بقلم: محمد يوسف
الأسماء لا تصنع الرجال، الأفعال هي التي تصنعهم، وتميزهم في أوطانهم.
الاسم لا قيمة له، كبر أم صغر، حمل المعاني الرنانة أم كان هادئاً وخافتاً، هو اسم لا أكثر، ووسيلة تعريف لشخص أو كيان لا يكلف صاحبه درهماً.
وتلك الثلة المارقة التي فكرت وخططت ودبرت بحكم التبعية، عندما اختارت اسم «العدالة والكرامة» مثلها مثل من استخدموا قبلهم مسميات تخالف توجهاتهم، كما حدث من الذين قالوا إنهم «حركات وثورات شعبية» فكانت شعوبهم ضحية لتسلطهم واستبدادهم، أو من قالوا بأنهم «وطنيون» فإذا بالوطن آخر اهتماماتهم، وغيرهم ممن نادوا بالحرية والديمقراطية فكانوا أكثر ثقلاً على القلوب من «الكوابيس»!
فمن أين يمكن أن نصدق إخوانياً منحرفاً وخارجاً على إجماع الأمة عندما يدعي بأنه يبحث عن العدالة والكرامة؟!
إنهم نفس التنظيم الذي ادعى بأنه يريد الإصلاح، ورفع اللافتات على واجهات مقراته، واستغل حسن النية عند الدول، وبعد سنوات طويلة تبين أنه يدعو لنفسه ولزعاماته في الخارج، فقد كانوا يحفرون تحت ركائز أوطانهم، في أيديهم معاول هدم وتدمير، والنتيجة تحويل دول آمنة ومستقرة إلى دول شبه فاشلة، وهي نصف الأمة تقريباً، نحزن لحزنها كل يوم، ونضرب كفاً بكف مع شعوبها عندما نرى ما آلت إليه أوضاعهم.
مثل هؤلاء لا مكان للعدالة في قواميسهم، ولا يعرفون ماذا تعني كلمة الكرامة، فهم، ولأنني أعرف عدداً كبيراً منهم من خلال صدام قديم معهم، عاشوا في مجتمع عادل، أعطاهم حقوقاً تفوق ما يحلمون به، حتى كبروا وانتفخت أوداجهم وهم يتربعون فوق الكراسي الوثيرة في المناصب القيادية لجهات رسمية، الدولة منحتهم الثقة، وهم خانوا تلك الثقة، ولم يخدموا في تلك المناصب وطناً أو مواطناً، بل وجهوا خيرها نحو اتباع تنظيمهم، أما الكرامة فهم أدرى بها، لأنهم ذاقوا مكاسبها، ولم يشعروا في لحظة واحدة بأنهم لا يتساوون مع الجميع عدلاً وكرامة.
وهذه العدالة اليوم تأخذ مجراها، وتصد الانحراف والتبعية لفئة وحزب ومرشد أجنبي، وتثبت أركان كرامة وطن بني على يد رجال يشار إليهم بالبنان.