شخصاً، بينهم أسرة من أب وأم وخمسة أطفال، حسبما قال مسؤولون بوزارة الصحة في غزة.

وأصابت إحدى الغارات منزل أسرة في وقت متأخر ليل الثلاثاء في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة.

وأسفرت الغارة عن مقتل خمسة أطفال، تتراوح أعمارهم بين عامين وأحد عشر عاماً، والأبوين، حسبما أفاد مستشفى شهداء الأقصى القريب. وقال أحد مراسلي الأسوشيتدبرس، الذي شاهد وصول الجثامين إلى المستشفى، إن الانفجار مزق أوصالها، وإن رأس الطفل البالغ من العمر عامين انفصل عن جسده. وفي مخيم المغازي للاجئين القريب، لقي أربعة شخاص حتفهم وأصيب آخرون جراء غارة ضربت منزلاً في وقت مبكر أمس، حسبما أفاد المستشفى.

وفي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، قالت أجهزة الطوارئ التابعة لوزارة الصحة إن المسعفين انتشلوا جثامين أربعة رجال لقوا حتفهم في غارة على برج سكني ليل الثلاثاء.

ولقي شخصان آخران حتفهما وجرح خمسة في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في بلدة بيت لاهيا شمالاً، بحسب أجهزة الطوارئ. ولقي تسعة فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال في قصف إسرائيلي لمدينتي خان يونس ورفح جنوبي غزة. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن خمسة فلسطينيين «استشهدوا إثر قصف الاحتلال لمواطنين في منطقة بطن السمين، كما أطلق طيران الاحتلال المروحي نيران رشاشاته الثقيلة تجاه المناطق الجنوبية الشرقية من مدينة خان يونس».

ووفق الوكالة «استشهد اثنان من طواقم الدفاع المدني برصاص الاحتلال في مدينة رفح، ما يرفع حصيلة شهداء الدفاع المدني منذ اندلاع العدوان على قطاع غزة إلى 82 شهيداً، كما استشهد فلسطينيان جراء قصف منطقة عريبة شمال رفح، ومنطقة بدر في حي تل السلطان غرب المدينة». كما شن الطيران الإسرائيلي غارة على بلدة بيت حانون شمالي القطاع.