بمشاركة 36 طالب وطالبة من أميز طلاب وخريجين كلية الهندسة جامعة البحرين انطلقت فعاليات معرض ” انعكاس ” المُقام أمس بصالة هند جاليري بالمحرق والتي تستمر حتي تاريخ الخامس من شهر أغسطس .

تم الإعلان عن المشاركة في معرض ” انعكاس ” من قبل الجمعية الأمريكية لطلاب قسم العمارة بكلية الهندسة جامعة البحرين ، ويهدف المعرض إلي نقل الأعمال الفنية والتجارب التفاعلية من خلال مجموعة منسقة من التركيبات والأعمال لاستكشاف الروابط والانعكاسات متعددة الأوجه . ويحمل المعرض شعاراً ورسالة هي أن أهمية العمارة لا تكمن فقط في تصميمها ، بل في تقديرها والاعتراف بدورها الهام .

وبالحديث مع الجهة المضيفة للمعرض تحدث الفنان التشكيلي “علي المحميد” معبراً عن سعادته البالغة في استضافة طلاب جامعة البحرين المتميزين بعرض أعمالهم المعمارية والتعبير عن هويتهم وبراعتهم كما أضاف أن تميز وتقدم مملكة البحرين ونهضتها يأتي من خيرة أبنائها وأنه من الداعمين لكل الموهوبين البارعين في مجالاتهم باعتبارهم المستقبل .

وحيث أن أعمال المعرض هي من مشاريع تخرج طلاب وطالبات وخريجين كليه الهندسة فكانت من الجدير أن ألتفت إلي هذا الجهد الشاق من أميز الطلاب، ومن الأعمال مشروع بعنوان ” تنفس “ من تصميم المعمارية “سمر ذكي الزاير” ، والمفهوم الأساسي لهذا المشروع هو إنشاء مستشفى لرعاية الخيول ومركز للفروسية يوفر بيئة مريحة للزوار للتواصل مع الطبيعة والخيول .

والهدف هو تصميم مساحة متعددة الوظائف حيث لا يستطيع الراغبين والمحبين تعلم ركوب الخيل فقط بل يمكنهم أيضاً المشاركة في أنشطة صحية وبدنية مع الاستفادة من التأثيرات العلاجية للبيئة المصممة بعناية ، ويعكس هذا النهج الشامل شغف المهندس المعماري بإنشاء مساحات تدمج الشكل والوظيفة بسلاسة .

أما عن مشروع آخر هو من تصميم الطالب ” حسين علي النهام ” طالب قسم عمارة بالسنة الخامسة، وهو مبني للعمال وما يدعو للفخر أن تم تكليفه من قبل شركة (ناس) بإعادة تصميم مبني سكن العمال الموجود في قرية العكر ، حيث سيتم هدم المبني القديم الموجود بسبب مشاكل في التصميم والمساحات.

وقد حرص ” حسين النهام ” في تصميمه علي منح المبني جمالية تعزز هويته ، كما حرص في الوقت نفسه علي عدم رفع التكلفة وقام بحل المشاكل الموجودة مثل التهوية الضعيفة ونقص المساحات الاجتماعية والخضراء .

ومن أعمال المعرض أيضاً مشروع بعنوان ” نحو حي مكتفي ذاتياً ” للخريج المتميز إبراهيم جميل ، الذي يترجم لنا مفهوم التصميم من وجهة نظره في كونها فكرة تعتمد علي فهم سيكولوجية المجتمع ، ويهدف هذا المشروع إلي تطوير المصطلحات الأيقونية الموجودة في العمارة التقليدية البحرينية وتقديمها في شكل معاصر وحضاري يستهوي نمط الحياة الحديث مع محتوي أصولي خالص مستمد من الثقافة والعادات والتقاليد للمجتمع البحريني ليكون تجربة معيشية فريدة ومتكاملة لمشروع سكني يخدم مختلف شرائح المجتمع مع احتياجاتهم المتنوعة مع قابلية مرنة لتكيفهم مع أنماط الحياة المتغيرة .

وصَرح المعماري إبراهيم جميل ” لقد وجدت ذاتي الحقيقية بين طيات التفاصيل المعقدة لهذا المشروع وانعكاسها علي وجود الانسان .. أنا ممتن لكل من كان جزءًا من هذه الرحلة وأشعل داخلي شغفاً جديداً ” .

وهناك أيضاً مشروعات فاقت حد الإبداع مثل مشروع ” متحف البحرين الوطني للفضاء ” للمهندسة الخريجة عائشة بوجيري

والذي يهدف مشروعها إلي تحقيق رؤية 2030 لجلالة الملك المعظم وأهدافها المستقبلية لتنمية وتقدم البلاد ؛ حيث يعتبر من المشاريع الهامة تماشياً مع التوجه الحالي للمملكة وهو التطوير واستكشاف المزيد من الفضاء للوصول الي مصاف الدول الأخرى من العلوم والتكنولوجيا ، كما أن هذا المتحف سيكون وجهة سياحية وتعليمية للنهوض باقتصاد المملكة .

تقول المهندسة عائشة ” الفكرة التي تم بناء المشروع عليها هي إثارة اهتمام المجتمع بعلوم الفضاء وإشباع رغباتهم في الفضول والخيال والمعرفة في إدراك المستقبل ، وأخيراً أطمح بأن يتم تنفيذ مشروع علي أرض البحرين باعتباره نقطة انطلاق للمستقبل عن طريق تطوير علوم الفضاء ” .

وتتوالي الأفكار الإبداعية والطاقات للشباب البحريني الذي أثبت أنه لا حدود لفن العمارة والذين أصبحوا هم حلقة الوصل التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالفن والبيئة والحياة اليومية بل أيضاً بالهوية البحرينية التي نفتخر بها جميعاً .